ثورة ابهرت العالم … الثورة السورية عام من العطاء

ثورة أبهرت العالم .. الثورة السورية

تنهي أعظم ثورة في التاريخ الحديث عامها الاول ، وتدخل عاما جديدا حافلا بالمعطيات ومليئا بالمفاخر ، وهي تسطّر للعالم دورسا ستبقى لقرون طويله يتعلمها البشر في أبجدياتهم . تلك هي الثورة السوريه التى قلّ أنّ نجد لها مثيلا في العالم . ثورة يتيمه الا من إخلاص أبنائها وصدق عزيمتهم ، ثورة فريدة من حيث قوتها وإصرارها على إنتزاع حقها ، وثورة دموية بكل معنى الكلمة نظرا لشدة ما قدمته من تضحيات جسام .

ثورة الفقراء المعدمين الذين تم سحقهم خلال عقود من حكم البعث الطائفي النصيري الحاقد ، وثورة الجياع الذين يحاربهم النظام في كل شيء من رغيف الخبز حتى الكهرباء  والماء والاتصالات وكل شيء .

ثورة المهجرين ، حيث إمتلات دول الجوار لسورية بعشرات آلاف المشردين والرقم مرشح للازدياد في كل يوم .

ثورة الابطال ، حيث يقف الشباب السوري بصدور عارية في وجه أعتى وأبشع قوة يمكن أن تخطر على بال ، حتى إنّ بطش اليهود لم يعد له كثير قيمة إذا ما قورن بتقطيع الاوصال وقتل الاطفال وهتك الحرمات وتدمير البيوت والمزارع والسيارات وكل أشكال الحياة بشكل لم يخطر على بال حتى أكثر الناس تشاؤما وسوداوية .

ثورة ضد الطائفيين النصيريين العلويين وحلفائهم الايرانيين وحزب الله الشيعي الطائفي المقيت ، وقد إتضحت الصوره وتجلّت أبعادها الطائفيه ، ولا مجال بعد اليوم لمن يتأفف من سماع تلك الكلمة التي هي حقيقة الصراع وماهيته  وكل من يصفنا بعد اليوم بأننا طائفيين فسوف نقطع لسانه ، لم نعد نقبل من أحد أن يوجه لاحد من المعارضه هذه التهمه ، وهنا يجب أن نقول للجميع : إنّ كل الاوصاف التى أطلقناها على هؤلاء المجرمين قبل الثورة كانت دقيقة وصحيحه ، ومن كان يتخذ من أقوالنا السابقه أداة لابعادنا وإقصائنا فلن نقبل ذلك بعد اليوم ويجب أن يعرف الجميع أنّ هذا النظام طائفي بغيض ، ولن ينفع الحرب معه الا بنفس السلاح الذي يحاربنا به .

ثورة أفرزت واقعا جديدا في المنطقه وفضحت حزب اللات وجعلت الصفوف واضحة المعالم لا لبس فيها : الصفويين والشيعه في العراق وايران ولبنان يدعمون النظام بكل ما يملكون من قوة ، والشعب السوري المسلم السني وحيدا يقاوم ببطولة نادرة أذهلت العالم كله وجعلته يعيد حساباته في نوعية القوة والصلابة التى ظهرت من هذا الشعب خلال السنة الحالية من الثورة . وأبرزت تفاهة وعود الكثير من زعماء الدول المحيطه بسورية وخاصة تركية وما كان يعول على موقفها من آمال تبددت مرة واحدة ولم يحصل الشعب في سوريه منها على شيء ، اللهم الا ما تقدمه للمخيمات من إيواء وإطعام ، وهو فضل ليس بلقليل ولكن تصريحات أردوغان في بداية الثورة كانت أكبر بكثير مما تحقق على الارض .

ثورة الكرامة ،بدأت في درعا الصامدة وامتدت لتشمل كل سورية مدنها وقراها ،ريفها وباديتها وكل أجزائها بدون إستثناء اللهم الا أماكن تواجد الطائفه المجرمة الحقيرة التى رأينا منها ما لم نكن نتوقعه حتى من اليهود .

ثورة تحديد الولاءات وتحديد العدو ، حيث لم يعد العدو اليهودي هو عدونا الاول على الاقل في المدى المنظور ، وصار أمامنا عدوا أبشع وأعتى وأخطر وهو العدو النصيري الشيعي الطائفي الصفوي الذي يعمل سكين الحقد في رقاب أبنائنا وأولادنا ، ومن يقف وراءهم من الروس والصينيين الذين أضحوا وبلا أي غشاوة أعداء حقيقيين للشعب السوري الابي .

ثورة كشفت كل شيء وفضحت ضعف وعوار المعارضه السوريه والطريقه التى تم بها تشكيل المجلس الوطني الذي هو الواجهه الرئيسية للمعارضة حيث الانانية والحزبية الضيقه التى تجلت بشكل كبير في طريقة إختيار الاعضاء إما لولائهم للجهات المتنفذه التى تملك المال السياسي الذي يدفع فواتير الفنادق والطائرات ، او لاسباب مناطقية بحته ، لدرجة أنّ أبناء محافظة واحده لم تشارك بالثورة الا بشكل محدود جدا ، ومع ذلك فإنهم يشكلون قسما كبيرا ونافذا ومؤثرا في عمل المجلس .

ثورة شاملة بكل المعاني ، صامدة وقوية وشامخه .. لم يفلّ بعضدها عدد الشهداء كل يوم ، ولا عدد الجرحى .. ولا أعداد أكبر من ذلك من المعتقلين الذين لا يعرف أحد هل  سيخرجون يوما من تلك السجون او أنهم سيتحولون كما غيرهم الى مجرد رقم في أعداد الضحايا .

وبجردة مختصره لسنة كاملة من الثورة العظيمه : شعب عظيم قلّ مثيله في التاريخ ، معارضة محبطة أكثر أعضائها مريض بمرض الانانية والتعصب الحزبي الضيق ، ومحيط عربي ودولي متخاذل متفرج لا يقيم أي قيمة للدماء التى تسفك ، والنتيجة التى لا شك بها هي النصر المبين المؤزر لتلك الثورة الرائعة .

علي الاحمد

 

 

 

 

 

تعليقان على “ثورة ابهرت العالم … الثورة السورية عام من العطاء

  1. مضر

    مقال طائفي بامتياز,اذا كانت الثوره سلميه فما رأيك بالقتل والذبح على الهويه التي يمارسها ثواركم في مدينة دوما وحمص أم تراك لاتسمع الا بما يعجبك,انها ثوره مأجوره بامتياز,أجرتم نفسكم لحكام مشخات الخليج.

    رد
  2. انطوان

    شجاعة السورين بصدورهم العالية لم يسبق لها مثيل في التاريخ المعاصر والقديم اناس جبارين لا يهابون الموت لذلك مسالة القضاء على المجرمين مسالة وقت لاغير

    رد

اترك رداً على انطوان إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *