من يفك شيفرة الاغتيال في سوريه
اكثر ما يميز النظام الحاكم في سوريه اذا تناسينا الدكتاتوريه والفساد وحكم العائله ، فان الميزة التى يتفرد بها هذا النظام عن باقي الانظمه الشموليه هو الاغتيال سواء السياسي او (تصفية الحسابات ) بين كبار اركانه الحكم ، حتى ليخيل للمرء ان لا كبير في سوريه ولا احد يمكن ان يستثنى من القتل غيلة اللهم الا افراد العائله الحاكمه المسيطره ، ولكن من يدري فربما يصلهم الدور يوم ما ويدخلون في دائرة التصفيات تلك لان كل شيء متوقع في ظل ذلك النظام الرهيب من القمع والكبت .
وقد جاء مقتل الضابط الكبير المقرب جدا من بشار واسمه محمد سليمان ليعطي دليلا اخر باهرا على ان ماكينة الاغتيال ما تزال تعمل وما يزال لديها مرشحين جدد ينتظرهم الدور، وربما تزداد عجلتها دورانا كلما اقترب موعد المحكمه الدوليه التى بدأت تمثل رعبا حقيقيا للنظام السوري خاصة بعد مذكرة التوقيف بحق الرئيس السوداني ، لذلك فليس من الغريب ان نرى رؤسا كبارا تتدحرج قريبا في سوريه ذلك البلد الذي يذخر بكل شيء ما عدا الحريه والعداله واحترام انسانية الانسان ، حتى من يعمل مع النظام فانه لا شيء يحميه من غدر ذلك النظام وفتكه اذا علم ان هذا الشخص او ذاك يمكن ان يؤذيه لانه يمتلك معلومة ربما تستخدم يوما ضده ، لذلك فان اسهل شيء لدى المتحكمين بمفاصل النظام هي التصفيه لاي شخص مهما كان موقعه اذا كان يمثل ابسط خطر على النظام الحاكم ، والامر سهل جدا لان هناك اناس مخصصين للقتل واخرين يعملون في حفر القبور واخرين متخصصين للمشي في الجنائز والبكاء على القتيل لايام معدوده ثم ينتهي الامر وكان شيئا لم يكن وتسجل الحادثه ضد مجهول متامر خائن عميل ، كل ذلك سهل وميسور في تلك المنظومه المتكامله من القتله والمجرمين التى تسمى النظام الحاكم في دمشق .
وربما كان التوقيت اثناء غياب بشار وزيارته للحليف الاستراتيجي ايران ، ليدلل ان ما حصل اثناء غيابه وان ليس له علاقة به وانما الامر كان من تدبير اخيه او زوج اخته ، اما هو فانه اكبر قدرا وانه يحترم حرمة الدم وخاصة لمن يعمل معه مساعدا مقربا ، لذلك فانه منزعج جدا وسوف يعمل كل ما بوسعه لكشف القتله وتقديمهم للعداله امام المحاكم العسكريه لينالوا جزاءهم لاننا في دوله محترمه وليس في حارة كل مين ايدو الو .
وهكذا يقدم لنا ذلك النظام الدليل تلو الدليل على همجيته وتوحشه وبطشه حتى في اقرب المقربين له ، وان لا احد يمكن ان يستثنى من التصفيه اذا كان يشك فيه مجرد شك انه يمكن ان يسبب حرجا للنظام يوما ما .
وبغض النظر عن كل ما قيل حول موقع الشخص وعلاقته بملفات مهمه جدا وحساسه تتعلق بحزب الله او باغتيال الحريري او عماد مغنيه او علاقته باصف شوكت صهر العائله الحاكمه ، فان دلالة الحدث تاتي من كونه يشير الى استمرار السياسه الوحيده التى يتقنها النظام وهي سياسة التصفيه التى شملت لحد الان رؤسا كبيره جدا وفعاله من اهمها غازي كنعان وشقيقه الذي وجد مقتولا على سكة قطار قبل اشهر ، وهذا تاكيد وتطمين للجميع ان لا تغيير في سياسة النظام واسلوبه في الحكم وان كبار المجرمين في راس النظام حريصون على نهجهم الذي ورثوه عن ابائهم واجدادهم.
اما الرساله الثانيه المستوحاة مما يجري فهي ان كبار اعمدة النظام الذين يدبرون تلك التصفيات يخافون من تسريب اي معلومه للخارج لان ذلك التسريب سيكلفهم باهظا لذلك فانهم مستعدين لدفع اي ثمن مقابل ان يبقى السر مصونا وان اي شخص من اكبر الرتب اذا كان يعرف اي معلومه لها ذلك الخطر على بشار او اخيه او صهره فان انفع الحلول واجداها هي قتله ، وكما يقال كرمال عين تهون كل العيون، فالى متى يا ترى سيبقى سر بشار محفوظا وكم من كبار الرؤوس ستطير من اجل حماية عيو ن بشار واخيه ، على اي حال فان ما يحصل هو تماما مصداق الحديث الشريف : بشر القاتل بالقتل ، لان هؤلاء الذين قتلوا غيلة لحد الان هم من مارس القتل في السجون والمعتقلات واذاقو خيار ابناء سوريه الموت الزؤام في تدمر وحماه وغيرها من المدن السوريه وها نحن نرى باعيننا عدالة الله فيهم حيث يقتلون بايدي الاشخاص الذين يفترض انهم كانوا يحموهم ويرفعوا مكانتهم ولكن الجزاء من جنس العمل .
على الاحمد .