ردا على تفجيرات بغداد وما سببته من ازمه
يجدر بحكومة المالكي ان تدرس فعليا النظر بالسماح للمعارضه السوريه بالعوده مجددا للنشاط من بغداد وذلك بالافراج الفوري عن المعارضين السوريين الموقوفين في السجون العراقيه بتهمة الارهاب او دخول البلاد بشكل غير قانوني وهم بالعشرات ، واعطائهم حرية الحركه والتعاون مع كافة المنظمات المدنيه في الجانب المحاذي للحدود السوريه بشكل خاص لانها من نفس الخلفيه الفكريه والثقافيه لمعظم المعارضين السورين ، وكذلك افساح مجال اكبر للاكراد السوريين للعمل بشكل علني ومنظم من مناطق الحدود العراقيه السوريه للعمل على اشغال مخابرات النظام وارباكها على الحدود الشرقيه ، من اجل تخفيف الضغوط على النشطاء السياسيين في الداخل السوري الذين يلاحقون ويحاكمون في كل يوم تحت تهم باطلة وكاذبه ، مثل اضعاف الشعور القومي او توهين الامة المنكوبه بالبعثيين منذ اربعين عاما .
وكما ذكرت في اكثر من مناسبه فان نظاما مثل نظام بشار الاسد لا يعترف باي قيمة عليا اخلاقيه او دينيه او وطنيه ، نظام يقوم على البطش والظلم وتحكم طائفة قليله من ابنائه بخيراته ، مثل هذا النظام لا يجوز ان تتعامل معه بمنظور غير منظور القوه والتلاحم وحشد كل الجهود الممكنه في وجه طغيانه وجبروته العسكري .
هذا لا يعني ابدا اننا نوافق على ما قامت به الحكومه العراقيه الحاليه من سياسات وما تزعمه كبراؤها من تعاون مع المحتلين ، ولكن الظرف الحالي يقتضي من تلك الحكومه في اقل تقدير ان تنظربعين العطف الى اولئك المعارضين السوريين القابعين في السجون منذ عدة سنوات بعيدا عن اهليهم وعائلاتهم ، والذين ظلموا على يد النظام المجرم في سوريه ، ثم نالوا الظلم الاكبر لكونهم كانوا يعيشون في العراق اثناء الغزو الامريكي ، ومن اضطرمنهم على العوده الى سوريه ما زال الى الان في سجون البعثيين .
انها فرصة سانحة للحكومة العراقيه ان تبدل سياساتها مع ذلك النظام المعادي لمصالح الشعب السوري ، والا تنسى انها كانت فيما مضى تلجأ الى دمشق مما كانت تعتبره ظلم النظام السابق فعليها ان تنظر بنفس المنظار الى المعارضين السوريين الموجودين على اراضيها وفي سجونها الرهيبه ، واذا كان الحاجز الطائفي يمنعها من ذلك لكونها حكومة تمثل الشيعه في العراق ، فهناك الكثير من الاطراف العراقيه التى يمكن الاعتماد عليها لتشكيل حلقة وصل بين السوريين المعارضين والحكومة العراقيه .
ان نظام بشار الاسد لا يعترف باي قيمة للانسان ولا يهمه قتل مائة او الف او عشرات الاف من الارواح اذا كان ذلك يساعد في تحقيق اي مصلحة له ، لذلك فانه لا يستغرب ابدا ضلوعه في اي شكل من اشكال التامر او القتل او سفك الدماء اذا كان من ورائها منفعة في اطالة امد بقائه على صدور السوريين ، من خلال ابقاء الوضع الحالي في العراق كما هو دون اي امل في استقرار ينشده العراقيون بعد كل تلك الدماء والالام التى وقعت فيهم .ِ
علي الاحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *