من بعثيي بشار الى بعثيي المعارضه

من بعثيي بشار ..الى بعثيي المعارضه

خلال أشهر قليله كشفت الثورة – فيما كشفت – عوار وزيف وإنحراف مجموعة كبيره من المعارضين السوريين وعلى رأسهم جماعة الاخوان وإعلان دمشق وغيرهم من أتباغ غليون ، حيث صار جليا الان أننا أمام طبقه من السياسيين السوريين الذين لاهمّ لهم الا أن يقلّدوا البعثيين في أكثر صفاتهم بشاعة وصفاقة وهي الاستئثار بالسلطه ورفض إشراك أي أحد غيرهم معهم فيها .

وكأنّ مسّا من الشيطان يصيبهم بمجرد أن يقول أحد أنكم إحتكرتم المجلس وتوابعه ، وحصرتم المعارضة في أنفسكم ورفضتم أي إشراك لغيركم معكم وكأنكم الوحيدين المخلصين ، وغيركم لا شيء ، وكان غيركم لا يفهم ولا يعي المصلحه ولا يقدر الامور .

إن مبدأ أنا – وأنا فقط – يسيطر عليهم ويعمي أبصارهم : الاخوان وما يكتنزوه من سعي وراء السلطه لعقود طويله ، إنفضح ذلك النهم ليفصح عن شهوة لا حدود لها في الاسئتثار مستغلين القدرة الكبيرة لهم على جمع المال بإسم السوريين ليحصروا منفعته في كوادرهم وقياداتهم ومن يريدون له ان يسير خلفهم ، وينسوا أبسط واجباتهم تجاه أضعف الناس وأكثرهم حاجة للمساعدة وهم جرحى الثورة .

إعلان دمشق ، ذلك العصفور الصغير حديث الولادة تعملق خلال أشهر ليصير فيلا ضخما  وليغلق الباب وراءه ويمنع أي أحد من الولوج بحجة أنه مع الاخوان يمثلون غالبية المعارضه النبيله الشريفه المخلصه ، وبحساب بسيط تعرف أنهم لا يمثلون حتى خمسه بالمائة من الشعب السوري لانه في غالبيته غير مسيس وغير منتمي لاي حزب ، فكيف يجوز لاقل من خمسة بالمائة ان يهيمنوا ويسيطروا على القرار وعلى كل شيء في لمحة عين ؟؟

غليون ، لا لون له ولا طعم ولا رائحه  ولا حتى دخان ، يسير مع من يوافق على التمديد له ولا يعبأ بأي شيء ، ويوم إستقوى جماعة البيانوني على الاخرين وجلبوا الشرطه التركيه لم يكلف نفسه حتى عناء الاعتذار لاكثر من سبعين شخصية تعرضت للاهانه والازدراء ، وكأنّ لسان حاله يقول : لا أبصق على اليد التى حملتني وجاءت بي من السوربون ، وكما قال البيانوني في شريطه إنه هو من أوصل غليون الى ما وصل إليه ، ولو كان عند غليون ذرة من كرامه لما قبل دقيقة أن يبقى بعد الشريط ويقبل أن يكون من وظّفه شخص مثل البيانوني سيئ الصيت .

سياسيون فاشلون ، بإختصار يقلدون أبشع ما تمتع به البعثيون من صفات الا وهي الاستئثار والتمسك بالمنافع حتى آخر لحظة بغض النظر عن التكاليف لذلك الامر .

أقل ما يقال في هؤلاء أن نفضحهم ونكشف الخطر الذي يتهدد سوريه المستقبل منهم لانهم إن ملكوا شرطه وقوة وشوكة فلن يترددوا لحظة في إستخدامها ضد خصومهم لانهم لا ضمير لهم ولا أخلاق تحكم تصرفاتهم سوى شهوة الحكم مهما كان متهافتا وضعيفا .

شخص مثل البيانوني المراقب العام للاخوان الذي بقي في منصبه ربع قرن ، إنتقل من فشل الى فشل ومن خزي الى خزي ، يتنطع ليشكل المجلس ويحدد رئيسه وتركيبته الاقليميه الصرفه التى تهاونت في كل شيء الا ي حصة إقليم حلب المناضل الثائر ، فلم يغفل لحظة واحده حق حلب وقسمتها من الكعكه التى قسمها على هواه ومن لم يعجه ذلك فلينطح رأسه بالحائط ، كل ذلك تحت ضغط وتهديد المال السياسي الذي يتحكم بمصادره نظرا لحظوته عند التنظيم الدولي للاخوان الماسونيين .

نحن إذا أمام بعثيين حقيقيين ، يملكون كل أساليب البعثيين في المراوغه والجدال والالتفاف وينقصهم فقط الشرطه التى تطبق سياساتهم ، ولكنهم يعتمدون على شرطة الدول المضيفه لمنع هذا وحجر ذاك والتحكم في كل مفاصل الامور ، ولا فرق بعد اليوم بين إعلان دمشق أو الاخوان أو جماعة غليون التى قفزت بشكل لم يتوقعه أحد لتتربع فوق رؤسنا ولتشكل الغطاء للفاعلين الحقيقيين من أولئك السياسيين الفاسدين .

لا بد أن يكون لنا موقف مع تلك الحثاله من السياسيين البعثيين الاوباش اللذين يفرضون ما يريدون مستغلين إنشغال الثوار بالثورة ، وضعف إمكانات زملائهم المبعدين من حيث المال ووسائل الاعلام فهم يتصرفون بكل أنانيه وبكل إنغلاق وباطنيه حتى يكرسوا هذا الوضع اللاطبيعي أطول فترة ممكنه .

قالت لهم تنسيقية مدينة بنش قبل أيام أنتم لا تمثلونا ، فإنتفض أزلامهم بسرعه ليحذروا منها وكأننا أمام نظام مخابراتي يساندهم ويدعمهم . ولا أدري ماذا سيفعلون غدا لو قامت كل التنسيقيات وقالت أنكم كلاب ساقطون لا تمثلونا ؟؟

ما هذا الاصرار والعناد والمكابره ومن علمهم ذلك ؟ وما هذا الاسترجال القبيح برجال الامن في الدول المضيفه ليفرضوا إرادتهم ويمنعوا من لا يرغبون به ؟؟ هل هؤلاء الناس الذين ضحى من أجلهم أبطال سوريه ؟

هل إلتفت أحد منهم ليرى مآسي الجرحي وما يعانيه أبناء المخيمات في خيمهم التى لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف ؟ هل كلّف أحدهم خاطره لكي يزورهم ويطمئن عليهم ؟

هل يعرف أحد كيف ينفقون الملايين التى جاءتهم وهل هناك أي رقابة عليها ؟

هل يملك أحد سلطة عليهم ليحاسبهم لم فعلوا هذا الامر ولم قصروا في ذلك الامر ؟

علي الاحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *