مجددا نتحدث عن مذكرات الشهيد ايمن شوربجي
على نحو غير متوقع ، أثار نشر موقع سوريون نت للوثيقه التاريخيه التى كتبها الاخ الشهيد أيمن شوربجي ، أثار ذلك النشر سيلا من التعليقات وردود الفعل سواء على صفحات الموقع او خارجه ، وقد كان من تلك التعليقات ما هو سخيف ورديئ يدل على مستوى كاتبه ، ومنها ما هو مفيد وجدّي يحاول الافادة من الموضوع لاخذ العبرة والعظة والدرس مما حصل في سوريه في تلك الفتره .
ومع الاحترام الكامل لوجهات النظر وللاشخاص الذين تمنّوا على موقعنا الا يستمر في نشر تلك المذكرات ، فقد رأت إدارة الموقع أن تتابع نشر تلك الحلقات التى إحتوت العديد من المعلومات والمواقف التى يجهلها الكثيرون ومنهم من هم من جيلنا حيث عاصرنا تلك الاحداث ووعينا جزءا منها كل في منطقته االتى نشأ فيها .
الان وبعد عشر حلقات من تلك المذكرات ، فقد إنتهى الاخ أيمن من عرض مقدمات
وبدايات الصراع المرير بين شريحه كبيره من الشعب السوري وبين النظام الجاثم على صدورنا منذ إنقلاب حافظ اسد عام 1970 الذي كان إمتدادا وتتويجا لما سبقه من إنقلابات كرّست وفرضت وصول الطائفه النصيريه الى الحكم عن طريق المكيده والغدر واستعمال السلاح الوطني –الجيش- في وجه الخصوم من أبناء الوطن والجبن والتخاذل أمام العدو المتربص .
الان تتضح الصورة في أذهاننا نحن الذين اكتوينا بنار تلك الاحداث ، ويمر أمام أعيننا شريط طويل ومفصل ومليئ بالاهات والدماء والشلاء ، إبتداء من وصول حافظ أسد الى سدة الحكم ممثلا للطائفه العلويه التى كانت قد فرضت نفسها على الجيش السوري خلال من التآمر على الضباط السنّه الاحرار المخلصين وإستطاعت بشتى السبل ان تطردهم من المواقع الحساسه ليتسنّى لها السيطرة الكامله على مفاصل الوطن والاقتصاد من خلال القوة والقهر وليس من خلال الانتخابات والشرعية الدستوريه والوطنيه .
تمرّ سنين بعد ذلك في أوائل السبعينات وبعد حرب تشرين عندما يتعرف الضابط السوري السنّي على مدى جبن وخوف الضابط العلوي أثناء تلك الحرب ، ويتعرّف على الموقع المتقدم والمتميز الذي إحتله بن الجبل –العلوي- الامّي المتخلف الفاقد للدين والعروبه والغيره على وطنه ، والذي صار يمتلك الحظوة والميزات على رفاقه من أبناء السنّه ، وتتكرس ممارسات القمع والوحشيه ضد مؤسسات البلد الوطنيه كالنقابات والجمعيات وتتغوّل أجهزة الامن وتكبر بسرعة خياليه لتؤمّن الحماية للقادة القرداحيين الجدد الذين شعروا أنهم أخذوا غيلة وغدرا شيئا ليس من حقهم ، ويتعرّف أصحاب وحملة الدين من المشايخ على خطورة أن يصل مثل هؤلاء الى مقاليد الامور وما يمكن أن يجرّوه على البلد من كوارث ومصائب لانهم ببساطه أناس لا دين لهم ولا خلق ولا ضمير ، يعيشون النفي في جبال مقفرة بسبب عدائهم وإنسلاخهم عن عقيدة أهل البلد والاغلبية الساحقة من سكانه من اهل السنّه .
الشعب السوري واع وفهيم ويعرف ما معنى أن يصل علوي لا يصلي ولا يصوم ولا يحج ولا يعرف نواقض الوضوء ولا أحكام الغسل والطهاره ،ولا يعرف عدد ركعات السنّة او الفرض في اليوم الواحد ، أن يصل مثل هذا الضابط الى مرتبة رئيس يأمر وينهى ويحكم الوطن من خلال عقيدة فاسدة منحرفه ، فهذا أمر ليس فقط خطير وفظيع وإنما كارثة كبرى تحل فوق رؤوس العباد .
تحرّكت هذه الفئة من الشباب المخلصين في محاولة منها لوقف هذا الطغيان والمدّ الطائفي الذي باغت البلاد على حين غفلة من أهلها ، وربما كان عقوبة ربانية ليجازيهم ربنا على غفلتهم وإغماض أعينهم على تسلل الطائفيين الى الجيش ، فتصدّت تلك الفئة القليلة من الشباب المؤمن لقوة الامن والمخابرات التابعة لابشع نظام حكم عرفته سوريه والمنطقه منذ عقود ، وناجزته وآلمته وجعلته يعرف من هو الشعب السوري وكم هو مستواه في الفهم ورفض الظالمين والمنحرفين والفاسقين ان يصلوا الى مرتبة حكم هذه البلاد الطاهره التى فتحها أجدادنا العظام صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم اللذين يرقدون في ربوعها شهودا على ما حققوه من رفعة ومجد لها .
شرب المجرم حافظ الاسد من الكأس المترعة المرّه التى يستحقها ، ووصلت الشظايا الى قدمه وساقه من شاب نشم من حراسه ، ولكن إرادة الله شاءت الا يقتل في ذلك اليوم ، فجاء الرد في اليوم الثاني من شقيقه المجرم الاثم على شكل مجزرة سجن تدمر الصحراوي ، وهكذا كانت حربا سجالا لعدة سنوات ، إستعمل فيها النظام أخس أسلحته وأقذرها على الاطلاق : السجن والقتل والاعدامات لالوف الشرفاء وقصف المدن وتمشيطها وأخذ الاطفال رهائن عن آبائهم وسجن النساء الحرائر ، ولم يصل أبدا الى ما وصل اليه حافظ أسد من الاجرام أي جبار قبله ولا بعده من عصر هولاكو والتتار الى عصر شارون وصبرا وشاتيلا وقانا اللواتي لا يمثلن الا نقطة من بحر حافظ أسد الدموي .
مات الدكتاتور ولم يسقط وخلّف الحكم وراثة لابنه الطويل بعد ان اخذ الله أمانه الابن الاكبر قتلا في أحد شوارع دمشق الاسيره ، وكان يعدّه على عينه ليرثه في الحكم ، ولكن وفاته عجلت بقدوم هذا الاهوج ليستمر حكم تلك العائلة الباغية الى أمد يعلمه الله تعالى .
لم نرفع الراية ولم نسلّم الوطن لقمة سائغة للمجرمين ، أسقيناهم من كأس الموت التى سقوا منها مئات الالوف من البشر في سوريه ومحيطها ، ولم تشأ إرادة الله بعد ان يسقط هذا السرطان الخبيث المعشعش في أحشاء سوريه الحبيبه ، وما زال يهلك الحرث والنسل ويفرّخ كل يوم الاف المفسدين في الارض ، ولكن نهاية الظلم معروفه وعاقبته وخيمه ، هل سي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *