كرة الثلج تكبر … الحرية تتقدم
تونس … مصر ليبيا العراق اليمن …الاردن الجزائر …. ثورات وهيجان وغليان وإنتفاضات لا تكاد تبدأ حتى تنحسر عن نصر وأي نصر . أشعلها البوعزيزي بجسده النحيل فكان للنار في جسمه تأثير القوة النوويه التى تقلب كل شيء رأسا على عقب .
تونس ..أصبحت حره بلا خوف ولا إعتقال تعسفي .. مصر بلا مبارك ولا أحمد عز ولا الفقي ولا العدلي ولا أحد من رموز الطغاة الكبار والصغار . اليمن …مرجل يغلي ولا رؤوس تطيح بعد ..ليبيا الثورة على المجنون تتقدم وتحرر بعضا من أجزاء الوطن … البحرين ….. تختتلف الحكايه بدخول العنصر الطائفي الشيعي على الخط وتتحول المظاهرات الى لطميات شيعيه تطالب بالثار للحسين ولكربلاء وصفين والجمل …
سوريه تبدأ اول أحاسيس الثوره من الحريقه ..أحد الاسواق الشاميه المزدهره بعد إعتقال شاب من قبل الشرطه يؤدي الى بلبله كبيره لا تنتهي الّا بتدخل وزير الداخليه في حالة غير مسبوقه من إحساس السوريين بسوريتهم المسلوبه منهم والمسروقه من قبل عصابات النظام .. تنطلف ألآف الحناجر : الشعب السوري ما بينذل .. حراميه حراميه …عربيه عربيه …وهكذا . إحساس جديد وغريب ثوري يشعر به السوريون لأول مره ، يقول لهم إن بإمكانهم فرض ما يريدون وأن الخوف الابدي الذي يعيشونه ربما يكون له نهايه . إحساس مفعم بالامل بأنه يمكن لهم أن يتجمعوا ويقولوا ما يريدون قوله رغم أنف الشرطه والامن والخوف .
وزير الداخليه يقول لهم : هذه مظاهره ، يرد الجمع وما زال كابوس الأمن يخيم على مخيلته : لا ليست مظاهره ويسود هرج ومرج بين الجموع .
كلمة مظاهره تقطع نياط القلب بالنسبه للمجرمين في النظام لانها اليوم أشد الاسلحة فتكا وأكثرها تأثيرا على الناس بعد ثورة الاتصالات والقدره اللامتناهيه للناس على نقل الخبر والمعلومه رغم كل أنظمة الحجب التى تفنن فيها ممثلو النظام .
يردد أحدهم شعارات البعث الخائب : بالروح بالدم … لا يتجاوب معه الا قلة ربما لا تبلغ عشرة أشخاص .
روح جديده تتفجر في كل مكان ، تكسر كل قوالب القمع والخوف السائده
روح مليئة بالامل .. روح الثوره على الطغيان تكتسح العالم العربي ولا تكاد تستثني أحد .. ولكن هناك فاصل زمني يحتاجه كل بلد بسبب الخصوصيه التى يتميز بها كل بلد عن الاخر .
إنها كرة الثلج البوعزيزيه تكبر وتكبر وتطيح برأس جديد كل شهر .
القمة القادمه ستكون فعلا فمة تعارف بين القادة الجدد الاحرار غير المورثين وغير القمعيين وغير اللصوص .
تحية الى البوعزيزي في قبره ، لقد كان قدرا ربانيا ليفتح عصر تحير أمة محمد من طغاتها .
علي الاحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *