لا حوار … بالبسطار
إنفلتت مسبحة الحوار في سوريه … وكأن القوم كانوا في جوع شديد الى هذا النوع من الثقافه وفجأة سقطت عليهم من السماء على وقع دماء الشهداء . الحوار .. كلمة جذابه محببه الى القلوب وتدل في أول ما تدل على ثقه وإعتراف بين الطرفين المتحاورين ببعضهما البعض فهل ينطبق هذا الامر على واقع الحال في سوريه اليوم ؟؟
هل يعترف النظام بأن هناك من يستحق أن يتحاور معه في سوريه ؟؟
هل المناخ الحالي ملائم لاي نوع من الحوار في سوريه ؟؟
أولا لا يبدو من تصرفات النظام أنه يعترف بوجود أي شيء يختلف عنه في داخل سوريه ، وما تم عقده لحد الان من مؤتمرات إنما هو مبادرات أفراد تمّ السماح لهم بالتجمع في فندق في دمشق ذرا للرماد في العيون ، وللقول أمام العالم إن النظام بدأ يتغير وأنه بدأ يسمح بهكذا نوع من اللقاءات بعد أن كانت محرمه وربما كان تعويله الاساس على موقف روسيه التى تطلب بإلحاح من المعارضه القبول بالجلوس مع النظام .
أمّا المناخ العام في البلد وهل هو ملائم للحوار ام لا ؟ فمن الواضح تماما أنه لا يوجد أي شيء يشجع على الحوار ولا حتى على التجمع بحريه بل وحتى على العيش بأمان حيث يعيش العديد من المعارضين السوريين خارج بيوتهم من بداية الثورة وهم ملاحقون مهددون بحياتهم ، فكيف بالله عليكم يستطيع شخص لا يأمن حتى على العيش في بيته أن يتمكن من أن يحاور على مستقبل بلد ومصير امّه ؟
هل يتخيّل أحد الحوار والدبابة التى دفع ثمنها لتحارب العدو تجثم على باب بيته او ناصية شارعه وتصوّب مدفعها الرشاش الذي تعب من تراكم الصدأ عليه في الجبهه ، تصوبه الى شرفة بيته وهو ينام ويصحو على التهديد به ؟ هل تعلمون يا ساده ما يعني أن تنام والسلاح مصوّب الى بيتك ويد الجندي على الزناد ؟؟
هل يتخيل احد الحوار وقوات اللامن والشبيحه تعيث فسادا وافسادا في كل قرية ومدينة ؟
هل يتخيل أحد الحوار والطرق مقطوعه والبلاد تعيش حالة شلل تام بحيث لاعمل ولا وظائف ولا بنوك والعملة الوطنيه في إنهيار يومي ونزيف الاموال لا يتوقف ؟؟
كيف يكون الحوار وأعداد القتلى والجرحى لا يعرف أحد عددهم ، ويتم الاجهاز على الجرحى وتتم حماية المستشفيات لكي لا يتم قتل الجرحى داخلها؟ هل رايتم في العالم حكومة تقتل ابناءها في المستشفيات لانهم يرفضوها ؟؟؟
الا يخجل من يحاور في قلب دمشق من دم حمزه الخطيب وغيره من الاطفال التسعين الذين قتلوا بدم أكثر من بارد على أيدي مجرمي بشار ؟؟
الا يخجل عرابو الحوار ومشايخ الذل من أمثال ديك الحبش محمد حبش ، وميشيل كيلو وغيره من الجلوس تحت حراب المجرمين في أجهزة الامن ؟؟
الا يخجل هؤلاء وأولئك من تلك الفعله ولا يحسبون حساب لغضب الشعب عليهم غضبا لا يقل عن غضبه على النظام وهو يهتف في كل يوم وكل ساعه : لا حوار لا حوار .. إرحل إرحل يا بشار
عيب على كل من يوافق على إعطاء شرعية كاذبه لنظام بشار من خلال تنظيم لقاء حوار تستغله قناة الدنيا لتقول إنّ البلد بخير.
عيب على كل من يقبل الجلوس على طاوله تحت إسم الحوار ليزيد من عمر النظام يوما واحدا يقتل فيه العشرات ويعتقل العشرات ويتحمل من يزيد ذلك اليوم جزءا كبيرا من وزر تلك الدماء.
عيب وخيانة لدماء الشهداء على كل من يقبل بالنظر او مدّ اليد لليد الغادره التى تغتال الشعب السوري كل يوم .
عيب هذا والله .
علي الاحمد
أنا اتعجب من عاقل يفكر بمحاورة النظام المجرم السوري.
يا جماعة: الحوار مسرحية لامتصاص غضب الشارع