مكتب إرشاد جديد للإخوان مبروك …..ولكن
إنتخب مجلس الشورى المصري للإخوان المسلمين مكتبا جديدا للإرشاد وسط تباينات وإشكالات ربما كانت المره الأولى التى تظهر فيها بشكل واضح لوسائل الإعلام بفضل الثوره الإعلاميه وسهولة تبادل المعلومات بين أمم الارض . وهنا إذ نبارك للمنتخبين بفتخ الخاء ، فإننا لن نتحرج بطرح ما في صدورنا عليهم بما أننا كنا يوما ما معدودين من أبنائهم او أتباعهم أو مريديهم لا فرق .
النقطة الاولى وهي الدور الذي يلعبه مكتب الإرشاد عندما يقع خلاف ما في تنظيم قطري مثل الاردن او سوريا او فلسطين ، حيث مررنا بتجربة مخيبه في هذا المجال عندما وقع خلاف جوهري في التنظيم السوري في أواسط الثمانينات ، عندها أخذ مكتب الإرشاد جانب أحد الفريقين بدلا من يأخذ جانب الحياد ، ودعم او أيد جماعة الشيخ أبي غده وقتذاك التى ينتمي اليها المراقب العام الحالي ، والتى كانت تدعو صراحة وعلنا إلى الصلح الكامل مع النظلم وسافر المراقب العام وقتها الشيخ عبد الفتاح إلى سوريه على أمل اللقاء مع الطاغيه القرمطي حافظ الاسد ولكنه لم يحظ بتلك المقابله ومكث عدة شهور ثم عاد بعدها الى السعوديه وتوفي على أثرها ، بينما تابع خليفته وتلميذه المراقب العام الحالي البيانوني نفس الطريق وجهد في طلب الصلح وقدم في سبيل ذلك أكثر ما يملك من تنازلات ولكنه باء بالفشل أيضا ، بينما قام مكتب الإرشاد وقتها بفصل المراقب العام الإخر الأخ عدنان سعد الدين ، الذي كان يرفض تقديم اي تنازل للنظام الباغي ، وظل البيانوني يرفض عودته إلى الجماعه تحت أي صيغه لمدة 17 عاما عندما أجبره ضغط مجلس الشورى مؤخرا على التراجع وتمت عودته بكامل عضويته بأغلبية الأصوات رغم جهود البيانوني الحثيثه لمنع ذلك .
اليوم وبعد أكثر من عقدين على تلك المواقف التى أخذها مكتب الإرشاد للإخوان ، تبين بما لا يقبل الشك أن موقفهم كان خطأ وأنهم دعمواجهة تسعى وراء وهم إسمه الصلح مع النظام ، وأن مواقف البيانوني وأتباعه الإستسلاميه كانت عباً كبيراً على الجماعه حيث هوت أسهمها إلى الحضيض حتى في عيون أبنائها ، وأن موقف الأخ سعد الدين هو الصحيح الذي كان لا يقبل يتقديم أي تنازل للنظام لأنه يعرف حقيقة النظام وهي أنه ليس من النوع الذي يتفهم او يقبل باللين او التراخي في مجابهته ، وفي موازاة ذلك فان دعمهم للبيانوني وسحقه لخصمه كل تلك المده جعل منه دكتاتورا بإمتياز لا يمكن أن يقف في وجهه أحد ، فاذا كان الاخ سعد الدين بموقعه ومكانته لا يحتاج أكثر من جرة قلم لمحوه ومحو دوره الريادي في الجماعه لعقود فمن سيستطيع أن يقول للبيانوني أنت أخطات في كذا وقصرت في كذا ؟ لذلك فقد رأيناه يتصرف في الجماعه خلال أكثر من عقد ونصف لحد الان ، كان يتصرف وكأنها بيت صغير له ، او مزرعة بسيطه يملكها ملك اليمين تماما كما يفعل أي دكتاتور اخر : فالقياده كلها من إختياره ولا يوجد أحد يرفع رأسه أمامه ، ومجلس الشورى في جيبه الصغير حيث يبصم له بالعشره كل ما يريده الإ في الفتره الأخيره حيث بدأ البعض يتململ من تلك العنجهيه البيانونيه الطاغيه ، وكل ذلك يرجع الى ما خوله مكتب الإرشاد الموقر من صلاحيات كامله بعد فصل الاخ سعد الدين وعزله في بيته كل تلك السنين .
وليت أن دوره مكتب الإرشاد توقف عند ذلك الحد ، فلو أنه مثلا تدخل لصالح الحق او العدل او الخير لكان ذلك مقبول منه ، فمثلا ذهبت بصحبة أخ سوري أخر لمقابلة أخوين من مكتب الإرشاد في لندن لأشرح الوضع السيئ الذي يمر بنا في لندن من تصرفات البيانوني وشلته وجماعته هنا ، وأصغيا لنا وسمعا منا وإستلما كل ما يوثق ويبين صدق ما نقول ، وفي النهايه لم نر أي جواب ، وقمت مع ثلاثه إخوه أخرين بزياره للأخ كمال هلباوي في بيته بالعيد وشرحنا له كل ذلك فقال : لا أملك الا أن أزودكم برساله لفضيلة المرشد العام في مصر ، إذهبوا واشكوا له ، إذا هنا نرى أن مكتب الإرشاد يتدخل في الباطل لنصر المراقب العام الطاغيه المتكبر بينما لا يتدخل عندما ترفع إليه ظلامه من فرد او أفراد ضد مسؤول إخواني ، بمعنى أنهم يتسترون على المخطئ منهم والمسيئ وينصرون فئة على اخرى وعندام يتبين خطا وضلال تلك الفئه فانهم يصرون على صمتهم ولا يكلفون انفسهم حتى بالاعتذار لمن ظلموه ورموه في بيته ردحا من الزمن . هذه هي تجربتي ومعرفتي بمواقف مكتب الارشاد الذي أرجو ان يكون قد تغير وتحول وصار نصيرا للحق وقافاً عند الحدود وليس نصيراً لطاغيه ومؤيداً لباغٍ . مبروك …..ولكن .
على الاحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *