اعدامات الفرنسيين لرجالات الثوره واعدامات النظام لرجالات الوطن
في صورة تشبيهيه لما حصل في السجون السوريه وخاصة في سجن تدمر الصحراوي من الاف الاعدامات للمعارضين للنظام السوري وخاصة وتحديدا من الاسلاميين ، يبرز وجه للمقارنه بين تلك الحالات وما حصل ابان الاحتلال الفرنسي لسوريه في اوائل القرن الماضي عندما واجهه الشعب السوري الاعزل المحتلين ، واجههم بالتكافل والتضامن وبذل الانفس من اجل الحريه .
في المسلسل السوري الرمضاني الشهير يقدم المخرج صورة لحالة اعدام قام بها الجنود الفرنسيون لاحد افراد المقاومه الشعبيه ، حاله نموذجيه يجلب فيها المتهم الى حبل المشنقه حيث ينتظره شيخ يلقنه الشهاده ، ويبدو عليه التاثر الكبير امام هيبة الموت لشاب في مقتبل العمر ، فيما حرم الاف السوريين الذين اعدمهم النظام المجرم في سوريه في الثمانينات حتى من تلك اللفته الرمزيه التى حرص عليها المخرج ليبين ان لدى الفرنسيين شيئ من الاحترام للقيم الدينيه للشعب السوري ، بينما نقل اكثر من شخص ممن خرجوا من سجن تدمر الصحراوي صورا وحشية جدا لمشهد حالات الاعدام التى كانت تتكرر يومين في كل اسبوع يساق فيها العشرا ت من الشبان والكهول والاطفال السوريين الى حبل المشنقه في تدمر دون ان يحظوا حتى بتلك اللفته الرمزيه من رجل الدين الذي يلقن الشخص الشهادتين في تلك اللحظات الرهيبه ، بل على العكس صور اكثر من كاتب لتلك الاحداث في سجن تدمر ان حالة من اللهو والسخرية والتهكم كانت تحيط بتلك الاعدامات .
كأن قدر هذا الشعب ان تبقى رقبته تحت سيف حبل المشنقه الاستعماريه سابقا والوطنية المجرمه لاحقا ، كأنه حال ملازم للشعب السوري في المائة عام الاخيره ان يدفع من دمه وجهده وابنائه اثمانا متوالية على يدي المحتلين الخارجيين ثم على يد ابناء البلد من الطائفيين الحاقدين على الغالبية العظمى من السوريين .
ولكن اليس غريبا ان يتساوى المحتل الخارجي مع المستبد الداخلي في اساليب القمع والقتل والحصار والتجويع ؟ اليس غريبا ان نرى من ابناء بلدنا الطائفيين الحاكمين لسوريه اساليبا مماثلة لما كان اقدم عليه الفرنسيون من حالات قليله للاعدام او قصف المدن او الاحياء المتمرده ، بينما اوغل الطائفيون الجدد في تلك الاساليب وتفننوا بها وفاقوا المستعمر باشواط في قهر الشعب اذلاله واعدام اضعاف مضاعفه حتى يركع الاخرون ويصمتوا ليخلوا الجو لهؤلاء الطائفيين في سرقة خيراته ونهب ثرواته ؟؟؟
اليس غريبا ان يعتمد النظام السوري على عشرات اجهزة الامن ومئات الجلادين والاف المخبرين ،وعلى قوات الامن والجيش والفرق المتخصصه في القمع من اجل اخراس واسكات اي صوت معارض او مخالف لتوجهاتهم ؟ اليس غريبا ا تتحول حتى النقابات المهنيه مثل نقابة المحامين الى فرع من فروع اجهزة الامن تحاكم اعضاءها اذا تجرأ واحد منهم على كشف ممارسات النظام القمعيه ؟؟؟؟
اليس غريبا ان يعيش المواطن في قلق اكبر مما كان يعرفه ايام الاحتلال ، قلق على مستقبل اولاده وخوف من يومه ، وخوف من المصير المجهول الذي رماه به هذا النظام الوحشي ؟؟؟
انها ايام تتكرر عاشها السوريون ايام الاحتلال في عشرينات القرن الماضي وثلاثينياته تعود اليوم ببشاعة اكبر وبقساوة اكبر ولكن على يد ابناء الوطن من المستبدين الذين اعمت عيونهم وقلوبهم قوة البطش والطغيان اصبحوا وحوشا تتحرك على الارض ليس لهم من صفات البشر الا الاسم ، ولا يعرفون اي معنى للشفقه او المحبه او احترام انسانية الانسان ، انه طغيان السلطة الغاشمه التى تسحق كل شيء يقف في طرقها حتى لو كان ثمن ذلك انهارا من الدماء والاشلاء .
علي الاحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *