اخر صرعات نظام البعث وبشار الاسد
اخر ما اتحفتنا به مفآجات نظام البعثيين في دمشق بالامس ما نشر عن قيام تلفزيون دمشق ببث ترددات البث الخاصه بتلفزيون العالم- الايراني – باللغه العربيه الذي يبث من طهران . وهذا الخبر ياتي في سياق طبيعي ومنطقي لتطور العلاقات الاقتصاديه والحلف الاستراتيجي القائم بين البلدين والذي يزداد تعمقه وتجذره في اطار ما بات يعرف بالحلف الشيعي الايراني السوري وامتداده في لبنان في الطائفه الشيعيه .
طبعا كانت سابقه نادره ان تقوم قناة تلفزيون بالترويج لقناة اخرى ، اللهم الا اذا كانت القناتان تصدران من مؤسسة واحده ، مثل قناة الجزيره القطريه الرئيسيه تعلن ترددات بث فرعها الرياضي او الوثائقي ، اما ان يحدث مثلا ان قناة محترمه تعلن عن ذبذبات وترددات قناة منافسه أخرى لها فهذا لم يحصل ابدا على حد ما اعرفه .
لذلك هنا لا بد من تفسير الامر تلقائيا في سياق التماهي الكامل والتواصل والتكامل بين اجهزة الاعلام السوريه والايرانيه بعد ان اكتمل تغلغل ونفوذ ايران في كل مناحي الحياة السوريه الاقتصاديه والسياسيه ، وبعد ان سقطت دمشق بشكل كامل تحت نفوذ الملالي الشيعه المتمركزين حول مقام الست زينب في دمشق الذي تحول الى بؤرة تبشير وتشييع لضعاف النفوس والقلوب والفقراء والمغلوبين على امرهم من السوريين الذين يتم تحويلهم ببطء وبصمت الى المذهب الشيعي بعد ان تم منح الجنسيه السوريه لالاف مؤلفه من العراقيين والايرانيين واللبنانين الشيعه من اجل هذف بعيد المدى وهو تقليل نسبة تمثيل المسلمين السنه في التعداد العام لسكان سوريه .
واذا ما أضفنا هذا الامر الذي صار أمرا واقعا مفروضا بقوة المال والسلاح الايراني ،اذا ما أضفنا ذلك الى الوضع المتدهور في لبنان وما يمثله فريق المعارضه الذي يسطر عليه الشيعه ، مع الاشاره الى ما قامت به الامارات العربيه من تسفير مئات العائلات اللبنانيه الجنوبيه الشيعيه مؤخرا بسبب ما قيل عن نشاطات لها مواليه لحزب الله اللبناني ، والى الوضع المتدهور في اليمن وما يحصل من معارك ضاريه انتشرت الى السعوديه ، بالاضافه الى الأخطار الكبرى التى تحيط بموسم الحج للعام الحالي بعد الإيعاز الأولي الذي اطلقه الخامنئي للحجاج الايرانيين بإستغلال موسم الحج القادم لمواجهة رجال الامن السعوديين ، كل ذلك يرسم لوحة قاتمة سوداء تلقي بظلالها على المنطقه العربيه وتوحي أن مجازر العراق التى توالت لعدة سنين بعد سقوط بغداد وما لعبه الشيعه العراقيين من دور خبيث في سقوطها ، وما رافقها من ممارسات فظيعه لا يمكن لأحد أن يتخيل وقوعها وإنفلات الشيعه وتلك الإنتفاخه الهرميه التى يقومون بها ، كل ذلك يدلل على أننا أمام مرحلة خطيرة جدا ومعقده ومليئه بالمتغيرات التى لا يعلم الا الله مداها .
ولكن الا يبدو وراء كل ذلك الشر القاتم القادم بصيص أمل ؟ الا يمكن أن يولد من جوف هذا الليل فجر جديد ؟؟
تعالوا نتخيل أن الحلف الإيراني إستمر في الإندفاع والإنتفاخ وتعرض موسم الحج الحالي الى نكسة كبيره ومواجهات شديده بين قوات الباسيج – الحجاج الايرانيين – وقوات الأمن السعوديه ، ثم تحركت جحافل الغدر في المنطقه الشرقيه أو في البحرين أو حتى الكويت ، وما يمكن أن يسببه كل ذلك من إستفاقة الأعمى او صحوة النائم المتمثل بتلك الشعوب والحكومات التى تعتبر نفسها حاميه او منتميه لاهل السنه والجماعه ، وما يمكن لذلك ان يحققه من وحدة الامه تحت الألم والجرح ، مما يحفزها للانطلاق والإنتفاض في وجه تلك الموجة الصفراء القادمه الينا من الشرق والمحمله بكل سموم الفرس وشركياتهم ومؤامراتهم ، مما يؤدي الى ثورة عامة شاملة تجتاح وتستاصل شافة النصيريه التى تحكم أرض الشام بالقتل والدماء والأشلاء منذ استيلائهاعلى السلطه قبل نيف وثلاثين عاما .
ألم يقل الشاعر يوما : قد قضى الله أن يوحدنا الجرح وأن نلتقي على أشجانه ؟
ولكن السؤال : كم ستحتاج الأمه من الدماء والأشلاء لكي تستفيق وتصحو على الخطر الداهم عليها ؟ ومتى سيفهم المسلمون ما معنى ان يروج تلفزيون الجمهوريه العربيه العلويه لتلفزيون أية الله اكبر خامنئي في إيران الفارسيه ؟؟؟؟
علي الاحمد ِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *