فيصل القاسم … يوم لك ويوم عليك

نشرت جريدة الوطن الصادره في سوريه وهي الصحيفه الوحيده غير المملوكه للدوله ، وتعيش حتما معاناة الرقابه والتدقيق على كل ما تنشره مثلها مثل اي راي او تعبير او حتى تفكير يخطر ببال المواطن السوري ، نشرت مقالا للسيد فيصل القاسم اليوم الاحد 9/9 تحدث فيه عن موضوع منع بعض الفنانات (الساقطات ) من ممارسة نشاطاتهن في سوريه بامر من نقيب الصحفيين في سوريه ، مما اثار عاصفة من ردود الفعل وخاصة من بعض الكتاب الذين دأبوا على النيل من مقدسات الامه وقيمها بل وحتى من تاريخها المجيد ، بما ينشروه من تجريح واعتداء على رموزها الخالدين .

وفي مقال السيد فيصل القاسم الكثير مما يستحق الاحترام ، وخاصة اشاراته الى الممنوعين من السفر فقط لانهم معارضون لنظام الحكم فهو يحرمهم من ابسط حقوقهم في السفر لاي سبب كان ، لانه يخاف من انهم بمغادرتهم البلاد سوف ينضمون الى حركات المعارضه التى تنشط في الخارج ضد طغيان انظمة الحكم العربيه ، واشارته ايضا الى الاف الممنوعين من العوده الى بلادهم بعد عقود امضوها في الغربه لان اجهزة الامن تترصدهم عن اي منفذ حدودي لتقتادهم الى المعتقلات هم وعائلاتهم كما حصل للكثير من السوريين الذين اضطروا للعوده من العراق ليجدوا انفسهم في السجون ومنهم من لايعرف اي شيء عن سوريه لانه ولد خارجها ولكن جرمه ان ابوه من المعارضين لتلك الحكومة الباغيه . وهذه فقرة من المقال المذكور :

(كم تمنيت لو أن الذين تصدوا للنقيب المذكور بوابل من المقالات والهجمات الصحفية البالستية خصصوا جزءاً يسيراً من غيرتهم الصحفية للدفاع عن عشرات المناضلين العرب الممنوعين من السفر خارج بلدانهم، أو عشرات الألوف الممنوعين من مجرد زيارة أوطانهم، أو الملايين الممنوعة من ممارسة أبسط المهن والحرف قبل الحصول على عشرات الموافقات الأمنية، ومواجهة أبشع المنغصات والضغوطات والابتزازات والمثبطات والعراقيل.) انتى الاقتباس .

طبعا لم يذكر السيد القاسم في مقاله سوريه بالاسم ولو فعل لما راى المقال سبيله للنور ، او لربما اقفلت الصحفيه المسكينه كما تم مع المغدوره سالفتها الاسبوعيه الدومري ، ولكن من الواضح ان كلامه يعني بالدرجه الاولى سوريه لان معطم مفاصل المقال تتحدث عن اوضاع سوريه .

وهكذا وبسرعة اعطى السيد القاسم صورة اخرى مخالفة لما كنا تناولناه قبل ايام اثر محاضرته في الاذقيه والانتقاد الذي اتاه من اكثر من جهه عليها ، ولكنه اليوم ومن خلال الصحيفة اليتيمه المملوكه للاهالي في سوريه ياتي بموقف جيد يستحق التقدير والاحترام ، وانا عندما كتبت معاتبا قبل ايام ليس لان لي غرض شخصي معه او عداوه مسبقه ، ولكن كنت اتمنى عليه ان يكون اكثر تضامنا وشعورا بمشاعر الالاف من المضطهدين في سوريه وخارجها ، ولاننا اصبحنا في وضع لم نعد نخجل او نخاف من قول كلمة الحق مهما كان ثمنها غاليا .

نحن لا نعادي البعثيين في سوريه لان اسمهم بعثيين ، وانما بسبب ما لاقيناه منهم من قمع وتسلط وعنصريه وتمييز بين ابناء الوطن الواحد وامتلاكهم من المميزات عن غيرهم من السوريين . ولو انهم غيروا تلك الممارسات القمعيه والتسلطيه واعطوا للشعب حقوقه الكامله في المعارضه وتشكيل الاحزاب وحرية النشر ، لو فعلوا ذلك فاين هي المشكله معهم ؟ لو قبلوا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *