الا من تلطخت ايديهم بدماء الابرياء !!!!
كثيرا ما سمعنا تلك العباره تتردد على السنه اليهود الصهاينه عندما يتحدثون عن المقاومين الفلسطينيين عندما تثار صفقة تبادل اسرى او افراج عن معتقلين ، حيث يعتبر الصهيوني ان من قتل يهوديا فلا يجوز ان يطلق سراحه ابدا وان يبقى في السجن مدى الحياة.
نفس تلك العباره ترددت بالامس على لسان البيان الذي قيل انه صدر عن مسؤول بعثي رفيع رفض التصريح عن اسمه تحدث عن ان لجنة من كبار البعثيين انتهت من دراسة مشروع قرار او توصية الى مجلس الشعب لاغاء او توقيف مفاعيل قانون العار رقم 49 الصادر عن مجلس الشعب البصمجي السوري الهزلي عام 1980. قال ذلك البعثي العلج ان من تلطخت ايديهم بدماء الابرياء مستثنون من تبعات هذا القرار المقترح .
اليس ملفتا وغريبا ان تتطابق عبارات اليهود وهم يتحدثون عن المقاومين الفلسطينيين مع عبارات البعثيين العلوج عندما يتحدثون عمن يخالفهم في طريقة استيلائهم على الفريسه التى غنموها بالسيف كما قال العلج مصطفى طلاس ؟
اذا كان المقاوم الفلسطيني البطل الذي يقاوم اليهود قد تلطخت يديه بالدماء البريئه للمستوطنين الذين جاؤوا من اخر الدنيا ليحتلوا ارض الاسراء والمعراج ، اذا كان ذلك صحيحا فان ما يقوله البعثيون عن من رفع السلاح بوجههم وبوجه طغيانهم وعسفهم وتسليطهم لابناء الطائفة الاقليه التى تحمل حقد وغل مئات السنين ضد الشعب السوري ، اذا كان كلام اليهود صحيح فان كلام البعثيين سيكون صحيح ايضا .
والا فما معنى ان يتطابق وصف الحالتين بنفس الالفاظ ؟ اليس البعثي ومن ورائه العلوي مغتصبا للارض والانسان والخيرات والمقدرات في سوريه تماما كما يغتصب اليهودي الارض والانسان والخيرات في فلسطين ؟ اليس الخلاف الوحيد بين الحالتين ان اليهودي يلكن بالعبريه وان المغتصب العلوي او البعثي يلكن بالجبليه القبيحه التى صارت مدار تندر وسخرية من السوريين دلالة لما يتمتع به الناطقين بها من مميزات ومكانه وتفوق على باقي ابناء الشعب المسكين ؟
هل يعني ان المغتصب الباغي اذا كان من ابناء الوطن فانه يحق له ان يستبيح ذلك الوطن ويذل اهله بسلاح جيشه المكلف اصلا بحماية الحدود وليس بحماية الطاغية المجرم المتسلط ؟ وهنا بم يختلف هذا المستبد عن المحتل الخارجي الذي يهين الوطن واهله بسلاحه ؟ الا يستوي الاثنان في الجرم ؟ ام جرم المغتصب الداخلي بن الوطن اكبر وافدح ؟
ان من تلطخت ايديهم بدماء الابرياء هم ضباط الامن والجيش والمخابرات وخاصة من ابناء الطائفة العلويه الذين استباحو رقاب الناس واموالهم واعراضهم وارتكبوا اكبر الجرائم في حق ابانء سوريه ، علي دوبا وعلي حيدر وعلي اصلان وشفيق فياض ورفعت الاسد وتوفيق صالحه ،وكبيرهم المجرم المافون حافظ الاسد ومصطفي طلاس وعبدالله الاحمر والشهابي وغيرهم ممن شهدوا وامروا ونفذوا ابشع الجرائم في حق سوريه اولا ثم في حق الانسانيه ثانيا ، هؤلاء هم من تلطخت ايديهم وارجلهم ورقابهم بدماء ، واذا كانوا افلتوا من العقاب في الدنيا فانهم لن يفلتوا منه امام محكمة جبار السموات والارض يوم لا ينفع مال ولا بنون .
اما الذين قاوموا ذلك الظلم والطغيان والجبروت من البعثيين فانهم ابطال وشهداء رفضوا الذل والضيم وتحملوا اثقل التبعات في سبيل ذلك ولكي لا يقول الباطل انه جاء على درب من ورود ، انه درب من دماء واشلاء مشى عليه المقبور حافظ اسد ومن معه حتى وصل الى ما وصل اليه بعد ان قتل عشرات الاف وشرد اكثر منهم في اصقاع الارض لكي تخلو له الدولة العلوية التى نراها اليوم في سوريه ، لم تكن دولة جاءت بالتراضي او الانتخابات وانما بالدماء والاشلاء وتدمير البيوت على رؤوس اصحابها وقتل الاف على اعواد المشانق في تدمر وصيدنايا وغيرها من السجون السورية الكثيره .
من تلطخت ايديهم بالدماء هم اولئك المجرمين وكل من سار معهم ووافقهم وسكت عن ظلمهم ، اما من وقف في وجههم ورفض ظلمهم فهم ابناء سوريه الحقيقيين رضي من رضي وسخط من سخط ، وفي النهاية لا يحق الا الحق مهما راوغ وماطل الظالمون .
علي الاحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *