ماذا لو كان عمال المنجم التشيلي سوريون ؟؟؟
في رأيي ان هذا السؤال فيه خطا تركيبي وبنيوي من الاصل لان سوريه في ظل النظام البعثي الحالي لا يمكن أن تكون بلد مناجم فحم ولا فضه ولا ألماس ، ربما تكون مناجم مخبرين وفاسدين ومفسدين ولصوص ، أمّا أن يفكر النظام بطريقة إنشاء بنية تحتية تدوم للأجيال القادمه فربما كان هذا آخر شيئ يفكر فيه بشار وأعوانه لان نظرتهم للبلد لا تعدو أن تكون نظرة عصابة سطت على فريسه لمدة من الوقت محدوده فهمها الاول والاخير هو أن تنهب من تلك الفريسة ما تستطيع نهبه .
ولكن لو تجاوزنا ذلك وتخيلنا أنّ منجما للفحم في الرقه او الحسكه يعمل فيه عمال بسطاء من الريف السنّي السوري وليس بينهم من أبناء طائفة النظام المدللين ، لو تخيلنا ذلك وقد حصل لهم ذلك الحادث المرعب الذي المّ بالعمال في تشيلي فكيف سيكون تعامل نظام البعث المهترئ معهم ؟؟؟
هل كنا سنجد تلك الاستجابه السريعه والدؤوبه والمتواصله للدوله التشيليه والتى تكللت بإنقاذهم بعد حوالي سبعين يوما من العمل المضني ليلا ونهارا حتى أمكن لهم حفر ذلك النفق والوصول اليهم ؟ أشكّ في تماما أن يحصل مثل هذا من نظام مهمل فاسد مثل نظام بشار الاسد . لو حصل ذلك في سوريه فإن أقصى ما يمكن للنظام فعله هو أن يطلب من الشيخ المفتي أحمد حسون أن يتفضل بالقدوم الى مكان الحادث ويصلي عليهم صلاة الغائب ويدعو لهم بالمغفره ويسجل الحادث قضاء وقدر والاعمار بيد الله ، وعند البعثيين أعداد كبيره وهائله من القوى البشريه القادره على ملئ الفراغ .
والا فهل لدولة فاسدة من أعلى رأسها الى أخمص قدمها أن تفكر في إنشاء بنية تحتية أو مناجم وأن تهتم بحياة الناس والبسطاء منهم ومن هم ليسوا من الحاشية المقربين ؟
هل لدولة قمعية بوليسيه لا نظام محاسبه فيها ولا رقابة فعليه على ممارسة سلطتها التنفيذيه ، هل لمثل تلك الدوله أن تهتم بحياة الناس وأن تستقيل حكومتها عندما تقصر في إنقاذ حياة فرد أو مجموعه تعرضت للخطر ؟ ألم يجعل الرئيس التشيلي من تلك الحادثه مجالا ومضمارا للمنافسه وتسجيل النقاط ليثبت للناس انه أهل للثقه وأهل للامانه ؟
متى تصبح سوريه من ذلك النوع من الدول التى تكون قيمة الانسان هي العليا وليست قيمة الطائفه المنحرفه أو العائله المالكه أو المجموعه التى سرقت البلاد والعباد من خلال إنقلاب عسكري موشح بالدماء والاشلاء ؟ متى نصبح مثل بقية أمم الارض لنا كرامه ولنا وطن نعتز به ولنا حقوق نستميت في الدفاع عنها ؟ متى تصبح سوريه في عداد دول مثل زمبابوي ونيكاراغوا والفلبيين وتشليلي والسنغال ونيجيريا ؟ طبعا لا نريد أن نكابر ونقول مثل دول أخرى أكثر حضارة وتقدما وإحتراما لمواطنيها .
علي الاحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *