العلل والبلاوي فيما قاله النحلاوي
تابعنا بإهتمام ما قاله السيد عبد الكريم النحلاوي على قناة الجزيره حول الاحداث التى سبقت ورافقت وتبعت إنفصال سوريه عن مصر في الستينات من القرن الماضي ، ذلك الانفصال الذي لعب فيه النحلاوي ورفاقه من الضباط السوريين السنه دورا بارزا . ومن خلال تلك الوقائع التى رواها والتى لا يعرفها الكثير من الجيل الحالي ممن ولدوا أثناء تلك الفتره أو بعدها ، نستطيع الوصول الى نتيجة مرّة قاسيه وهي أن الشقاق والفرقه والتناحر كان هو السمه الغالبه على تصرفات السوريين من أبناء السنّه في سوريه ،الامر الذي مهّد السبيل بسهولة نسبيه الى وصول الضباط العلويين الى السلطه لاحقا ، وطردهم وإبعادهم لجميع الضباط السنه المؤثرين والفاعلين وإستبدالهم بأخرين منهم مما شكّل العامل الاساسي لوصول حافظ اسد الى وزارة الدفاع وهزيمة 1967 ، وما تلاها من وصوله الى السلطه الكامله بعد عام 70 وإرتكابه أبشع المجازر في حماه وتدمر وكل المدن السوريه ، قبل ان يستقر له الحكم على نهر من دماء الناس ، ثم تتويج ذلك بتوريث الحكم لولده من بعده تماما كما يورّث الاب لابنه أي متاع أو أرض أو دواب أو آليات ، بغضّ النظر عن رأي الشعب في ذلك التوريث .
أسوأ ما في الامر في ذلك هو ما جاء في رواية النحلاوي عن رفض محافظة حلب الركون والانصياع لضباط الانفصال بالرغم من كل الممارسات السيئه التى مارسها عبد الناصر والمصرييين وإستغلالهم البراءة والعاطفه والاندفاع من السوريين العسكريين والمدنيين للوحده ، ولكن رفض حلب الركون للانفصال وقيام الضباط الدمشقيين بقصف إذاعة حلب المواليه لعبد الناصر وقتها ، يشير بوضوح الى مدى من التفكك والتناحر الذي ساد بين حلب ودمشق في تلك الفتره وما تلاها مما مهّد الطريق لدخول الطائفيين على خط الخلاف القائم وإستغلالهم إنشغال الحلبيين والدمشقيين بتصفيه خلافاتهم ليدقوا ذلك الاسفين بينهم ويفرقوا الكلمه التى أدت الى كل الويلات التى نراها اليوم .
ويمكن من خلال ذلك فهم ما حصل من إنشقاق وخلاف في السبعينات بين إخوان حلب بقيادة المرحوم عبد الفتاح أبو غده ، وبين أخوان دمشق بقيادة الاخ عصام العطار ، لنعرف أيضا أنه حتى الاسلاميين السوريين منقسمين بين حلب ودمشق ، أما حماه وحمص وإدلب وغيرها فقد وقعوا ضحية لذلك الانشقاق الكبير والتناحر والتآمر ا ن صح التعبير بين الفريقيين الذي رافقه أيضا تنافس وتطاحن بين السياسيين .
وكخلاصة للامر الا يحق لنا ان نستنتج ان ابناء السنه في سوريه وبشكل خاص الحلبيين والشوام يستحقون ما حاق بهم من قتل وتدمير على أيدي حافظ أسد وصلاح جديد ومحمد عمران ومن بعدهم رفعت الاسد وعلى دوبا وعلى أصلان وعلي حيدر وغازي كنعان ؟ الا نستحق جميعا مثل تلك المصير لاننا لا نحترم بعضنا ولا نحب بعضنا ولا نقدر لؤم وغدر ابناء الطائفه العلويه علينا وحقدهم وتربصهم لخلافاتنا ليضربوا ضربتهم المسمومه التى تفذت الى باطن أحشاء الجسد السوري ومزقته ذلك التمزيق.
لماذا نعيب على حافظ أسد ونعتب عليه اذا كان بن حلب يحفر الحفره ليقع فيها بن دمشق ، واذا كان بن دمشق بالمقابل لا يحترم ابن حلب ولا يعطيه ما يستحق من حقوق ؟ أليس عارا وشنارا علينا جميعا أن نتعامل مع بعضنا بها الاسلوب الي لم ينج منه حتى الاسلاميين الداعين الى توحيد الامة كلها تحت كتاب الله وسنة رسوله ، أن يفشل حتى الاسلاميين السوريين بتوحيد صفوفهم وهم يتلقون الطعنات والضربات من النصيريين المجرمين ؟ تصور أنك تقطر دما وتنزف من الالم بينما لا يمد أخوك يده إليك ويتركك لمصيرك مع أناس لئام قساة عتاة يحقدون عليك وعلى أخيك وجدك وإبن عمك وكل عشيرتك وملتك ؟ أفلا نستحق ذلك المصير إذا كنّا وما زلنا بتلك الفرقه المهينه والتشرذم والتناحر ؟ حتى الامس القريب قبل سنين قليله ونحن في الغربة والنفي والسجون فإن قيادة الاخوان الحلبيه للبيانوني رفضت بشده قبول أفراد شباب تطوعوا للعمل كجهة معارضه للنظام في الخارج ، فلم يقبلوا بهم ولم يتعاونوا معهم ولم يمدّوا لهم يد الاخوّه المطلوبه، والسبب لانهم ظنوا فيهم امتدادا او فرعا من اخوان دمشق السابق تحت قيادة الاخ عصام العطار ، او لانهم خافوا ان ينافسهم على الساحة الاسلامية السوريه ، بالرغم من دخولهم في تحالفات عريضه مع جهات هي بالتاكيد أبعد عنهم من اولئك الشباب ، ولكن تلك العقده المناطقيه التى ترسم وتقيد وتحدد وتبرمج أفكار وتصرفات السوريين الاسلامينن وغير الاسلاميين من السنه ما زالت موجوده لذلك فنحن ما زلنا نستحق المزيد من الازدراء والاحتقار من بشار الاسد ومن أزلامه الاوغاد .
اذا كنّا – أبناء السنه السوريين – لا نعطف على بعضنا البعض ولا نشد الوشائج بين بعضنا البعض ولا نوحد كلمتنا وجهدنا بصدق للتخلص من نظام بشار الاسد المجرم فإننا جديرين ومستحقين لكل ما يفعله الكلاب الطائفيون بأبنائنا وبناتنا وشيوخنا في السجون ، إذا كانت عقلية الحلبيه والشاميه والحمويه ستظل تحكم تصرفاتنا في عصر العولمه والقريه الكونيه حيث توحدت أوربه كلها وفتحت حدودها ، بينما يظل الحموي ينظر بعين الريبه الى تصرفات الحلبي ، ونفس الشيء بين الدمشقي والحمصي أو إبن حوران او دير الزور، وكلهم مسحوقون وكلهم فقراء وأبناؤهم جهلاء ومهجّرون ومنفيّون ، فإننا نستحق أكثر مما حصل لنا من العلويين شذاذ الافاق السفله ، إذا كنّا لا نرحم بعضنا فلا يحق لنا أن نطلب الرحمة من جلادينا وأعدائنا الطائفيين ، إذا كان الشيخ ال
اترك ردًا