هيمنة كاملة للاخوان على تمويل الثورة

هيمنة كامله للاخوان على مجريات التمويل

كشف لواء شهداء إدلب يوم أمس عن سوء تصرف بأموال الثورة السورية من قبل أفراد في جماعة الاخوان المسلمين ، وتوزيعهم لامول بلغت عدة مئات من آلاف الدولارات تصرف بها بشكل كامل أفراد من الاخوان السوريين علما أنّ تلك الاموال هي عبارة عن صدقات وهبات وتبرعات جاد بها الداعمون للثورة السورية المباركه .

وجاء الكشف الكبير ليؤكد كل ما كنا نقوله عن أنّ جماعة الاخوان تتحكم بمفاصل العمل الخارجي من خلال المجلس الوطني وغير آبهة بأي إعتراض او شكوى يقوم بها هذا الطرف او ذاك ، وكأن الامر لا يعنيهم ، وهذا ما يذكرنا تماما بتصرف البعثيين حيال من كان لا يرضى بتصرفاته او أساليبهم من خلال الاهمال التام وعدم المبالاة او السجن والتعذيب وهذا ما لا يتوفر حاليا لتلك الجماعه التى خرجت عن قيم الحق والعدل والخير للتحول الى كيان غاشم ظالم .

لواء شهداء إدلب تشكل مع بداية الثورة والحراك السلمي من خلال المظاهرات ، ثم تطور وتدعمت قواعده مع إشتداد القمع وحاجة الناس الى حماية أموالهم وأعراضهم من بطش النظام مع نشوء ما صار يعرف اليوم بالجيش السوري الحر .

واليوم يواجه اللواء كما غيره من كتائب وألوية الجيش الحر معضلة الولاء والتمويل ، الولاء لحزب أو تيار سياسي من أجل الحصول على المال اللازم لاستمرا ر نشاطه وعمله وحاجة أعضائه الى ما يقيتهم ويقويهم على متابعة درب الثورة المجيدة .

الحقيقة الكبيرة التي صدمت الجميع هذه الايام : هل تتبع لحزب او تنظيم سياسي ؟ إن كان الجواب نعم فعليك أن تطلب تمويلك من ذلك التنظيم الذي يحصل على المال من الدول المانحة او من المحسنين والجمعيات الخيريه ، وفي حالتنا عليك أن تكون تابعا إما للاخوان السوريين او ظلهم العلماني إعلان دمشق للتغير غير الديمواقراطي لكي تحصل على لعاعة قليله تقيم بها رمق الثوار المقاتلين على الارض . واذا علمنا ان غالبية الشعب السوري اصلا غير مسيسة وغير تابعة لاي حزب ، نعرف مدى الحيف والظلم الذي يقع على غالبية الثوار لانهم يرفضون ان يتبعوا ايا من تلك الاحزاب التى تثبت اليوم انها ليست اقل سوءا من البعثيين .

علمت قيادة اللواء أنّ هناك إجتماعا في إسطنبول يوم 8-07 يحضره عدد من الناشطين من أبناء محافظة إدلب لغاية تقويم ما حصل خلال الشهور الماضيه من عمليات تمويل لاعمال الثوار من أموال الداعمين للثورة ، ولان من يشرف وينظم ويخطط لتلك الاجتماعات هم حصريا من جماعة الاخوان فإنهم يقصرون حضورها على من يكون منهم او يعمل لصالحهم او يسهل إقناعه وبرمجته بحسب ما يحلو لهم من برامج ، ولم يكن جماعة اللواء طبعا من تلك الفئات ، ولكن حصولهم على بعض المعلومات الشحيحه جدا عن مكان وزمان اللقاء دفعهم للمغامرة والسفر الى إسطنبول للمشاركه بالرغم من عدم توجيه دعوة لهم ، كما هي العاده فيمن هو غير مرغوب به ممن ليس من الاخوان او أنصارهم .

وبصعوبة بالغة جدا ، وبسبب انه حتى المدعوين لا يعرفون عنوان المكان – اللغز-، تمكن أعضاء الفريق من لواء شهداء إدلب من الوصول للمكان بعد ساعات طويلة من البحث في عدة أماكن متشابهه ، ليجدوا مكان اللقاء في منتجع سياحي بعيد ، لا يعرفه أحد ومليئ بالسياح والسائحات في وقت الصيف حيث الخلاعة والفحش في أقوى صوره ، لان الجو الرومانسي على ما يبدو يحفز مشاعر المشاركين فيكون عطاءهم وابداعهم اكثر خاصة وان اللقاء استمر لعدة ايام تدفع تكاليفها من حثة الفقير والارملة وعائلة الشهيد ، ولكن لان انجاز هؤلاء الاخوان كبير جدا فقد تم تامينهم في ذلك المنتجع الارقي حفاظا عليهم من أي مكروه .

دخل الوفد الى مكان اللقاء ليتفاجأ بهم المؤتمرون المتآمرون على اموال الناس البسطاء الفقراء ، وليصعق منظم اللقاء وحامل إثمه المدعو طريف السيد عيسى ، ويطلب منهم المغادره لانهم ليسوا مدعوين ، وفي ضوء إصرارهم وحقهم في الحضور مثلهم مثل أي مشارك فعال في الحراك الثوري ، قام طريف بترك مكان اللقاء متلفظا بألفاظ مسيئة وسوقية مع علمة بوجود عدد من النساء بين المدعوين، والحمد لله انه لم يطلب الشرطه التركية كما فعل صديق وزميلة احمد رمضان عندما جلب لنا الشرطة لترمي بنا الى الشوراع لاننا غير مدعوين الى موائد اللئام والكلاب الاخوانجيه السفلة .

كانت محاولة أعضاء لواء شهداء إدلب مفيدة ومحرجة  من أكثر من ناحية حيث كشفت بوضوح مدى تعصب وتمسك الاخوان بإقصاء أي طرق ليس منهم ، وعلى أنهم القادة الفعليون للثورة في الخارج علما أنه ليس لهم حتى جزء واحد من ألف في قيام الثورة أبدا ، ودلل على مدى كراهيتهم لمن يخالفهم او ينافسهم مما ينافي أبسط قواعد الدين الاسلامي الذي يحض على التعاون بين المسلمين والحض على العمل كالجسد الواحد ، ولكنهم يفهمون المسلمين على أنهم الاخوان فقط وليس غيرهم ، وما فعله طريف ليس من عنده ابدا ولكنه تدرب وتعلم على ذلك خلال شهور من كراهية أي منافس لهم على كمعكتهم مع اعلان دمشق .

تبين فيما بعد من خلال بعض المشاركين المخلصين الذين كشفوا عن قدر كبير من المال تم توظيفه في مشاريع او أشياء غير مهمة وغير أساسية في عمل الثورة مثل تنظييم عدد كبير من الدورات التدربيه في وقت يموت الناس فيه بسبب عدم كفاية ما يدافعون به عن أنفسهم وليس لديهم حتى ثمن طعام ، والغرض من تلك الدورات كسب قلوب بعض الثوار من صغار السن وقليلي الخبرة من خلال ربطهم بشكل أو بآخر بكوادر الاخوان في تركية .

أسلوب مفضوح وخسيس في إستخدام أموال الصدقات من اجل أغراض رخيصه لكسب المؤيدين من هنا وهناك بينما يقتل الثوار لعدم حصولهم على الذخيرة الكافية للدفاع عن أنفسهم وعائلاتهم .

المدعو طريف السيد عيسى ، وهو لبّ المشكله حسب ما ذكر أعضاء الفريق من اللواء ، هو حاصل على الشهادة الاعداديه قبل مغادرته سوريه قبل 30 عاما ، وهو بعيش في السويد حاليا ولكنه إنتفض للثورة لانها درّت عليه مبالغ خياليه أنفقها على أقاربه من الثوار وحرم الاخرين منها ، وقد إستقدم الى هذا اللقاء عددا من أبناء عمومته وأقاربه وكأنه يعمل بشكل خاص لعائلته ومن يخصه .

هكذا يتصرف الاخوان بدون أي شعور بالمسؤولية تجاه تلك الدماء الطاهره ، ويغدقون بالمال السياسي على من يتوقعون أنه يمكن أن يكون يوما حليفا لهم او يمكن او يشتروه بما يقدموه له من دعم وتأييد في هذه الظروف العصيبه .

علي الاحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *