التآمر على دم الحريري
زوبعة كبيره وتهويل وتضخيم كبير وقصف متنوع من كل الجهات يسبق قرار المحكمة الدوليه المختصه بالتحقيق بمقتل المرحوم رفيق الحريري ، كل هذا بدا واضحا بالامس بعد اللقاء الذي جمع الملك السعودي مع رئيس النظام في دمشق وأمير قطر بهدف ما قيل انه تطويق –للفتنه- او إحتواء توتر قادم يتوقع الجميع حدوثه مع إعلان المحكمه عن إسم الشخص او الجهه التى يتوقع أنها كانت وراء الجريمة المروعه .
وهناك الكثير من التوقعات أن يكون المتهم الرئيسي أو الجهه المخططه والمنفذه هي حزب الله الشيعي بدعم وغطاء وتشجيع من رئيس النظام السوري بشار الذي كان غير راض أبدا على مساعي المرحوم الحريري التى بذلها من أجل تخليص لبنان من الوصاية السوريه وتحويله الى البلد الحر المستقل كما هو اليوم ، ولكن ثمن ذلك التحرير من الحذاء السوري العسكري كان دم الحريري ورفاقه ومن تبعهم من عشرات القاده والناشطين من مختلف الفئات اللبنانيه .
الجميع الان في جهد حثيث لإسترضاء القتله وتخفيف التوتر الذي يحيط تصرفاتهم ، لأن الجميع يعرف قدرتهم على قتل المزيد وترويع المزيد وزج المنطقه في صراع جديد ، لأن الجميع يعرف الطبيعة الاجرامية المافاويه التى تحكم تصرفاتهم بدءا برأس الأفعى بشار ونظامه العفن مرورا بحزب الله ومن يلف لفه من البسطاء والضعفاء والخائفين والمنتفعين والوصوليين الذين يطبلون له ويزمرون خوفا من بطشهم وطمعا في المال الايراني الذي يلعبون به .
هل وصل الأمر الى هذا الحد أن يتدخل قادة كبار مثل الملك السعودي لتخفيف حدة القلق الذي يساور أركان حزب الله ؟ أم أنّ الامر بداية صفقه للفلفة الامر وإخفاء القاتل والمنفذ الحقيقي والصاق التهمه بجهة هلامية مما يضيع الحق وتختفي الحقيقه خوفا من حزب الله وسلاحه وخوفا من حصار نظام بشار المافاوي لهذا البلد الصغير وخوفا من سطوة الهلال الشيعي الذي صار أمرا واقعا مفروضا بالقوه على المنطقه بأسرها ويقرّ به الكبير والصغير ؟
تساؤلات كثيره تنطلق بعد هذه التظاهره التى كان عنوانها تخفيف التوتر ، من أهمها هل مطلوب من الجميع أن يخفف توتر وقلق المتهم بتلك الجريمة الفظيعه ؟ أم المطلوب كشفه وتعريته وإعلان إسمه ولقبه وشكله ومكان إقامته ليعرفه الجميع وليوقفونه عن إرتكاب جريمة أخرى ، أم أن منطق البطش والبلطجه هو السائد اليوم ؟ ومن أجل تهدئة روع المجرم علينا أن نبذل كل تلك الجهود ؟ والتساؤل الاخر إلى متى يتم التغاضي عن دور حزب الله الذي يمثل الشوكة التى يستعملها النظام السوري وإيران في لبنان والمنطقه ؟ ولماذا مسموح له ما هو ممنوع على غيره ؟
إنها أولا مسؤولية اللبنانيين الاّ يقبلوا بأقل من كشف المجرم الحقيقي الذي وقف وراء كل تلك الاغتيالات ، ومسؤولية إبن الفقيد الحريري رئيس الحكومه الحاليه تكون أكبر وأشد لأنه أولا أكثر من تأثر بالجريمه ، ولأنه ثانيا الرئيس المنتخب شرعيا ، لذلك فإن أي تساهل أو تواطئ أو تغطية للقاتل الحقيقي ستكون بمثابة قتل آخر وإغتيال آخر للفقيد ورفاقه وكل من تبعهم من عشرات الضحايا اللبنانيين .
علي الاحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *