مقابلة المراقب العام الجديد مع قناة الجزيره
ربما كانت لأول مره من فتره طويله جدا ان نلمس نوعا من التغيير في خطاب الاخوان السوريين تجاه النظام . لهجة ونبره جديده غير مألوفه كانت واضحة في مقابلة المراقب العام الجديد الاخ محمد رياض الشقفه مع قناة الجزيره . يمكن أن تسميها أي شيء غير الإستجداء وغير طلب العفو اوالصفح من النظام والتعالي على الجراح وطي صفحة الماضي التى ظللنا نسمعها ما يقرب من خمسة عشر عاما او أكثر من أركان القيادات السابقه التى كان يسيطر عليها البيانوني ومن يلف لفه من أتباعه ومنظريه وزمرته . هذه اللهجه- كما رأيتها على الاقل – تخلو من أي إستجداء أو استرحام للنظام المجرم ، وتطالب بالحقوق الصحيحه والمشروعه للاخوان بالعوده الى أرض الوطن من غير البوابه الامنيه البشعه التى يتعامل بها النظام معهم لحد الان .
التركيز على أنّ الموضوع ليس موضوع الاخوان وحدهم وإنما موضوع الحريه والكرامه لجميع فئات الشعب وليس فقط الاخوان من خلال إنتهاج طريق الحريه وتداول السلطه ونشر القيم المتحضره في التعامل من الشعب بعيدا عن البطش وإجهزة الأمن المختلفه والمتخالفه . وإلغاء جميع القوانين الظالمه بحق الاخوان وغيرهم . كل هذه النقاط كانت إيجابيه وجيده في تلك المقابله .
المرونه التامّه حتى قبوله بمبدأ تغيير إسم الاخوان ، لأن الأهميه والعبره ليست في الاسم وإنما في الافكار والمبادئ ، اذ لا يهم أن يتغير الاسم إذا كانت الأسس واضحه وقويه وقائمه على المساواة والحريه وتأمين حقوق الناس .
في رأيي أنّ المقابله كانت موفقه خاصة في طريقة طرح الموضوع على أنه حق وليس منحه من النظام أو عطيّه يعطيها للاخوان في عودتهم لوطنهم بعد كل تلك السنين ، تلك اللهجه في الخطاب لم يكن يعرفها أو يتقنها المراقب العام السابق للاسف .
الخطوه التاليه ربما كانت الرجوع عن موضوع ما يسمى توقيف الانشطه ، خاصة بعد تجاهل النظام التام للمبادره الاخيره التى أطلقها ما يعرف بالتيار الاسلامي الديموقراطي من سوريه ، والإنتقال الى التنسيق المباشر مع جميع أطراف المعارضه الاخرى من خلال إعلان دمشق .
نرجو لقيادة الأخ أبي حازم التوفيق والنجاح فيما فشلت به سابقاتها من كسر الطوق الحديدي الذي فرضه النظام على الاخوان خارج بلدهم ، وإنهاء تلك المأساه الإنسانيه لألاف العائلات السوريه في الدول المجاوره وتأمين عودتهم بطريقة كريمه الى وطنهم لانه ليس كرما ولا لطفا من نظام وقح أن يسمح لمواطنيه بالعيش الكريم .
علي الاحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *