مؤتمرات المعارضه .. ومن يقفز على الحبال
يتوالى إنعقاد المؤتمرات السوريه الواحد تلو الاخر ، فمن إسطنبول الى أنطاليا ثم الى بروكسيل ، ثم دمشق وإسطنبول مجددا بحيث لا يمر أسبوع بدون مؤتمر وكأن القوم كانوا صائمين عن المؤتمرات وأفطروا دفعة واحده كما يحصل في شهر رمضان.
ولا شك ان أيّ حراك عام سوري سيكون له أثر إيجابي قريب او بعيد المدى . ولا شك أنّ الساحه تحتاج الى مثل تلك الانواع من الحراك في سبيل تشكيل حياة سياسية كامله بعد أن توقف كل شيء لمدة عقود كثيره ماتت خلالها قدرة السوريين على التواصل ، وإختفت رغبتهم في أي نوع من أنواع الحديث او التدخل في الشان السياسي .
ولكن المحظور الوحيد هنا هو هذا التلون والتقلب الذي يظهر من تصرفات بعضهم ممن يطفو اليوم على السطح وكأنه قائد عرمرم لا يشق له غبار ، ولو أمعنت في تصرفاته قبل الثوره لوجدت العجب العجاب : تخاذل وترام أمام النظام ، إنبطاح كامل وإستسلام طوعي لبشار ، إصباغ الالقاب الكبيره والعظيمه عليه مثل : فخامة الرئيس ، وسيادة الرئيس ، محاولة النفاق له من خلال ألفاظ كثيره تدعوه للصفح والعفو عن أولئك المتخالين : طي صفحة الماضي ، التعالي على الجروح ، الوحده الوطنيه ، العهد الجديد ويقصد به عهد بشار طبعا ، وكل ذلك لم يكن ليهز شعرة واحده في قلب وعقل المجرم الذي ظل يحتقرهم ولا يكلف أحدا حتى بالرد عليهم ، والاخطر من كل هذا هو محاولة بعضهم بناء علاقات غير شريفه وغير مخلصه مع أفراد من عناصر الامن السوريه في هذه السفاره أو تلك .
هؤلاء او بعضهم على الاقل اليوم ، او بعض مراجعهم يتصدرون صدر المجالس في بعض هذه المؤتمرات ، وهم ملئ السمع والبصر أمام الاعلام ، وكأن شيئا لم يكن في تصرفاتهم السابقه ، وقد إنقلبوا مائة وثمانين درجه وصاروا ثوريين مخلصين ، يحق لنا ان نتسمح بثيابهم طلبا للبركه .
هذه الحقائق والمعلومات يجب أن يعرفها الثوار الحقيقيون في سوريه ، ويجب أن يعرفوا كل واحد من زملائهم في الخارج كيف كان يعمل وكيف كانت مواقفهم بينما هم في زنزانات النظام المعتمه ، كان بعض هؤلاء يحتسون القهوة والشاي في بهو هذه السفاره او تلك مع رجال الامن الاوباش ، ويجب أن يعرفوا كم تذلل فلان وكم إستمرأ فلان الخزي في سبيل الحصول على رضى النظام ، ولكنه فشل في ذلك ، واليوم يتصدر المجالس أمام الثورة ورجالها .
يجب أن نعرف رصيد كل معارض من هؤلاء وكم هو باعه في العماله والتخاذل والذل في سنين القهر التى كنا نعيشها ، ويجب أن نعرف لو أنّ المجرم بشار قبلهم قبل خمس سنين كيف كانوا اليوم مطبلين مزمرين له ولعصاباته كما فعل البوطي وحسون وغيره .
يجب ان يعرف السوريون والثوار بشكل خاص كل هؤلاء ويضعوهم في مكانهم الصحيح ، وفي موقعهم الصحيح ، والا يقبلوا من دجال ان يكون قائدا لهم ولا من كذاب ان يكون متحدثا باسمهم .
علي الاحمد