الجرحى السوريين وملايين الاخوان

لأول وهلة يخيل إليك عند زيارة الجرحى السوريين في تركيه أنهم بخير ويحظون بعناية ورعاية وإهتمام من قبل السلطات التركيه التى تستقبلهم في مستشفياتها وتنقذ حياتهم من موت محقق فور وصولهم الى أراضيها ، من خلال نقلهم من نقاط الحدود الى المستشفيات وإجراء العمليات التى يحتاجونها .

ولكن عند التدقيق والسؤال عن أحوالهم بشكل مفصل تجد التقصير الكبير من قبل الجهات السورية في المعارضة التى تتولى متابعة أمور علاجهم ، وعند الخوض في تفاصيل تلك العلاقه بينهم وبين من يشرف عليهم من السورين ترى أوجه ذلك التقصير المخزي والمريع بحق هؤلاء الشباب الابطال الذين جادو بأغلى ما لديهم في سبيل نصرة ثورة الحق والحريه والكرامه في سورية .

جاؤوا من كل المدن والقرى ، وخاصة ما هو قريب منها من الحدود لسهولة نقلهم ، ولكن الكثير منهم جاء من أماكن بعيده مثل حماة وحمص . ولكن الغالبية العظمى منهم من محافظة ادلب وريفها ويندر أن تجد أي جريح من مدينة حلب .

كلهم يشكون الاهمال من قبل الجهات السورية المعارضه التى تتولى رعايتهم ، فهم يحتاجون لمصروف يومي لشراء ما لايتوفر لهم  المشفى من قبيل الطعام او اللباس او السكائر حيث أن غالبيتهم من المدخنين ، والجميع يجمع على ان ما تم صرفه لهم من اعانات جاء من شخص يرجع في خلفيته التنظيميه الى الاخوان السوريين ، وقد اعطاهم جميعا مبلغ خمسين ليره تركيه قبل شهرين ولم يرجع اليهم في معظم الحالات .

اما الجهات الاغاثيه ، وتسمى بالهيئة العليا للاغاثه ويشرف عليها أحمد الصابوني بن الشيخ الصابوني من مدينة حلب ، فقد جادت عليهم بحقيبه فيها ملابس داخليه ومنشفه . وهنا التساؤل الكبير والمحير : أين ذهبت كل تلك الملايين التى تم جمعها في الفضائيات ، والتى صبّت في معظمها في صناديق الاخوان السوريين او الدوليين لانهم يسطرون بشكل تقليدي على منابع العمل الخيري لانهم يعتبرون الاكثر تقوى والاكثر ورع والاكثر حرص على المال العام واللصوص في  صفوفهم قليلون جدا كما يسوقون أنفسهم الى الرأي العام .

سؤال كبير لا تجد أي إجابة عنه في مستشفيات أنطاكيه كلها ولا في مخيمات اللاجئين التى أسقطت برهان غليون والمجلس الوطني ، أمام كاميرات العالم بعدما رأوه منهم من تقصير وإهمال ولا مبالاة بلغت عاما كاملا لم يرى فيه سكان تلك المخيمات أيّا من تلك الطلعات البهية التى تتصدر الاخبار والنشرات والتى لم يغبّر واحد منهم حذاءه في إحدى تلك المخيمات .

أين ينفق الاخوان كل تلك الملايين ؟؟ لمعرفة ذلك يجب أن تعرف كيف يتصرف الاخوان مع مجموعات الثوار داخل سوريه  ولمن يعطون المال ولمن لا يعطون . إنهم يغدقون المال على من يدين لهم بالولاء ويقبل أن يعمل تحت جناحهم ، نظر لعدم وجود أي مجموعات لهم على الارض فهم يستعملون تلك الاموال التى يتم جمعها لشراء الذمم وشراء ولاء المجوعات المسلحه لكي تتبع لهم بشكل أو آخر ، وقد تأكدنا من أكثر من شخص أن شرط الاخوان لدعم اي مجموعه هو ان تتبع تلك المجموعه لهم بشكل من الاشكال ، وترتبط ببرنامجهم ، ويجد الكثير أنفسهم مضطرون لذلك تحت ضغط الحاجه ، ويقولون نأخذ منهم الان تحت شروطهم وبعد ذلك لكل حاذث حديث .

المجال الاخر الذي تصرف فيه ملايين الاخوان هو نفقات عناصرهم التى تتنقل كل يوم بين العواصم ، وما تحتاجه من تذاكر سفر وفنادق وسيارات وأجور بيوت وشقق ، لان أهم شيء لدى الاخوان هو أن تبقى آلتهم تعمل بغض النظر عن حجم مصاريفها وحجم المال الذي تحتاجه لانهم يعتبرون ان لهم المقام الاول في إستخدام الاموال التى تجمع من المحسنين في كل بقاع الارض لانهم الاوصياء الامناء على الدين الاسلامي .

المجلس الوطني مغيب تماما في كل هذا لانه صار مع الوقت احدي حلقات نفوذ الاخوان واصطبغت جميع أعماله بصبغ الاخوان وأساليب عملهم ، وصار يدور في فلكهم بشكل  من الاشكال .

إعداد الكوادر الاخوانيه قائم على قدم وساق وكأنهم قاب قوسين او أدني من إستلام الدولة ، وكأنّ نهمهم للحكم يريهم أنهم قادة البلد في المستقبل القريب ، فهم يرتبون المؤتمر تلو المؤتمر لاعداد كوادرهم القيادية وتجهيزها لليوم القريب حيث يتوجون قادة لسورية ، بينما ليس في حسابهم أبدا الجرحى وما يعانوه ولا سكان المخيمات وما يكابدونه من برد الشتاء وحرّ الصيف في خيم تتحول مع درجات الحرارة الى فرن يغلي في وقت الظهيره ، في الوقت الذي ينعم فيه قادة الاخوان بالفراش الوثير في  فنادق إسطنبول الفخمة . اما فقراء سوريه ومشردوها ومن تهدمت بيتوهم فهم اخر شيء يفكر به قادة الاخوان الذين توحدوا اخيرا على الظلم بعد اعادة البيانوني الى صفوفهم .

اذا كانت هذه هي البداية فعلى الدنيا السلام ، وأبشروا بجماعة كبيرة من المرتزقه الاخوانيين الذين لا هم لهم الا تنظيمهم الذي يعتبرونه أهم من الله والدين وكل شيء ، والفرق بينهم وبين البعثيين فقط في الامكانات ، ولن نعرفهم حق المعرفه الا عندما يملكون الشرطه والقوة وأدوات السجن والتعذيب ، عندها فقط سنعرف الفرق بينهم وبين من حاربناهم من البعثيين المتسلطين ، لان عقلية التسلط لا تعرف مبدأ ولا أيديولوجيا وإنما هي عقلية واحده بين جميع التيارات والاحزاب .

علي الاحمد

 

 

تعليقان على “

  1. عبد الله الماشي

    تذكرني شخصيتك أيها المغرور بشخصية جبلة بن الأيهم الذي أدى به غروره وعدم الالتزام بحكم أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه إلى ترك الاسلام والانخلاع منه, أنا لا أقول أنك خارج الاسلام ولكنك والحسد يأكل قلبك وغير منتبه الى نفسك وتحسب ان الناس غير عارفين ما أنت فيه من الحقد والغل كأنك بذلك شبهت نفسك بهؤلاء العلمانيين الحاقدين الذين تدفع لهم دول الكفر ليحدثوا فينا نحن المسلمين السوء . وقد كان أمثالك في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وسماهم القرآن المرجفون . كفاك ايها المرجف وارجع الى نفسك وتب قبل فوات الأوان , فأنت والله مكشوف للجميع ولا يغرنك تكشير البعض في وجهك على انهم يضحكون.

    رد
  2. ابو احمد الحلبي وافتخر

    الرجاء من جميع من يقرا مقالتي ان لايعير هذا التافه اي اهتمام حتى لو شتمه لان هذا هدفه ليظهر وينشهر برأيه ولو بالنفاق وصدق من قال في امثاله اذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من اجابته السكوت ونحن بدورنا ننتظر ان نرى هذه الشخصية لنعطيه اهتمامنا ونوقفه عند حدّه او نرمي له عظمة ليتسلى بها

    رد

اترك رداً على ابو احمد الحلبي وافتخر إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *