الاقزام يحاكمون جبلا شامخا … في دمشق
يحدث هذا في دمشق ، الامويه الحزينه المكبله بأغلال النصيريين الحاقدين عليها وعلى تراثها وحضارتها ومسجدها الاموي الشامخ رغم الجراح والسنون العجاف منذ أن عرفت بومة البعث طريقها الى تخريب تلك العاصمة العريقه ، القديمة صاحبة المجد التليد .
اليوم الاحد ، يقف في إحدى قاعات المحاكم الكاذبه التى لا تحوي أي شيء يدل على المحاكم ، يقف طود شامخ أشمّ ثمانيني صلب عال قوي مهاب الجانب ، مسلّح بالحق ، يفهم القانون كما لا يفهمه أحد غيره ، ويعرف الحق كما لا يعرفه أحد غيره ، ويملك من الجرأة قدرا لا يملكه أحد غيره . يقف أمام جلاوذه منبوذين ، صعاليك آثمين ، أباؤهم مجرمين وقتله من النصيرييين ، يقف أمامهم كما وقف قبله عمر المختار أمام المحتلين الطليان ، صامدا قويا برغم شيخوخته وشيبه وضعف نظره ، يقف أمامهم مخرزا يفقأ عيونهم وشوكة تحشرج في حلوقهم ، يقف مصفدا بأغلالهم البشعه الظالمه ، يقف ليبصق في وجوههم الكالحه .
يقف مثالا للصدع بالحق في وجه الباطل المتغطرس ، مثالا للشعب الحي الذي ينجب كل يوم أجيالا من المقاومين للظلم البعثي العلوي ، يقف ليقول لهم وللعالم : نحن لم نمت بعد ، ما زال فينا عرق ينبض بالحياة ونحن بهذا العرق نقاوم ، نقاوم بالكلمه ، والصوره ، والاعتصام أمام سفارات الانذال في كل مكان ، نقاوم بأظافرنا ، وبعيوننا التى تكسر مخرزهم الصدئ ، نقاوم بشيخنا الثمانيني البطل وبأولاده وأحفاده والاجيال القادمه جيلا بعد جيل حتى تقوم الساعه .
كم هو كبير الفارق بين ذلك الشيخ البطل وغيره من شيوخ المعارضه القابعين في دول الخليج ؟ كم هو الفرق بينه وبين الشيخ الذي سافر الى سوريه قبل عقدين ليصافح طاغية الشام حافظ الاسد ويطلب الصفح منه ولكن الطاغية أبى الا أن يرده خائبا ، كم هو الفرق بينه وبين المشايخ الذي سافروا الى المانيا ليفاوضوا قردا مثل علي دوبا ، او على اصلان ، ولكنهم عادوا جميعا خائبين؟ كم هو الفرق بين من يقاومهم وهو تحت ظل سطوتهم ، وبين من يطلب ودّهم ، يتذلّل بين أيديهم ، يخاطبهم بعبارت : العهد الجديد والتعالي على الجراح وطي صفحة الماضي ؟ كم هو الفرق بين العزة والذله ؟ بين الكرامة والمهانه ؟ بين المالح وغيره من شيوخ المعارضه الخليجيين ؟
لقد أحيى هذا الشيخ الثمانيني روح التمرد في الجيل الحاضر بعد أن قادنا غيره الى كل أنواع الذل ، لقد أعاد لنا الامل بأن الامة فيها خير كثير ، لقد أثبت أن سوريه بخير وما زالت تنجب الاشاوس الابطال .
لو قدر لنا أن نرى تلك المحكمه – المهزله – لرأينا ذلك الاسد الهصور المكبل يخيف جلاديه لما يملكه من قوة الحق ، وقوة الفهم الصحيح لمواد الدستور ، وقوة الشجاعه التى حباها الله له .
إنها محكمة العصر ، يحاكم فيها الانذال الجبناء رمزا من رموز الحرية والكرامه وحقوق الانسان في سوريه .
انها لحظة تاريخيه لها ما بعدها ، وسيكون ما يقوله المالح نبراسا لغيره من المقاومين الذين يزيدون كل يوم في دمشق الحزينه ، دمشق المحاصره بالاغلال ، دمشق صلاح الدين وقطز وبلال وخالد …. وهيثم المالح . علي الاحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *