الحناوي والقدسي والكزبري أسماء نحنّ إليها
في برنامج شاهد على العصر الذي تبثه قناة الجزيره ويقدمه الاعلامي المصري أحمد منصور ، نتابع على مدى حلقاته جزءا مهما من تاريخ سوريه الحديث وما هي المقدمات التى سبقت يوم 8 اذار الاسود عام 1963 ، اليوم الذي جلب الشؤم والذل والعار الى سوريه الارض والتاريخ والانسان.
وفي سياق السرد التاريخي للاحداث التى أ دت الى إنفصال سوريه عن مصر من خلال إنقلاب السيد النحلاوي ، تتردد على المسامع كلمات وأسماء سورية إندثرت وإنمحت ولم يعد أحد يسمع بها بعد أن طواها الزمن : النحلاوي والبزري والعظم والقدسي والسراج …. وغيرهم من أبناء الطائفة السنية في سوريه الذين كان لهم صولة وجولة في الستينات قبل أن يصل الى سدة الحكم الطائفي العلوي حافظ الاسد ويجلب معه لنا أبناء الجبال ورعاة الابقار والماعز الذين أذاقوا الشعب السوري مر الهوان وأذلوا كبرياءه في السجون والمنافي : أسماء لم نكن نعرفها ولا نسمع بها : خلوف ومخلوف وخليفان ونعيسه والخيّر الذي لم يسمع بالخير ولم يعرفه وبختيان الفارسي الايراني وغيرهم من الاسماء والكنى يساندها ويعاضدها مع أشد الاسف أسماء حورانيه قبلت أن تمد يدها للطغاة من أمثال المقداد والشرع وغيرهم يضاف إليهم طبعا طلاس ومن يلوذ بحماه وكنفه .
وبالرغم من كل ما قيل ويقال عن أخطاء وهفوات ضباط الجيش السوري من أبناء السنه في الستينات وتطاحنهم وعدم تعاونهم مما مهد لزحف العلويين ، مهما قيل عنهم فإنهم يظلون رحماء لطفاء وأرقاء إذا ما قورنوا بالحقد واللؤم والغيظ الذي حمله لنا أبناء الاسد ومخلوف وأبناء الجبل رعاة الابقار الذين لم يكونوا يعرفوا ما هي الحضاره او المدنيه حتى ساقهم حافظ أسد ومحمد عمران وصلاح جديد سوقا الى وحدات الجيش في غفلة أو سكرة من المرحوم أمين الحافظ ورفاقه البعثيين الذين عوّلوا على فقرهم وضعفهم وتخلفهم وإعتمدوا عليهم ليوازنوا الكفة وينافسوا إخوتهم من أبناء دمشق وحمص وحماه من الضباط السنه ولم يكونوا يدركوا مدى السم الذي يكتنف قلوب أبناء الجبل ورعاة الابقار ضد سوريه كلها أرضا وشعبا وإنسانا وحضارة ، لم يكن يخطر ببال أمين الحافظ أن يكون حافظ أسد وعمران يحملون كل ذلك الكم من الحقد على حماه وحلب وجسر الشغور فقدموهم وتحالفوا معهم في وجه إخوانهم الحمويين والدمشقيين فكانت غلطة العمر التى كلفت سوريه لحد الان أنهارا من الدماء .
يا ليتنا بقينا نعيش الانقلابات وفترة عدم الاستقرار التى سادت في الخمسينات والستينات ، على الاقل كنا ضمنّا أن نبقى أحياء وأن نبقى في الوطن ولا يجبرنا رعاة البقر على العيش في منافي الارض ، على الاقل كنا حجبنا عنهم فرصة تدمير حماه وسحق حلب وجسر الشغور ، على الاقل كنا بقينا مثل بقية أمم الارض نتطاحن ونتصالح تحت قبة البرلمان وليس من خلال الدبابات التى تدمر المدن فوق رؤوس أبنائها ، على الاقل كان بقى الجيش على الجبهه ولم ينزل الى الازقة والحارات .
لقد أثار فينا السيد النحلاوي آهات وآهات ، ذكّرنا كيف كان الشعب ينتخب قيادته بحريه ويذهب نوابه الى البرلمان بحريه ، ولا يطلب منهم أن يصفقوا كلما عطست الزرافة البشريه أو تنخمت عليهم أو كلما سجنت واحدا منهم ، ذكّرنا بعد أكثر من أربعين عاما كيف كنا بشرا مثل البشر لنا كرامه ولنا حريه ولنا قيمه ، لدينا شيء أسمه برلمان ، ورئيس جمهويه منّا يحس بألمنا ويحترم خصوصيتنا ، وليس علجا علويا ساقطا جاء من وراء سرب الابقار ليقود أمة عريقة مثل الشعب السوري ، ليقوده من خلال السوط الذي تعلم أن يضرب به الابقار لكي لا تتزاحم في المرعى حول كيس العلف ، اليوم نعيش بلا حريه ولا كرامه ولا قيمة للانسان الا بقدر ما يصفق للطاغيه ويسبح بحمده ويسجد له .
تحس من كلمات النحلاوي أنه مخلص لوطنه ويحب أهله ويحرص على مصلحتهم لذلك فإنه عندما رأى الفساد والفوضى وسوء الاداره من المصريين بقيادة عبد الناصر ، لم يصبر دهرا بل خطط ونفذ وغيّر الاوضاع لما فيه مصلحة الشعب السوري ، عندما يتكلم تحس كم هو الفرق بينه وبين الزرافه بن حافظ الاسد الذي يحمل لغالبية الشعب من أبناء السنه كل الحقد واللؤم بينما يخرّ ساجدا أمام حسن نصر الله الشيعي اللبناني او أحمدي نجاد الفارسي الصفوي ، تحس الفرق بين أخيك وإبن جلدتك وبين عدوك الحاقد عليك وعلى إبنك وحفيدك ويعتبرك عدوه الاول ، عندما تسمعه ترى الفرق بين أبناء الستينات من السوريين المخلصين الباكين على حرمة بلدهم وبين العلويين الدخلاء الذين أتونا من على دبابات البعثثين الحمقى العميان الذين لم يكونوا يعرفون كم هو الغل الذي يغلي في قلوب وعقول رعاة البقر العلويين .
يجب أن يعي أبناء هذا الجيل كل كلمة وكل تصرف حصل ومهّد لقدوم العلويين الى السلطه ، يجب أن نستفيد من أخطاء من سبقونا ، يجب أن نعرف حقيقة المرض والداء بين أبناء السنه : المناطقيه الضيقه …. حموي حلبي حمصي … يجب أن نعرف من هو عدونا … عودنا الاول ليس إسرائيل وإنما عائلة حافظ أسد ومخلوف والدائره الحاكمه وليس جميع أبناء الطائفه العلويه ، يجب أن نعرف بالتحديد ما هي أخطاء أكرم الحوراني وأمين الحافظ وغيرهم من الضباط الذين مهّدوا بتصرفاتهم لقدوم حافظ أسد ومحمد عمران …. يجب أن نفهم ما حصل بالدقة الكافيه ويجب أن نعمل جميعا على تلافي ذلك في المستقبل ، يجب أن يخرج الحلبي من حلبيته الضيقه والشامي من شاميته الضيقه والحموي كذلك ، ويعرف ما يمكن أن يسببه ذلك التقوقع الضيق وكم هو الثمن الذي دفعناه من أب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *