ليس كل العلويين أزلاماً للنظام الأسدي

في زيارات العيد ، عيد الأضحى المبارك ، قابلت زميلاً بعثياً ، يسافر إلى سوريا ، وهو أكثر دراية بواقع الحال السوري مني ، فصرت أعرض مشروعاتي عليه ومنها أني قلت له :

حافظ الأســد ليـس علويـاً :

عندما انتخب حافظ الأسد رئيساً للجمهورية نشرت المخابرات إشـاعة مفادها أن حافظ الأسـد شـركسي وليس علوياً ، والبحث في هذا الموضوع يبين أن أسرته ليست من سكان القرداحة الأصليين ، بل جـاء جـده ( سليمان ) وافداً إلى القرداحـة ، وهذه حججـي :

1 ـ قبل ثلاثين سنة تماماً ، جمعتني ظروف العمل مع زميل من القرداحـة ، دكتور جامعي ، ثقافته غزيرة جداً ، ابن الشيخ عبد الرحمن الخيّر ، وكان يسكن جواري لمدة عام دراسي ، وكنت أسهر معه عدة مرات في الأسبوع الواحد ، نتبادل أطراف الحديث في القومية العربية والماركسية والإسلام . وقد أكد لي الدكتور الخيّر أن أسـرة حافظ الأسـد ليست من القرداحـة ، وإنما جاء سليمان ( جد حافظ ) إليها ، وسكن عند مدخل القريـة ، وأطلق عليهم بيت (الحسنة ) لأن أهل القرية يتصدقون عليهم لشدة فقرهم ؛ لأنه ليست لهم أرض يعملون فيها . واشتهر أولاده ( أعمام حافظ ) بالشراسـة والفتـوة .

2 ـ كتب (باترك سيل ) كتاباً ترجمة لحافظ الأسد ، وبالتأكيد حصل ( سيل ) عل مائة ألف دولار على الأقل مكافأة له على إنجاز هذا الكتاب الذي طبع عام (1992) في شركة المطبوعات للتوزيع والنشر ، بيروت ، ووصل حجمه إلى (832) صفحة من القطع الكبير ، ومايزال أهم وأكبر مرجع عن حياة حافظ الأسـد .

يقول باترك سيل : ص (13) : ( هبط ذات يوم مصارع تركي يتحدى القادمين ويصرعهم ، ويسخر منهم ، وفجأة بـرز إليه من بين الصفوف رجل قوي البنيـة في الأربعينات وأمسك بـه من وسـطه ورفعه بقوة في الهـواء ثم طرحـه أرضاً ، فصاح القريون معجبين : ( ياله من وحش ! إنه وحش ) . كان اسم بطلهم هذا سليمان ([1]) ، ولكنه منذ ذلك الحين أصبح يعرف باسم (سليمان الوحش ) وظل لقبه العائلي (الوحش ) حتى العشرينات ([2]) . كان ذلك الرجل هو جـد حافظ الأسـد … ) .

( كان سليمان ـ بشهادة الجميع ـ رجلاً ذا قوة وبسالة خارقتين ، وقد أكسبته هاتان الصفتان في القرية مكانة جعلته وأسرته في مصاف الأسـر القوية البارزة )([3]) .

والغريب عندي وعند كل باحث أن الزعماء العرب يهتمون بالانتساب إلى رسول الله r ، كما عند الملك حسين ملك الأردن ، والملك الحسن ملك المغرب ، أما الأسرة المالكة السعودية فتنتسب إلى قبيلة عنـزة العربية المشهورة ، أما أن يدفع حافظ الأسـد أكثر من مائة ألف دولار لتكتب لـه ترجمـة ، ثم يكتفى فيها بذكر اسـم جـد حافظ الأسـد ، حتى بدون لقب !!؟؟ فإنه أمر غريب جداً ، عصي على الفهم ، كما استعصى علينا فهم بلاغ سقوط القنيطرة !!!؟

وهذا إن كان عادياً ، يـدل بل يؤكد على أن سليمان ( جد حافظ ) وفـد إلى المنطقـة ، ربما من لواء اسكندرون