مظاهرة الفنانين … متاخره ولكن ممتازه

مظاهرة الفنانين … متأخره ولكن ممتازه

بعد تأخير طويل عن ركب الثوره ، إلتحق بها بقوّه اليوم فريق من الفنانين السوريين المعروفين ، ونزلوا الى الشارع ليعبروا عن رأيهم فيما يحدث وليقولوا كلمتهم بلا خوف  ولا تردد ، والحق أنّ من ينزل الى الشارع اليوم في سوريه لا بد ان يكون أشجع من عنتره وعكرمه ابن ابي جهل وكل الفرسان المعروفين في تاريخ العرب . وليس في ذلك أيّ مبالغه لان من يرى صور الشهداء وقد إنفلقت نصفين ، من يرى ذلك ويرى كيف يواظب السوريين على النزول كل يوم وكل ليله ، فإنه سيكتشف أي معدن من الرجال

هؤلاء .

الفنانون شريحة مهمة من الشعب السوري ، وربما كانوا الاكثر إحساسا بآلام الناس وآمالهم ، لذلك كان مستغربا منهم أن يتأخروا في النزول للشارع ويقفوا مع أبناء بلدهم في هذه المحنه ، ولكن كما يقال لئن وصلت متاخرا خير لك من الاّ تصل أبدا ، ينطبق عليهم وما فعلوه اليوم كان وقفة شجاعة ومخلصه وإنتصار حقيقي منهم لقضايا الوطن والمواطن .

تعرضوا لكل ما يتعرض له المتظاهرون كل يوم من ضرب وإهانة وإعتقال ، وعرفوا بالملموس كم هو قاس وبشع وحقير إبن بلدهم الذي يضربهم ، وأحسوا قساوة السوط والعصا الكهربائيه على ظهورهم وأيديهم ، ورأوا كيف يساق الناس الى السجون مثل الدواب لا قيمة لهم ولا إحترام لمشاعرهم الانسانيه ، لذلك فإنهم بعد اليوم سيكونون أكثر صدقية في تمثيل حال الناس عندما يؤدوا أدوارهم في الاعمال الفنيه ، لانهم عاشوا مع نبض الشارع وأحسّوا بآلامه .

وهكذا ايضا يصل أذى النظام وظلمه ليطال الجميع ، ولا يبقى أحد الاّ ويكتوي بناره ، اللهم الا المنتفعين والمعتاشين على دماء الفقراء وعلى سرقة قوت البسطاء ، من الدائرة القريبه المستفيدة من بقاء هذا النظام .

سوريه اليوم كلها تبكي دما وألما لما يحلّ بأبنائها في كل المدن والقرى والارياف ، حصار وتجويع وتقتيل لا يستثني أحد وكأن قدر السوريين مع عائلة الاسد هو قدر مليئ بالقروح والجروح التى لا يعلم آخرها الا الله تعالى .

كم يا ترى من الدماء ستكون كافية لارواء هذا المجرم وكفّ يده واقناعه  الاّ مكان له في سدة الحكم بعد اليوم ؟ كم علينا أن ندفع من الدماء قبل أن نرضي غروره وصلفه وتكبره ، ويقبل ان يحمل حقيبته ويرحل ؟؟ نعرف أنّ أباه قد إكتفى بأكثر من خمسين ألف قتيل وضفعهم من المهجرين قبل أن يتوقف فكم سيكفي هذا ؟؟ ونعرف ان  رفعت الاسد لم يكفه كل ما كان موجودا في الخزينة السوريه من مال مما إضطر أخوه الهالك أن يقترض له من القذافي مبلغا لكي يريضيه ويقنعه بالخروج من سوريه ، فكم يا ترى سيكفي اللص رامي مخلوف لكي يقتنع ويخرج ليتمتع بثرواته في قم وطهران ؟؟

شكرا لكم ايّها الفنانون السوريون والمثقفون على هذه الوقفه الكبيره ولن ينساها لكم أهلكم وإخوتكم في سوريه ابدا .

علي الاحمد

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *