بسم الله الرحمن الرحيم
الغاء مكتب الامن القومي في سوريه
اعلن بالامس عن الغاء مكتب الامن القومي في نظام بشار الاسد ، وربما كان ذلك مقدمة غير معقوله وغير متوقعه ابدا لالغاء بعض المنظومه الامنيه التى تعتبر اهم انجاز حققه نظام البعث على مدى سني حكمه التى زادت عن الاربعين عاما حتى الان .
ومن اسمه يمكن ان نفهم انه مكتب متخصص في الاعمال التى تمس امن( الامه ) والقوسين هنا مهمين لان امة يحميها نظام مثل نظام بشار الاسد لا شك انها في مهب الريح كما هي حال امتنا اليوم .
تخيلوا امة عريقة مثل امة المسلمين الممتده على مشارق الارض ومغاربها والتى قدمت للدنيا حضارة وثقافة وعلما يحميها شذاذ الافاق مثل جنرالات حافظ الاسد وخليفته الوارث للسلطه عنوة وغصبا ، ويجلسون في دمشق الباكيه الحزينه ليخططوا لحماية العرب في السودان او الصومال او حتى في لبنان الجريح من جراء انياب اولئك الجنرالات اللئام ، او تخيلوا شعبا مدمرا محتلا مثل فلسطين او العراق يسهر على امنه وسلامته ضباط من الامن السوري يدير كل واحد منهم خمارة وملهى ليليا في ضواحي دمشق ، وبعد ان يتفرغ من شراب انخاب اللهو والترف والمتعه الحرام ينصرف في الثلث الاخير من الليل ليفكر في ماسي الامه وامالها واحلامها ، يحمل كل ذلك في عقله وقلبه ووجدانه ولا ينسى تلك الالام حتى وهو في عز ساعات سكره وعربدته فهو يفكر بامن الامه حتى وهو سكران .
شيء جيد من بشار لانه حل ذلك المكتب على الاقل فهو يعذر نفسه امام الله والتاريخ والوطن والامه قائلا : لقد عملت بكل قوه واخلاص على مدى اربعين عاما كامله لتحرير فلسطين ولكني اليوم اعلن فشلي واحل المجلس الذي كان يناقش تكتيكات تحرير فلسطين والذي بذل كل مجهوداته في سبيل ذلك ولكن ما في اليد حيله ، واليوم جاء الوقت الذي اعلن فيه للامه ان ذلك المجلس الكفؤ فشل في تلك المهمه .
اما عن لبنان فان حل مكتب الامن القومي اعتراف ضمني بانه فشل في تحقيق الوئام بين اللبنانيين الذي هو اصلا من صلب مهامه ، لان ضباطه صرفوا اوقاتهم الى السرقه والتجسس والتامر على اللبنانيين ، حتى جاءت لحظة اغتيال الحريري وانتفاضة اللبنانيين المشهوره عام 2005 والتى حققت لهم التخلص من ذلك البوط القذر لذلك المكتب الاثم وغيره من المكاتب تحت قيادة رستم غزاله والمدفوس غازي كنعان وغيرهم من القتله واللصوص الذين استعملهم بشار لاستعباد اللبنانيين .
اما في العراق فحدث ولا حرج كيف سهل مكتب الامن القومي لافواج المتطوعين بالدخول الى العراق لصد الامريكان ليس لانه يكرههم ولكن خوفه من ان ينجح مشروعهم في العراق ان ينتقلوا الى سوريه لتنفيذ ما بدؤوه هناك ، وفي نفس الوقت فهو يتخلص بشكل او باخر من اي شخص له تفكير جهادي سواء اكان سوري او غير سوري لان هذا النموذج من البشر لا يوافقونه ، فهو يحارب عدوه بعدو اخر من صنف اخر ، ولكن نجاح المقاومة العراقيه في تكبيد ابشع الخسائر للمحتلين كان لها الاثر الكبير في تغيير المعادله باكملها في العراق ، لذلك ايضا فان مكتب الامن القومي البعثي فشل هنا ايضا .
ربما كان النجاح الوحيد لذلك المكتب هي في تكريس الهيمنه الفعليه لاجهزة الامن على كل نواحي الحياة في سوريه وفيما يتعلق حتى خارج سوريه من علاقات واهتمامات لان وجود مثل ذلك المكتب يؤكد الطبيعة الامنيه للنظام : فهو نظام امني مخابراتي في كل شيء ، في السياسه والاقتصاد ( محاكم الامن الاقتصادي ) ، وفي القضاء محاكمة كل الناشطين تحت مختلف التهم ، وفي الفن ملاحقة الفنانين والمبدعين لكتم انفاسهم ، وفي تعاملاته من دول الجوار من خلال ما عمله المكتب المنحل من اساءات لتلك الدول .
واخير نتمنى ان يكون بشار الاسد قد وصل الى مرحلة النضج الفكري بعد سن البلوغ وبدا يعرف ان العالم ليس كله كرباج الامن وعصى الشرطي وتجويع السجين وتخويف البشر ، نرجو ونتامل انه بدا يخرج من قوقعة جنرالات الملاهي اليليه التى ظلت تحكم سوريه لاربعة عقود وبدا يفكر بالطريقة البدائيه للدول الديموقراطيه الموجوده في لبنان مثلا او في موريتانيا قبل الانقلاب او في الكويت التى تقيل حكومتها كل ستة اشهر او في زمبابوي او نيكارغوا او الفلبيين حيث يسمح للمعارضين ان ينتفسوا وياكلوا خبز وبطاطه مثل بقية البشر لا ان يعيشوا في زنازين مظلمة معظم حياتهم كما كان يفعل نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيه .
نامل ان يكون بشار الاسد بدا يفكر مثل طالب صف اول ابتدائي في مدرسة الحريه وليس مثل طالب فاشل يعيد البكالوريا للمره العشرين ويفشل فيها ، عقله مسطل وراسه اكبر من راس العصفور وقامته اطول من النعامه بقليل بكل ما يعنيه ذلك من خفة عقل وقلة تفكير .نامل ان يكون قد بدا التحول الى دوله غير التى نعرفها في سوريه .
علي الاحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *