في سورية … كل شيء مختلف

في سورية … كل شيء مختلف

عندما تطا قدماك أرض الكرامة في سورية … ترى كل شيء متخلف لعينيك ولعقلك ولكل حواسك . الارض لونها مختلف .. أحمر واضح الاحمرار .. والصخور عتية قوية مختلطه بالتراب الى درجة التمازج ، أشجار الزيتون متناسقه والارض تحتها محروثه بشكل جيد وقد تم تعشيبها للتو .. الجرارات الزراعيه لونها مختلف .. قديمة جدا ولكنها ما تزال تعمل نظرا لحرص الفلاحين على صيانتها .. البيوت والمحلات التجاريه .. الدراجات الناريه التى تراها في مكان وزاويه ..وكل من يمتطيها يحمل السلاح إما على الكتف أو تحت الابط … كل شيء تراه يعبق بالتحدي والشموخ والعصيان .. لا دليل على وجود الدولة أو الشرطه او المخابرات سيئة الصيت …. ولكن الامان مستتب الى أبعد الحدود لان الناس يحبّون بعضهم ويحنون على بعضهم ويتضامنون للخروج من هذه الحالة التى ساقهم إليها نظام مجرم حقير .

سوريه …العاصيه المستعصيه العصيه على المجرمين … لقنتهم درسا في الاباء والشموخ لن ينسوه .. وهي تخطّ طريقها نحو الغد المشرق الحافل بالامجاد .. سوريه اليوم ليست أبدا كما كانت عليه قبل آذار العام الماضي .

كل شبر فيها مغروس فيه رمح أو قوس أو رشاس أو قاذف .. ريما يكون بلا ذخيره أو أنّ ما يتوفر منها شحيح جدا .. ولكنها بلد السلاح وبلد الابطال .. شبابها كلهم متمردون وكلهم ثوار وكلهم مقاتلون … سورية اليوم ليست كما كانت من قبل أبدا .. إنها تشبه الشام أيام صلاح الدين وخالد بن الوليد وعبيده بن الجراح … كل شيء فيها ينضح بالبطولة والرجوله ، والسلاح يختلط بالبشر إختلاطا لا فكاك منه .

تدور طرق الثوار وتلتف لتصل الى كل نقطه في سوريه ، بينما يقبع رجال النظام المجرم في خنادقهم ولا يرغبون في التصدي لتلك الحركة الدائبه للثوار الذين صاروا أمرا واقعا مفروضا يقوة الحق والرجولة التى أبدوها خلال شهور الثورة المباركه .

يقول لي أحد الثوار : هل تحب أن تذهب اليوم لكي نتعشى في أحد مطاعم  حلب ؟؟ إنها تبعد عنا أربعين دقيقه بالسياره … قلت له وماذا عن الحواجز ورجال النظام … قال لي لن تراهم أبدا لاني أسلك  طرقا لا يسيطرون عليها ولا يصلون اليها .

الثوار ورجال النظام يلعبون لعبة القط والفار .. أشار أحدهم بإصبعه وقال لي أنهم هناك على بعد 200 متر متخندقين في مواقعهم لا يخرجون منها الا مدججين … وقال لي آخر سوف نمرّ الان من أمامهم ولكن بسرعة كبيره جدا لكي لا يتمكن قناصيهم من إصابتنا …

قلت لهم : لقد أعدتم لنا الامل الذي كدنا أن نفقده .. لقد أعدتم لنا الشعور بأن لدينا أرض وأهل وشعب حر كريم عزيز .. لقد أعتدم لنا الاحساس بإنسانيتنا وبحقنا في العيش بكرامه … أي جيل أنتم ؟؟ أي أبطال أنتم ؟؟ يحق لنا ان نفخر بكم الى السماء …

علي الاحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *