الشيخ عرعور … قائد ميداني

الشيخ عرعور … قائد ميداني

كشفت الثورة السوريه شيئا فشيئا عن خباياها ومكنوناتها من مواقف وفرزت الرجال وميزتهم عن بعضهم البعض . ولا يجادل أحد الان في مواقف بعض المنحازين كليا لصف النظام المجرم من المشايخ ورموز الفن والاعلام مثل الشيخ الكاذب أحمد حسون والشيخ المنافق البوطي وغيرهم ممن لهم مواقف معروفه ، ولكن المفاجأ حقا كان موقف الشيخ النابلسي مثلا وما جاء على لسانه من تصريحات محبطه ومخيبه للآمال على أقل قول فيها .

وبرز كذلك بوضوح مواقف مهمه لبعض الشخصيات التى تنكرت لكل تاريخها وماضيها أمثال دريد لحام – ابو الغور – والكثير غيره من المثقفين الذين عرّتهم الثوره بشكل فاضح .

لكن أكبر مفاجأة حقيقه كانت من النكسه الكبيره التى صعقت محبيه ومؤلهيه ، كانت من الشيخ الشيعي حسن نصر اللات الذي وقف عاريا أمام الملايين يدافع عن نظام القتل والاجرام وينحاز لطائفيته المريضه ويتخلى عن كل مبدأ وقيمه ليرجع الى أصله الحقيقي بعد أن ظلّ يخادع ويكذب على البسطاء لعقود طويله .

كذلك كانت المفاجأة الكبرى على الجانب الاخر من الشيخ الحموي عدنان العرعور الذي مثلت أحاديثه ومداخلاته نوعا من القياده الفكريه والميدانيه للثوار حتى غدا الاب الروحي للثورة المباركه في عيون الكثيرين .

وللحق وللتاريخ نقول إنّ الرجل كان غير موافق على خروج السوريين للشوراع ، كما هو مسجل بصوته وصورته قبل إندلاع الاحداث بأيام قليله ، ولكن لانه بشر يخطئ ويصيب ربما كان موقفه هذا من باب الخطأ في التقدير والاجتهاد ، ولكنه عندما رأى الشعب السوري الأبي وهو يكشف عن معدنه المخبوء ، إنتفض كالليث الأشم وراح يمسك بتلابيب الثورة ويوجهها التوجيه الصحيح .

الرجال تعرفهم في الملمات ، وقد كان أول بروز له من خلال قناة المستقله قبل سنوات حيث أبلى أحسن البلاء في العصف الفكري الذي إنفجر بعد ثورة الاتصالات وصار ممكنا مماحكة الفكر بالفكر والحجة بالحجة من خلال مناظرات تلفزيونيه لمشايخ السنّه والشيعه على الهواء مباشرة .

ومعروف أنّ الشيخ من أبناء حماة الباسله ولم يعرف عنه تخاذل ولا تهاون كما حصل من غيره في السنين العجاف التى كان بحج فيها الحاجّون ويتعتمر المعتمرون من مشايخ المعارضه عند كل من له دالّة عند المجرم بشار لكي يصفح عنهم ويعفو عنهم ليعودوا وينضموا الى صفوف حسون والبوطي ، ولكن لحماقة المجرم وغبائه فلم يكن يرد عليهم ، وهم على إصرارهم مثابرون ، حتى جاء أطفال درعا وحوران وأعطوهم درسا في الرجولة كانوا قد نسوه لفرط ما تذللوا ومرغوا وجوههم على أعتاب بشار المجرم .

الشيخ العرعور اليوم كابوس ليلي يحل على عقول المجرمين ويلاحقهم في منامهم ، وخاصة ليلة الخميس على الجمعه لانهم يعرفون ما لكلماته من دلالة وقيمة عند أهل سوريه الابطال ، ولانه صار رمزا من رموز البطولة والرجوله والتضحيه بكلامه الذي يبثه على الهواء ليلامس قلوب وعقول السوريين .

ولكن ، للحقيقة أيضا ، فإن الشيخ عرعور ربما كان آخر شيء يحلم به او يتوقعه أناس آخرون ليسوا من صف النظام ولكن من بعض أطياف المعارضه ، الذين خرج أحدهم في بداية أيام الثورة ليقول :  الثوار يتجمعون في المساجد لانها المكان الوحيد المسموح التجمع به ولكن هم ليسوا إسلاميين ، وشعاراتهم ليست إسلاميه ، وكان أهمّ شيء عنده هوية المتظاهرين السياسيه  وليس من يقتل منهم ومن تكسر يده ومن يتم إعتقاله ، مع أنه كان سجينا لسنين طويله بين الاسلاميين وعرف ما نالهم من أذى وعذاب ،  ولا أدري أين يخبئ وجهه الان وجماعته وهو يرى تعلق السوريين بكل أطيافهم بقناة وصال التى وصلت فيما بينهم والتى أيقظت روح المحبة والتعاون التى حاول النظام أن يقتلها لمدة أربعين عاما .

وصال والعرعور اليوم ملئ السمع والبصر ، بينما غيره من مشايخ الاخوان المنهزمين ،  ودعاة الصلح والتصالح وراء الظهور وقد عافتهم الانفس والاعين ولا يحب أحد أن يعكر عبق  الثورة بصوتهم ولا صورتهم ، بالرغم من محاولاتهم القفز البهلواني من هنا وهناك لتسنم بعض الخيول العرجاء التى ثبت تعاملها مع النظام وممثليه في الخارج وسيأتي يوم يحاسب فيه كل منحرف على إنحرافه . ليس وقتها الان ولكن يجب أن يعرف الجميع ما فعله هؤلاء وما ينوون فعله ليكونوا على حذر منهم .

شكرا شكرا يا عرعور …الاسد طلع صرصور

شكرا شكرا يا وصال … ثورتنا عال العال

الى الامام والله أكبر وكلنا وراءك أيها الشيخ الأبي الحموي الأصيل .

علي الاحمد

 

تعليقان على “الشيخ عرعور … قائد ميداني

  1. مريم سيف

    السيد علي الأحمد
    انا على اطلاع دائم بمودناتك الرائعة والتي تعطينا دائما خلاصة أحداث الثورة ومجرياتها
    طبعا (عندما يكون النت مو معطل)
    ولكن لي رجاء ….ان لا تلوم أمثال الشيخ النابلسي على موقفه ونحن لانعلم حقيقة ما يجري معه وانت تعلم ماذاا يفعل النظام والأساليب التي يتبعها للضغط على الناس واجبارهم على ما لا يطيقون …وقد سمعت مؤخرا ان العالم النابلسي تحت الإقامة الجبرية ……..على كل حال اتمنى قبول رأي المتواضع واشكرك جزيل الشكر على المجهود الذي تبذله في تعرية هذا النظام
    الله ينصرنا ويرجعك لبلدك انت وكل الشرفاء المغتربين
    سلام يا استاذي

    رد
  2. منال الحربي

    وفقك الله يا اخي الكريم كلامك هذا يعتبر من الجهاد بالكلمه امض والله معك . وفديت شيخنا العرعور واحنا معكم في العسر واليسر اسال الله تعالى ان يفرحك بتحرر سوريا من الطغاة واسال الله تعالى ان يعم البلاد الاسلاميه بالامن والخير اميين
    اختك في الله

    رد

اترك رداً على مريم سيف إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *