نساء سوريه يتحدين الطغاة
كما هو حال الرجال السوريين على مدى عدة أجيال من عمر المحنة السوريه الحاليه مع نظام ال الاسد ، فان النساء السوريات اصبحن اكثر قدرة وجرأة على تحدي الظلم والطغيان البعثي ،فقد ظهر مؤخرا عدد من النسوه السوريات اللواتي وقفن بتحد واضح وبارز في وجه الالة القمعية البوليسية لنظام بشار الاسد الطائفي المتخفي تحت عباءه وسخه إسمها حزب البعث .
أسماؤهن صارت معروفه للجميع ، كانت أول من تحدى سلطات القمع السيده السوريه بشكل علني ركانه حمور التى وقفت في وجه طغيان القضاة وكشفت زيفهم وزورهم على أثر موقعة قضائيه بينها وبين إخوتها على ميراث والدهم ، تكشّف لها من خلالها كم هو سيئ وبشع أن يتحول القاضي الى سمسار يقضي لمن يدفع له أكثر ، ولم يعد له أي هيبة أو مكانة بين الناس . ثم تلتها السيده فداء الحوراني من خلال قيادتها لإعلان دمشق للتغيير الديموقراطي وما نتج عنه من إعتقال جماعي لجميع المشاركين بذلك الإعلان الشهير ، وقد نكّل بها الطغاة أيما تنكيل وأجبروا زوجها الفلسطيني على مغادرة سوريه وتفككت عائلتها بين الاب المنفي والام القابعة وراء القضبان في شموخ الرجال الذين سبقوها ورووا ردهات السجون والزنازين السوريه بدمائهم الطاهره في تدمر والمزه وصيدنايا وعدرا وكل مراكز العار التى أنشاها البعثيون الجبناء للحفاظ على كرسي الحكم الممزوج بالدماء الطاهره .
واليوم تلتحق بركب حرائر سوريه من النساء الفضليات ، تلتحق بهم شابة صغيره لم تبلغ العشرين من عمرها لتنضم الى قافلة الابطال الذين يقارعون البغي بالكلمه وبال سي دي والبروكسي ومن خلال عشرات البرامج التى تقاوم حجب المواقع المفروض من قبل عصابة بشار الاسد على الانترنت في سوريه بعد أن نجحت تلك العصابه في إقفال محطتين سوريتين معارضتين هما بردى وزنوبيا ، انها الشابه طل الملوحي .
وأخير وليس آخرا تلتحق بركب النساء المقاومات السوريات السيده سهير الاتاسي ، التى أنشأت موقعا خاصا للحوار والتفاعل مع السوريين داخل سوريه وخارجها على الانترنت ، اسمته منتدى الاتاسي تيمنا باسم والدها المرحوم جمال الاتاسي ، وردا غير مباشر على السلطة الباغيه التى أغلقت منتدى الاتاسي الحي في سوريه قبل سنوات بعد إستلام الاسد الزرافه للحكم بعد أبيه الهالك ، مما سبب إستدعاءها بشكل متكرر الى أحد مراكز العار المخابراتيه المنتشره أكثر من المستشفيات وأكثر من الجامعات وأكثر من المصانع ، لأنها بالنسبة لهم أهم من المدارس والمستشفيات لانها تحفظ لهم حكمهم الدموي على الارض السوريه .
النساء شقائق الرجال كما يقول المثل العربي ، ولئن وقف الرجال في كل المدن السوريه أمام الطغاة تلك الوقفات المشهوده وإبتسموا لحبال المشانق وقهروها بالتكبير والتهليل عندما كانت تنصب لهم كل أسبوع في سجن تدمر لتقطف العشرات من خيرة الشباب السوري ، فإن النساء السوريات لسن بأقل فداء وتضحية وإستعدادا للوقوف في وجه الجلاد المستبد ذو الخلقة الزرافيه الذي فرض نفسه علينا وريثا لحكم أبيه الهالك .
لن نستسلم للطغاة أبدا ،رجالا ونساءا وأطفالا وشيوخ ، وسيظل الجيل يتبع الجيل في البذل والعطاء والتضحية حتى تتحرر سوريه من ذلك الكابوس الجاثم على أرضها ، يهين الانسان وينتهك العرض ويسلب الخيرات ، لن نتراجع عن مواقفنا رجالا ونساءا وسنظل الشوكة التى تنغص عليهم حياتهم ، وسنظل بإبائنا وشموخنا ورفضنا لتلك العصابة الاثمه التى أخذتنا على حين غرة وغفلة منا لاننا لم نكن نتخيل كل ذلك الحقد الدفين ما زال يعتمل في قلوبهم تجاه أبناء وطنهم وجيرانهم ، كنا غافلين عنهم نظن فيهم بقية من خير وحفظ لحق الجوار وحق العيش المشترك ولكن هيهات ، فما بدر منهم خلال العقود الماضيه ذكرنا بكل أسلافهم الذين مروا على أمتنا ولكنهم ذهبوا الى أسوأ نقطة في تاريخ الشعوب ، الى نقطة خيانة الارض والعرض والانسان
سلمتم يا نساء سوريه الحرائر وأنتن تواجهن ذلك الطاغوت البشري الذي لا يرحم ، وأنتن توجهون جلاوذة آصف شوكت والبختيار وعلى مملوك وماهر الاسد وكل زبانية السلطة المجرمين المتشبعين من دماء الابرياء الاحرار في سوريه ، سلمتم وبوركتم على تلك الوقفة الشجاعة التى سيتبعكم بها الاف وملايين النساء في سوريه الصابره المرابطه ، وكان الله في عونكم وتاييدكم حتى ينبلج ذلك الصبح المنتظر .
علي الاحمد
اترك ردًا