تغيير خطاب الاخوان السوريين

من الملاحظ في الاونه الاخيره تغيّر خطاب الاخوان السوريين واعتمادهم الواقعيه في الحديث عن البعد الطائفي في سوريه . فقد حرص الاخوان وخلال فترة طويله على الابتعاد عن اي حديث او تلميح عن البعد الطائفي خشية ازعاج النظام الذي ظل يكرر مقولة انه نظام وطني لجميع ابنائه وانه لا يوجد في سوريه تمييز بين المواطنين وانهم جميعا سواء امام القانون .

الان نلاحظ ان الموجه تتغير ، فبعد ان طالعنا اكثر من طرف سوري من الاخوان بالقول ان الطائفه العلويه هم جزء من المسلمين ، وهذا الامر لا يوافقهم عليه حتى قسم كبير جدا من العلويين انفسهم لانهم يعدون انفسهم فئة مختلفه لها طقوسها وعاداتها التى تميل لان تكون ممارسات قبليه اجتماعيه صوفيه او زرادشتيه لا تمت الى الاسلام بصله ، حيث لا مساجد في اماكن تواجدهم ولا اذان ولا صلوات ، فاي اسلام هذا الذي يحاول الاخوان السوريين ان يقنعونا به ؟

الان وفي اخر تصريح للبيانوني – المراقب العام للاخوان السوريين- يقول ان الحاله الطائفيه في سوريه تتعمق وتتجذر ، وهذا امر يعرفه الجميع ويقرون به ويملكون تفاصيل اكثر من مملّه حوله ، ولكن لماذا اختار هذ التوقيت ليعلن ان الوضع الطائفي خطير ، بعد ان كان يبتعد عن هذا الامر لسنوات طويله ؟

في رايي ان الامر يتعلق بنوع من الغيره او التقليد ، فقد دأب موقع الكتروني سوري ظهر مؤخرا اسمه سوريون نت ، دأب على تكرار التوصيف الحقيقي والصحيح للطائفه العلويه التى تحكم سوريه وراح يصفها مرة بالقرامطه ومرة بالحشاشين كناية عن سوء ما اقدمت عليه من جرائم ومجازر بحق الشعب السوري ، وليربط بينها وبين عدة حالات حصلت في التاريخ حيث ظهرت حركات منحرفه اساءت للاسلام ووصل الحد ببعضها الى سرقة الحجر الاسود من الكعبه ،ولان حرمة دم المسلم اشد عند الله من الكعبه ، فان ما اقدم عليه نظام بشار الاسد ومن قبله حافظ من تقتيل وسفك للدماء لكي يضمن بقاءه في الحكم ، ما فعله هذا يعد اكبر واعظم واشد مما فعله الحشاشون والقرامطه وابناء العلقمي على مر التاريخ ، وقد كان ذلك الموقع محقا فيما ذهب اليه في تلك التوصيفات ، ويبدو ان قيادة الاخوان انتبهت الى ذلك النهج الجديد فحاولت ان تقلده جريا على عادتها في كونها منفعله وليست فاعله ، مقلده وليست مبتكره وبادئه ، صحيح ان خطاب الاخوان قبل 20 عاما كان يتحدث بهذه اللغه واللهجه ولكن المراقب العام الحالي وفريقه عمل على كبت واخفاء هذا الامر لاكثر من خمسة عشر عاما في محاولاته المتكرره لكسب ود النظام عن طريق الطروحات التى كان يسميها معتدله ، مثل المراجعات او ما سمي بالمشروع السياسي لسوريه المستقبل ، والتى ثبت انها لم تقدم له اي شيء خلال تلك الفتره .

اذا ما استمر هذا النهج في كشف البعد الطائفي للنظام وفضحه والضرب عليه فان بداية صحيحة تلوح في الافق ، لان اكثر ما يجمع السوريين ويوحدهم هو العداء لمن سفك دماء ابنائهم وشردهم من ديارهم وانتهك حرماتهم ونهب خيرات بلادهم ، وهؤلاء في الحقيقة والواقع جزء بسيط من طائفة اقليه في البلد استغلت وجود ابنائها في الجيش وسلك الامن لكي تهيمن على كل شيء من خلال القوة والبطش والسجون والمنافي ، وقد استخدمت عددا قليلا من ابناء الطوائف الاخرى كغطاء او قشرة خفيفة لتوحي للناس كذبا انهم ليسوا وحيدين في النهب والسرقة والقتل وان فلانا مثل طلاس شريك لهم ، وفلانا مثل عبد الله الاحمر شريكا لهم ليوهموا الناس بتعدد مصادر الفساد وعدم افتقارها عليهم ، وهذا صحيح بشكل جزئي، ولكن الصحيح ايضا ان من قبل ان يشاركهم او من قبلوا هم ان يشاركوه انما هم افراد قلائل لا يمثلون الا انفسهم واطماعهم بينما الطرف الفاعل والموجه والمؤثر هم من ابناء الاقليه بدليل ما حصل من وضع عبد الحليم خدام حيث ظل وفيا لهم ولنظامهم لاربعين عاما ، ولما حانت فرصة له ليكون خلفا لحافظ الاسد في الحكم فقد اهملوه وتجاوزوه لانه ببساطه لا ينتمي عرقيا وطائفيا لهم فهو في نظرهم غير كفء لحمل الثقه .

هل نستيع القول اذا ان الاخوان بدؤوا يفيقون من غيبوبتهم التى استمرت خمسة عشر عاما عندما اصر المراقب العام وفريقه على سلوك طريق التذلل والاستجداء للنظام ، وازداد هذا الامر وتعمق بقدوم بشار الاسد ثم توقف لبرهة قصيرة مع انشقاق خدام عن النظام ودخوله في حلف قصير ومؤقت مع البيانوني الذي اعلن وقتها ان النظام عصي عن الاصلاح وانه لا بد من ازالته ؟هل الامر بداية استفاقه ؟ ام ان الامر لا يعدو كونه غلطة جديده او خطوة غير محسوبه بدليل انه – البيانوني – يؤكد ان الموقف الرسمي ما زال هو تعليق المعارضه وان مرحلة فك التعليق لم تحن بعد ؟ ام اننا ما زلنا في مرحلة التعليق ولكن مع الضرب على الوتر الطائفي للنظام ؟ وهنا نسأل اذا كان التعليق للمعارضه بدون حديث عن البعد الطائفي لم يكن مجديا كما قال البيانوني فهل سيكون التعليق مجديا مع الحديث عن الطائفيه وهو امر يمقته النظام كثيرا ولا يحب لاحد ان يتكلم عنه ليخفي مخازيه عن الناس ؟ اذا كان الاخوان مرفوضين من النظام وهم ظرفاء لطفاء ، فهل سيقبلهم النظام وهم يقلّبون له مواجعه ؟ اذا كان البيانوني يريد كسب عطف النظام ووده ويسمح له بالعوده الى سوريه فلماذا يقترب من المحرمات التى لا يقبل النظام لاحد ايا كان بالحديث عنها ؟ اليس الامر غريبا ؟

على اي حال فايا كان الدافع الى ذلك التغير في الاسلوب فانه حتما لن يكون في صالح مساعي البيانوني التصالحيه ، لان اركان الن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *