مبروك االمجلس الوطني… ولكن
بعد سبعة شهور من انطلاق الثورة السورية المباركة ، وبعد الاف من الضحايا والمشردين والمفقودين ، وبعد عدة محاولات غير موفقه لاعلان المجلس الوطني الذي يمثل أغلبية المعارضين في الخارج والثائرين في الداخل ، بعد كل ذلك المخاض العسير ، جاء المولود
المنتظر ليفرح السوريين أخيرا بعد طول عناء وليبشرهم بأن العد التنازلي لسقوط النظام قد بدأ فعلا
والحقيقة أن هذا المجلس صار أمرا لا بد عنه وضرورة لا غنى عنها بحيث أن تأخر إعلانه يوما واحدا كان يعني المزيد من الالام والجراح للشعب المسكين .
وقد عبّر عن ذلك بجلاء ووضوح شدة الفرح من خلال المظاهرات التى إنطلقت في معظم المدن السوريه للتاكيد على مدى إنتظار السوريين لهذا اليوم الذي ظهر فيه أول مولود يمثل رأيهم وقرارهم ويحمل فيه أبناءهم بأيديهم شمعة تضيئ طريق المستقبل .
مجلس حقيقي للشعب السوري منتخب بطريقة ليست ممتازة لدرجة كبيره ولكنها كانت أحسن الممكن على الاقل . لان إمكانية الترشيح والانتخاب المباشر والفوري كانت أقرب للمستحيل نظرا لتنوع وإختلاف مشارب المشاركين ونظرا لعدم وجود مرجعية واحدة يصدر عنها القرار وتختار منها الاساليب الناجعه للوصول الى نسبية التمثيل .
ومثل كل المؤتمرات السابقه ، فقد شاب إنعقاد هذا المؤتمر ونشاطاته العديد من النقاط السلبيه التى لا تلغي او تحدّ من أهميته وقوته ، ومن أهمها أنه لم يشمل الجميع ربما لصعوبة او إستحالة أن يتم جمع كل المعارضين في الخارج لكثرتهم وتعدد أماكن إقاماتتهم ، ولكن في النهاية فقد حضر عدد لا بأس به من حيث التنوع الايديولوجي والمناطقي .
النقطة السلبية الثانية وجود صنفين من المعارضين ، صنف إكسترا نخب أول يقيم في فندق ولا يتصل مع الاخرين من الصنف الثاني المصنف – رعاع – الاقل أهمية ، ولا يتبادل معهم وجهات النظر الا من خلال محاورين مختارين من الاخوان الذين دعوا وأشرفوا على إقامة هذا الفريق – الصنف الثاني – .
هذا الفرز والتصنيف شكل نوعا من الحساسية بين الناس من حيث القول : ما هو سبب إصطفاء وإختيار أولئك الناس ليكون لهم ميزة وتفضيل على الاخرين مع أن معظهم ليس من أصحاب الاسبقية ولا الخبره ولا التضحية سواء في عهد الثورة او ما سبقها من مواجهات مع النظام .
السيد غليون المرشح شبه الوحيد ليكون قائد المجلس لم يكلف نفسه القيام حتى بزياة – فض عتب – للمجموعه المصنفه درجة ثانية ، وكأنه يقول لهم : أنتم أقل قيمة وأقل وزنا من أن تحظو جتى بلقاء ل اواعتذار لما حصل من منظمي المؤتمر من خطأ فادح عندما إستدعوا الشرطة لطرد المعارضين المصنفين درجة ثانية .
المصيبة كانت عندما أقدم المنظمون من الطرفين – الدرجة الاولى والدرجة السياحيه – على ارتكاب خطيئة وليس خطأ تمثل في نقل المعارضين درجة ثانية الى مكان عقد المؤتمر الصحفي الذي ظهر للعلن وكان مخططا على ما يبدو من معارضي الدرجة الاولى أنه ليس فقط لن يكون للدرجة الثانية أي دور عملي او تنفيذي في المجلس ، وإنما لن يسمح لهم حتى في اي دور – في الصورة – التى هي مظهر من مظاهر التوحد والالفة التى أراد لها أفراد الدرجه السياحية الا تكون موجودة .
كل ذلك يهون من أجل الوطن ومن أجل ان يفرح السوريون بمجلسهم المنتظر . ولكن المصيبة الاكبر والاكثر مرارة عندما فوجئ معارضة الدرجة الثانية المنتقلون بالباص الى حيث يعقد المؤتمر الصحفي ، فوجئوا بان زملاءهم ليس فقط لم يحسبوا حسابهم في -الصورة- وإنما قد حضروا لهم البوليس ومكافحة الشغب لكي يطردوهم طردا خارج الفندق وليخبروا الشرطه أن هؤلاء مخربون وأن قسما منهم من شبيحة النظام .
شيوخ عشائر عربية ومعارضين أكراد ومستقلين إسلاميين وغير إسلاميين ، خليط من البشر المحترمين يقف علج حقير سافل من مدينة حلب الباسلة المجاهدة ، له ربطة عنق ، يقف على باب قاعة الاجتماع ويساعده إثنان من رجال الامن لكي يمنع زملاءة البسطاء الشحادون المتسولون ، يقف لكي يمنعهم من الدخول الى الصالة الذهبية تحت الاضواء لكي لا يسرقوا منه أي وهج او اي لمعان او بريق للضور مخصص للتسليط على جبهته المسطحه الصلعاء القميئه البشبعه .
أشخاص قليلون من حلب الشهباء لا ضمير لهم ولا أخلاق ولا إحترام لكرامة البشر يقفون معتمدين على رجال الامن لكي يمنعوا رفاقهم الذين قبلوا مكرهين تحت ضغط الددماء والاشلاء ، قبلوا مضظرين بما فرضه عليهم أولئك المتغطرسون المتكبرون ، قبلوا بالقليل وقبلوا بالتمييز وقبلوا بالفوقيه والعجرفه ، هؤلاء الاشخاص – من حلب الباسلة المجاهدة- هم من سيكون مؤتمنا على الثورة وهم من سيكونون أوفياء لدماء الشهداء وهم من سيكمل المسيرة المباركة الى شاطئ الامان .
رجال مكافحة الشغب ، أربعين رجل يستنفرون لكي يحموا أبناء حلب من زملائهم ، لكي يصدوا عن أبناء حلب كيد الحمويين وأبناء دير الزور ، لكي لا يسرقوا من عبيدة نحاس واحمد رمضان فرحة الظهور الآمن قرب قيادة المؤتمر وتحت الاضواء البنفسجية المبهرة .
مبروك عليكم ايها الكلاب ما فعلتموه برفاقكم …. مائة رجل بشوارب ولحى وعبايات عربيه يطردون الى الشارع مثل الكلاب لكي يبتسم عبيده نحاس أمام الكاميرات ولكي تظهر ضحكة صفراء من احمد رمضان الوغد .
مبروك عليكم … فعلا أبطال …. فعلا شجعان … رأينا شجاعة أهلكم في حلب وراينا نذالتكم وسخفكم ودناءتكم في إسطنبول .
قسما لنبصقن في وجوهكم كما فعلنا امام الجميع
قسما لندوسن وجوهكم بالنعال
قسما لتعرفون من أنتم ومن نحن أيها الكلاب .. السفلة ،
كد كيدك وسعا سعيك فما جمعك إلا بدد وأبامك إلا عدد وبدك ترجع وتبوس قدم الأسد