تعليق على مقال الاخ خالد الاحمد حول موقف بشار من الاخوان

كتب الاخ خالد الاحمد وهو باحث سوري في الشؤون الاسلاميه يشرح المغالطات التى جاءت في تصريحات بشار الاسد خلال جولته الاخيره في الخليج ، حول علاقة النظام بالاخوان وخاصة من جرب حظه وتعامل مع السفاره من اجل تصحيح وضعه والنزول الى سوريه , وذكر ان الشيخ عبد الفتاح ابي غده رحمه الله تعالى جازف بمكانته وموقعه كرجل دين سوري كبير وحاول ان يوجد حلا للمعضله التى خلقها حافظ الاسد في سوريه من خلال حكمه المتجبر والظالم ، ولكن ما لم يقله الدكتور خالد هو ان ذلك الموقف الذي اتخذه فضيلة الشيخ عبد الفتاح رحمه الله والذي اعلن بعده عن ندمه عليه ، ما يم يقله الدكتور هو ان التلميذ النجيب وخليفة الشيخ عبد الفتاح وهو علي البيانوني لم يستفد ابدا من التجربه التى دفع الشيخ الجليل ثمنها من كرامته وموقعه واعلن ندمه عليه ، لم يستفد منها ذلك التلميذ النجيب المتفتح وبالغ خلال الخمس سنين الاولى من حكم بشار الاسد الذي كان يسميه العهد الجديد ، بالغ في التزلف والانبطاح امامه ولم يترك مفردة في قاموس الذل الا وقالها من فخامة الرئيس بشار الى نسيان الماضي والتعالي على الجراح ، الى اخره من عبارات تشمئز منها الاسماع ولكن كل ذلك لم يجده شيئا في كسب قلب الطاغيه بن الطاغيه بشار ، بل ان احد مساعدي البيانوني قال على احدىالفضائيات انه بشرب فنجان قهوه يمكن حل كل تلك الدماء الغزيره التى سالت في سوريه جراء بغي وبطش النظام الحالي ، والقاسم المشترك بين جميع هؤلاء – الشيخ ابي غده والبيانوني ومساعده – القاسم المشترك بينهم انهم جميعا من ابناء حلب الشهباء التى فجرت الانتفاضه الاولى في وجه النظام ولكن ابناءها في المهجر تخاذلوا الى تلك الدرجه التى ذكرتها قبل قليل ، وفرضوا تخاذلهم ذاك على الجماعه ككل وساقوها سوقا الى تلك المواقف المخزيه ، وزاد على ذلك السيد البيانوني انه تعامل مع الاخوان من غير ابناء حلب بعنصرية واضحة للعيان وعنجهيه لمسناها لمس اليد ، بحيث ان من يثق بهم ويوليهم عنايته ورعايته هم من ابناء بلده ، حتى اننا صرنا نحس اننا انتقلنا من بغي العلويين في سوريه الى سيطره وهيمنة الحلبيين خارج سوريه ، اي ان داءنا موجود فينا سواء اكنا تحت القمع والظلم في سوريه او تحت تحكم البيانوني وشلته خارج سوريه .

والاسؤا من ذلك انه عندما انفصل السيد عبد الحليم خدام عن النظام واحدث ما يشبه الهزه في حينها ، لم يستفد البيانوني من تلك الحاله ايضا ، وقفز قفزة في الهواء من المهادنه والتزلف وتمريغ الخد امام نظام بشار ، انقلب فجاة نمرا من ورق وقفز الى سفينة خدام ، بدلا من يلعب على الواقع الجديد ليحقق اكبر المكاسب الممكنه لتلك الجماعه المغلوبة على امرها بين يديه ، لان السياسه هي فن الاستفاده من تزعزع موقف خصمك وجني اكبر المكاسب من ذلك ، ولكنه كعادته لم يتخذ الموقف الناضج وصار الناس يقولون صراحة : انظروا الى الاخوان كيف نسوا بسرعة مذهله ان خدام بقي جزءا من النظام لاربع عقود ، وان اكبر وابشع القرارات التى اتخذت ضد حماه او سجن تدمر كان على علم بها ، انظروا الى خفة الاخوان كيف وضعوا يدهم معه بتلك السرعه .

ما لم يقله الدكتور خالد الاحمد المحترم هو اننا نعيش في ظل راي الفرد الواحد الذي يمرر قناعته ويفرضها على الاخرين بشتى السبل ، لانه يستفيد من حقيقة ان غالبية الاخوان- وربما كان الدكتور خالد واحد منهم – ليسوا في موقع يؤهلهم لان يقفوا في وجهه ويقولوا له نريد كذا ونرفض كذا ، لانهم في غالبهم يعيشون اللجوء خارج الوطن ويخافون من غضب البيانوني ان يؤثر على حياتهم او على عملهم لذلك يؤثرون الصمت ، والرضى بما يجلبه لهم من مواقف مخزيه لعلمه بحقيقة عجزهم عن ايقافه او اقناعه بالخطأ ، واذا ما حاول احد ان يتحداه فان كل مؤسسات الاخوان تحت سيطرته ، ولا وجود لقضاء مستقل عند الاخوان ، لذلك فالمحصله هي اننا تماما نعيش في وضع تحكم شمولي لفرد لم يوقفه الله الى السداد والخير فهو يسوق الجميع الى ما يريده هو وشلته .

علي الاحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *