إلاّ السجناء السوريين …لا بواكي لهم
بثت قناة الجزيره برنامج الحوار المفتوح الذي يقدمه السيد غسان بن جدو كل يوم سبت من بيروت ، وكان موضوع الحلقه هو السجناء اللبنانيين في سجن روميه وعددهم حوالي 350 شخص ، كلهم حصريا من أبناء الطائفه السنيه في لبنان .
تحدث الجميع بكل حريه وبلا خوف عن أسباب أعتقالهم وأن القاسم المشترك بينهم هو كونهم من أبناء السنّه ، وقيلت الحقيقه في قضيتهم بكل وضوح : إسلامي ذو لحيه سنّي يعني إرهابي مستباح يحق إعتقاله بلا محاكمه لسنين غير محدوده ، إسلامي ذو لحيه شيعي يعني مقاوم محمي ومصان ومخلص وشريف ولا أحد يرمي عليك ورده .
هذا هو الواقع بكل ما فيه من قسوة وظلم تجاه أهل السنه من المعتقلين ، ولكن ما يواسي ألمهم وجراحهم أنه مسموح لهم أن يزورهم أهاليهم ، وهناك جهات رسميه تتعهدهم بالدعم وتقف الى جانبهم ، مثل الوقف السني ، وهناك برنامج إعلامي شهير تجرأ على طرح قضيتهم أمام الملايين ، مما يعني أنه بالرغم من كل الظلم الاحق بهم لانهم من الطائفه المظلومه في لبنان وسوريه ، فإن حالهم يبقى أحسن بكثير من حال السجناء السوريين في سجون الطاغيه بن الطاغيه بشار الاسد .
قال أحد المشاركين بالبرنامج وهو نائب سني : منذ ثلاثين عاما ونحن نسكن السجون ، فلا أحد منّا او من قادتنا السنّه من طرابلس الا ودخل السجن عدة مرات ، وهذا الكلام طبعا ينطبق على عموم الطائفه السنيه في لبنان وسوريه حيث القمع والقتل والتهجير والاضطهاد منذ أن دخل جنود المقبور حافظ الاسد الى لبنان ومنذ أن إحتلت قواته سوريه وخلقت الحكم الطائفي المقيت القائم اليوم ، وقال آخر : إنّ أبناء السنّه في لبنان هم أول من أسس المقاومه وأول من إنخرط فيها وأكثر من ضحّى في سبيل القضيه ، فكانت نتيجة ذلك السجون والنفي والقتل كما حصل لرفيق الحريري ، وقال آخر : يعجزون عن مواجهة حزب الله فيظهرون بطولتهم علينا نحن الضعفاء ، أما عمر بكري المواطن السوري اللبناني البريطاني فلم يستطع أحد إنقاذه من السجن الا بعد أن التجأ الى زعيم المقاومه والنصر الالهي حسن نصرالله الذي إنتصر له وأخرجه من السجن في لبنان .
على الاقل يمكنهم أن يقولوا ما يشاؤون ثم يعودون الى بيوتهم بعد البرنامج ، فهل في سوريه العلويه النصيريه شيء من ذلك ؟ هل مسموح لابن جدو أو لابن ستّو أن يقدّم برنامجا حول معتقلي أهل السنّه وهم بالالاف في سجون الطاغيه المجرم بن المجرم ؟ هل يحق لامهات المعتقلين السوريين أن ينظموا إعتصام أمام السجن كما فعلت أمّهات اللبنانيين ؟ هل هناك في سوريه زعيم او كبير يمكن ان يلتجئ اليه سجين لينقذه من الظلم كما فعل عمر بكري ؟؟ هل مسموح لاي جهه في سوريه أن تساعد المعتقلين وتقدم لهم وجبات ساخنه كما تفعل إحدى الجهات في لبنان حيث تتعهد السجناء بالرعايه ؟؟؟
كل السجناء في العالم لهم من يسأل عنهم ويتبنى قضاياهم ويعتصم لاجلهم الا السجناء السوريين فلا بواكي لهم ، ولا أحد يعرف عددهم ، ولا أحد يحس بألمهم ، ولا أحد يملك حق السؤال عنهم ، تعتقل الشابات الصغيرات والشيخ الطاعنين في السن ، ويزجّ بالمثقفين وسط المجرمين وقطاع الطرق ، ويمارس المجرم العلوي المحقق أبشع أنواع التعذيب السادي عليهم ، ولا أحد يعترض ولا أحد يسأل ، ولا جزيره تحقق ولا بن جدو مسموح له أن ينبذ ببنت شفه ، وبعد هذا نسمع من يسبح ويحمد ويمجّد الطاغيه المجرم ، وتتقاطر وفود الاخوان والحركات الاسلاميه لتشارك في مؤتمرات البعث الكاذبه وهم يدوسون على رؤوس وقلوب إخوانهم السجناء السوريين ، الا بئس إخوان الكذب والزور الذين يربطون خيولهم على أبواب العلويين الاوغاد في دمشق الحزينه .
وصل البغي العلوي اليوم الى أماكن بعيدة جدا لم يكن يحلم بها يوما من الايام ، وصل الى مدارس تعليم أبناء وبنات السنّه يفرض عليهم شكل الثوب الذي يلبسوه وطريقة مقاعد الدراسه ، وعدد حبات المسبحه ، وغدا ربما يقوم كلب علوي حقير لا يساوي فلس واحد بتفتيش المدرسات قبل الدخول الى قاعات الصف ، أي ذل بعد هذا الذل وأي خنوع بعد هذا الخنوع عندما يصل تحكم الكلاب في أقدس مقدسات أهل السنّه والجماعه ، وفي نفس اليوم يأتينا خبر إستجداء آخر تقوم به جماعة الاخوان تطلب العفو والصفح وتقبل بما يسمى مبادرة التيار الديمواقراطي السوري ، وتستمر بذلك حلقة البكاء والنوح والندب على أرجل الطاغيه وذرف دموع الندم والحسره بين يديه ولكنه يرفض ويرفض ويرفض …هل بقي جبن بعد هذا ، وهل بقي خنوع بعد هذا ؟؟؟ماذا بقي بعد كل ما نراه من هؤلاء الاوغاد العلويين وأولئك المشايخ البكائين ندما وحسرة على ما فعله أيمن شوربجي وعدنان عقله وعبد الستار الزعيم ، عندما جعلوا المجرم الخائب حافظ يترنح تحت ضرباتهم ، ألم يكونوا يستشرفوا ما سيفعله إبنه الاثم في حق إخوتنا في السجون وأخواتنا المسلمات العفيفات في المدارس ؟؟؟
علي الاحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *