حسن نصر الله … المحامي البارع
آخر مشهد خرج به علينا الملا حسن نصر الله كان بالامس مشهد المحامي البارع ورجل الاستخبارات العليم بدقائق الامور ، وطبعا رجل السياسه الذي لا يشق له غبار ، وهو أصلا قائد عسكري رباني يفوق كل من عرفناهم من قادة المسلمين الاوائل ، لانه ببساطه قائد عسكري شيعي تم نفخه وتضخيمه الى الصورة التى نراها في ظل المد الطاغي للشيعة والنصيريين بدعم المال الايراني تحت الهدف المعلن الوحيد والبعيد وهو نشر التشيع السياسي والمذهبي في كل مكان .
كان الرجل يدافع مسبقا عن الاتهامات التى يتوقع أن تشير الى حزبه الرباني في جريمة إغتيال المرحوم الحريري القائد اللبناني السنّي عام 2005 ، وكان يدعم مرافعته الفضائيه أمام العالم والتي تم التمهيد لها بشكل واسع ، مدعّما أقواله بالصور الجويه والمعلومات الاستخباراتيه التى يقول ان حزبه حصل عليها من خلال ذراعه التجسسي الامني ، وكان الملايين من أتباعه وعشاقه والخائفين من سطوته والطامعين في ماله الايراني ، كانوا يخفضون رؤوسهم إجلالا وإكبارا لهذا القائد الذي قلما يجود الزمان بمثله علما وفهما وقوة ….وعمامة سوداء .
والسؤال المشروع هنا لماذا يستبق السيد الاحداث ويلهث وراء اظهار أدلته كلها أمام الملأ ولا يصبر وينتظر حتى يصدر القرار الظني للمحكمه المكلفة بالامر ، بل يسبقه بأدلة يقول عنها أنها ايضا ظنيه ؟ لماذا كل هذه الحرب النفسيه الاستباقيه وتحفيز الناس وشحذ هممهم للمعركه القادمه في قلب بيروت ؟ ألم تكفه إنجازاته السابقه في حرب الاطارات المشتعله ، وقطع طريق المطار أكثر من مره ، وحرب الخيم الاعتصاميه ، وإجتياحه لبيروت وما أظهر خلالها جيشه الرباني من إنضباط عال وقدرة فائقه على التدمير والتخريب وخاصة في ممتلكات وأوقاف أهل السنّه المسلمين المستضعفين هناك ؟ أم أن علينا أن ننتظر من هذا الرجل كلما ظهر في حشوده المليونيه ، أن ننتظر شرا مستطيرا يتربص بالابواب ؟ .
ترى كم هي نسبة من صدّقوا السيد حسن في أدلته الاستباقيه ؟ معروف طبعا أنّ مؤيدوه وعشاقه ومحبيه قد أغمضوا أعينهم وسلّموا له القياد ، ولكن في المحيط العربي والدولي ما هي قيمة أدلته ؟ شريط تلفزيوني يظهر طائرة تحوم حول بيروت يقول أنه إلتقطها من خلال تجسسه على طائرات العدو ، ومعلومات متداخله تم ترتيبها بإحكام من خلال جهاز أمنه وبالتعاون مع الامن السوري والايراني ، ألعوبة جديده من إخراج المخابرات السوريه بعدما إنكشفت كل الاعيبهم السابقه وعرف الجميع كيف تم زج شهود الزور الواحد تلو الاخر ، ضحك على العقول والقلوب من خلال آلة إعلاميه لحزب الله ، وتحضير للانقلاب على الحكومة التى فشلوا أن يأخذوا حصة الاسد كما كانوا يراهنون في الانتخابات الاخيره.
أم أنّ السيد قليل أشغال هذه الايام فتحول الى محام بارع ليجرب قدرته في المرافعات المقبله بالنيابه عن أتباعه الذين ربما يتم توجيه الاتهام لهم ؟ لننتظر ونرى ونعرف الغث من السمين في تلك المواجهة المفتوحة بين الدولة الفاطمية الناشئه وممثلها الامين قائد النصر الالهي ، وبين العالم بأسره عربه وعجمه ، الذين يتوجسون الخوف والقلق من تلك الدولة التى تتشكل من إيران الى العراق مرورا بسوريه ودولة حزب الله في لبنان .
علي الاحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *