أين هو البرادعي السوري

ردة الفعل الشعبيه الواسعه أمس في مطار القاهر التى رافقت عودة السيد محمد البرادعي الرئيس السابق لهيئة الطاقه الذريه العالميه ، تلك العوده التى إستقبلها عدد كبير من المصريين وخاصة المعارضين للنظام الحالي ، إستقبلوها بالفرحة والتاييد لما يرون فيه من أمل لهم في الإنتخابات القادمه ليخلصهم من كابوس مبارك الجاثم على رقابهم منذ عقود .

السؤال هنا ألا من برادعي سوري يعود الى أرض وطنه ويستقبله الناس بالفرح والود حتى لو كان في نيته أن ينافس الرئيس السوري الفذ الذي لم يجد التاريخ بمثيل له ؟ ولماذا لا يوجد في سوريه تلك الروح التى تسمح لمن يخالف النظام او يشكل تهديد ولو بسيط لسطوته ، لماذا لا توجد تلك الروح المتسامحه التى تسمح لابن البلد بالعوده الى وطنه مهما طال به الزمن ، وإنما يتحتم على السوري أن يعيش الحرمان من أبسط حقوقه حتى في العيش بين أهله .

والجواب حسب علمي هو أن البرادعي في مصر والنظام ليسا من طائفتين مختلفتين كما هو الحال في سوريه ، النظام المصري مهما قيل عن سوئه أو فساده فإنه لا يحمل ضغائن مسبقة عنصريه أو ذات طابع طائفي ضد من يخالفه أو يهدد سطوته . البرادعي ومبارك من نفس الشريحه الدينيه او الإجتماعيه بخلاف بشار الأسد الذي يختلف في تكوينه الطائفي عن معظم أبناء سوريه فهو ينظر إليهم بمنظار العدو وليس بمنظار بن البلد العائد الى وطنه ، لذلك فهو مستعد لفعل أي شيء لمنع أي شخص يهدد كيانه وسطوته وتحكمه في شؤوون الشعب السوري .

عقدة الطائفيه في سوريه تفسد كل شيء ، ومقياس السوء والحسن في سوريه هو مدى قرب الشخص أو بعده من توجهات الطائفه الحاكمه ومدى رضى سادتها عنه ، لذلك فان أي شخص سوري لا ترضى به الطائفه الحاكمه وقادتها لن يسمح له بأي نوع من أنواع التهديد لسلطة النظام وسيتم منعه وحجبه من جميع حقوقه حتى حقه في العيش بكرامه بين أهله .

سوريه تختلف عن محيطها العربي إختلافا كليا فهي الدوله الوحيده تقريبا التى يتحكم فيها أبناء الأقليه العلويه بمقاليد الأمور ، وهي الدوله الوحيده تقريبا التى يعاني فيها أبناء الطائفه السنيه من القهر والظلم والعدوان بينما جميع الدول الأخرى يتمتع بها أبناء السنه بحقوقهم كاملة من غير نقصان .

سوريه الدوله الوحيده التى توالي إيران وحزب الله بينما باقي الدول تتعامل بحذر وريبه من أطماع إيران وتحركاتها الإقليميه وخاصة في العراق ولبنان ، لذلك فسوريه بنظامها الحالي يمثل رأس حربه للتمدد الشيعي في المنطقه . وهي رأس الحربه في قمع أهل السنه والجماعه وكبت تطلعاتهم نحو التحرر من نير القمع والظلم الذي يعنانونه من النظام السوري الحالي .

عودة البرادعي تثبت أن الجميع في دول المنطقه لهم خطوط حمر لا يتخطونها في مجال حرمان شريحة من الشعب من أبسط حقوقها في العيش في الوطن ، وعودته تثبت كيف أن النظام السوري يمثل الاستثناء الوحيد في تمييزه بين مواطنيه ويمثل حالة متقدمة في البغي والظلم ضد ابناء شعبه .

علي الاحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *