الزعبي، كنعان ، مغنيه وضياع المصداقيه

جاء اغتيال عماد مغنيه في قلب العاصمة السوريه دمشق على شكل مفاجاة كبيره من العيار الثقيل ليخلط الاوراق ويبعثرها وليثير اكثر من سؤال عن حقيقة هذا الحادث الذي وقع في مكان من العالم كل شيء متوفر فيه الا المصداقيه والنزاهه والحقيقه .

ومن المعروف على نطاق واسع حاليا ان حوادث قتل الشخصيات الكبيره في دمشق اصبح اشبه ما يكون باللغز او الفزوره ابتداء من قتل رئيس الوزراء الاسبق محمود الزعبي مرورا بنحر غازي كنعان في مكتبه وشقيقه على سكة احد القطارات ، وانتهاء بقتل عماد مغنيه الذي يفترض انه فضلا عن حساسية ما يحيط به من اجراءات امنيه ، انه في كنف وحماية ورعاية حلفائه الذين خلقوا حزب الله وكبروه وامدوه بكل شيء ليصير حقيقة واقعة على الارض تفرض قرارها ورايها بقوة السلاح السوري والمال الايراني . انه في الحضن الدافئ لنظام بشار الذي يرفع لواء التشيع ويحمي الشيعه ويربط مصيره بايران ، لذلك يفترض انه في اقصى درجات الحمايه والرعايه ، لذلك اذا صح انه اغتيل فان اغتياله يرسل اشارات استفهام اكثر بكثير من تلك التى رافقت نحر كنعان والزعبي .

وللتذكير فقط فان نظام بشار الاسد لا يصدق في اي شيء يقوله بخصوص المنحورين لانها في الغالب عملية تصفية حسابات ، لان النظام اصلا قام على نظرية – اقتل عدوك – او من يشكل خطرا عليك ، ولقائل ان يقول ان عماد مغنيه ليس عدو ولكنه من اقرب الحلفاء وربما اكثرهم اخلاصا ولكن اذا كان في قتله مصلحة بعيده لبشار ونظامه فانه فورا يتحول الى شهيد سقط في سبيل خدمة المحور الايراني السوري –حزب الله الذي اصبح الان معروفا للجميع . وربما كانت تلك المصلحه انه على اطلاع او تكليف بملف السيارات المفخخه ، او انه سيكون مطلوبا للمحكمه المكلفه باغتيال الحريري ، او ان طبخة ما يطبخها النظام السوري على الساحه اللبنانيه ، ستظهر قريبا على الساحه ، ولكن بالتاكيد الذي لا يقبل الشك ان ما يقوله النظام السوري في تلك الاغتيالات ابعد ما يكون عن الصدق .

ان نظام بشار الاسد يفتقد الى ادنى درجات المصداقيه لانه ببساطه يقوم باي شيء يبقيه على راس السلطه ، باي شيء مهما كان قذرا او مخالفا للقوانين والاخلاق ، ان حياة اي شخص مهما كان مهما لا تساوي شيء اذا كان قتلها يخدم ولو بشكل بعيد استمرار وديمومة وبقاء بشار الاسد على الكرسي المبني من جماجم الاف السوريون ، وفي مقال سابق قلت انه لو قال احد مسؤولي ان اللبن ابيض فعلينا الا نصدقه حتى نتاكد ، واذا قال احدهم ان الشمس تشرق من الشرق ، علينا ان ندقق في قولهم لانه لا يصدقون في اي شيء مهما كان بسيطا ، وان الكذب هو سياستهم ، والنفاق والدجل والمراوغه اسلوبهم في ادارة الحياة .

ان قتل مغنيه في قلب دمشق وهو من هو في حزب الله لا يمكن ان يصدقه احد انه من فعل اسرائيل ، لسبب بسيط هو ان نظام بشار قال ان اسرائيل وراء ذلك الاغتيال ، لذلك علينا ان نفترض فورا ان كل شيء ممكن في ذلك الا ان اسرائيل فعلا وراءه ، لان الاصل فيما يقوله النظام السوري هو الكذب وليس الصدق ، ولربما كان من اغتيل هو ليس عماد نفسه وانما غيره ، ولربما ادخلوه في غيبة مثل غيبة الامام عندهم ، او ان عماد مغنيه سيظهر يوما على انه الامام الغائب عند الشيعه ، او يصبحوا امامين او ثلاثه غائبين : موسى الصدر وعماد مغنيه والامام الاول الغائب ، اليس كل شيء معقول وممكن عند هؤلاء ؟

علي الاحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *