في السياسه لا اخلاق ولا مبادئ

في السياسه لا أخلاق ولا مبادئ

أظهر موضوع كشف شريط الفيديو الذي ظهرت فيه السيده بسمه  قضماني ، أظهر كما كبيرا من المواقف والمفآجات التى تحفل بها الساحة السياسية السوريه سواء في الداخل أو الخارج . ومن تلك المواقف الملفته هو الصمت المطبق للاطراف الرئيسيه المكونه للمجلس الوطني ، وهم شركاء السيده قضماني ، مثل الاخوان المسلمين وإعلان دمشق وغيرهم حيث لم ينبسوا ببنت شفة تجاه ما جاء في ذلك الشريط من مواقف تتناقض مع ثوابت الامه وطبيعة نظرتها للعلاقه مع الكيان الغاصب في إسرائيل .

ويبدو إن ذلك الحلف غير المقدس الذي تكوّن بين تلك الاطراف والرغبه في المحافظه عليه ، أهم لديهم من كل الثوابت والقيم والاخلاق التى ظلّ هؤلاء يتغنون بها . فقد أعلن الاخوان قبل فتره تعليق معارضتهم للنظام بسبب الحرب على غزه ، ولكنهم لا يملكون النطق بكلمة واحده تجاه زميلتهم في التحالف المكوّن للمجلس الوطني مع أنها ترى في وجود إسرائيل ضرورة للمنطقه ، ولا مشكله لديهم أبدا فيما جاء من كلامها حول القران وضرورة عدم التمسك بتعاليمه من أجل إيجاد جوّ مناسب للتعايش مع اليهود. لذلك يبدو ان القران لا يعني اي شيء للاخوان عندما يكون الانتصار له يهدد شيئا من مصالحهم التى يركضون اليها بكل قوة ممكنه.

الاخوان وإعلان دمشق وغيرهم ينسون بسرعه أهدافهم ومبادئهم إذا تناقضت مع مصالحهم ، ويضعون في أذن طين وفي الاخرى عجين لكي لا يسمعوا أي صوت او همسه تنغص عليهم الاستمتاع في التحالف الذي إختصر الوطن والمعارضه لصالهم ، ولا بأس إن كان هذا الوطن ينزف او أن أشلاءه مقطعه ، المهم هو أن يبقوا على تحالفهم اللاخلاقي  مهما كانت الكلفه .

مواقع إعلاميه سوريه مثل سوريون نت بدأت أيضا تتخلى عن مواقفها المعروفه من أجل عيون هذا الطرف او ذاك وأقحمت نفسها في أمور كان الافضل أن تبقى بعيدة عنها وأن تحافظ على حياديتها ومهنيتها لكي لا تنجرّ الى هذه الساحه أو تلك .

في السياسه لا أخلاق – للاسف طبعا – ولا مبادئ ، ولا يمكن أن تركن لحزب او  لشيخ او مجموعة مشايخ أنّ موقفهم سيظل مع الحق ولن يبرحه ، لان المشايخ أيضا يمكن أن يدورا مع المصلحة حيث تدور ويمكن ان يركبوا أي درب يوصلهم الى أقرب مصلحة مع هذا او ذاك . وما في حدا أحسن من حدا .

وما علينا الا ان نحضّر أنفسنا للمزيد من المفآجات والمواقف التى لم نكن لنعرفها لولا أنّ الثوره تعمل على صقل وجلي وتمحيص الناس وفرزهم من خلال  آلة فرز لا تخطئ ولا تخيب ليعرف كل شخص أين وضع رجليه .

علي الاحمد

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *