ستون عيدا في الغربه …خارج أرض الوطن
إنه العيد الستون أمضيه بعيدا عن وطني وأهلي ومرابع الصبا والشباب ، ستون عيدا كان أشدها وأصعبها أول عيد .. كان قاسيا مريرا شديدا لا يمكن وصفه وتخيل المراره فيه .. كنّا مجموعة من الشباب السوريين المنفيين المطاردين الفارين بدينهم وكرامتهم من وطنهم … جلسنا صبيحة أول عيد في عمان في الاردن ، نبكي ونصارع الدمعه التى تخرج بشكل تلقائي … شباب في عمر الورود حرموا من جامعتاهم ودراستهم وأهليهم لتطاردهم يد الموت والغدر البعثيه النصيريه ….ذهب الكثير من أحبابنا يومها الى السجون ولم يرجع منهم الا القليل المريض المنهك من سنين السجن ….وطردنا العلوج البعثيون خارج الحدود نعاني الالم والعذاب والقهر والحسره .
توالت بعدها الاعياد …. الثاني والرابع والعاشر والعشرون …. تزوجنا ورزقنا بالذريه والمال والامان في أرض الله الواسعه تصديقا لقوله تعالى : ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا وسعه … نعم وجدنا الرزق والسعة والامان في بلاد الله ولكن ذلك الحنين ما زال يئن ويئن في الاعماق ذلك الصوت القوي الخافت الهادئ … ذلك النداء الداخلي العميق للارض التى ولدنا بها وعرفنا أيام الصبى والشباب …..
اليوم العيد الستون … ثلاثون عاما كامله ونحن ننتظر ونرقب من بعيد يوم عودتنا الى أهلنا وأرضنا وديارنا ورفاق الحي … لن ننسى وطننا أبدا … لن نفقد الامل بالعودة والحريه وتحريره من مغتصبيه الاوغاد … سنظل على العهد … لن نغير ولن نبدل حتى نلقى الله على ما نحن عليه … الثبات والصمود والتضحيه …..والعطاء
كل عام وانتم بخير من أسرة سوريون نت …
علي الاحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *