احلى ما في باب الحاره انه بدون علويين

المسلسل السوري باب الحاره اجتذب ملايين المشاهدين على مدى الاعوام الماضيه في شهر رمضان وهو يصور جانبا من الحياة الشاميه في بدايات القرن الماضي وقصة النضال ضد المحتلين الفرنسيين ومدى تكاتف وتعاضد اهل الشام كنموذج لحال السوريين جميعا في تلك الايام العصيبه .

ربما يكون احلى ما ذلك المسلسل خلوه – حسب علمي- من اي عنصر من الطائفه الحاكمه والمتحكمه في رقاب السوريين منذ زمن طويل –الطائفه العلويه- طائفة بشار الاسد ، وهو ما يعطيه نكهة الاصاله والاخلاص والوطنيه لانه كما تاكد لنا من خلال عدد كبير من الوثائق التاريخيه انه كانت هناك علاقه قويه ووثيقه بين الطائفه العلويه وبين الفرنسيين الذين طلبوا في عدة مذكرات رسميه الا يغادر المستعمرين سوريه لانه كما قالوا سيبقوا تحت حكم اهل السنه والجماعه الاكثريه في سوريه وانهم قالوا في تلك المذكرات انهم كانوا ينتظرون من قرون ان تتاح لهم الفرصه كما اتيحت تحت حكم المستعمر فيما كان يسمى دولة اللاذقيه في الساحل السوري .

خلو المسلسل من ابناء تلك الطائفه يعطيه ميزه خاصه لانهم في سوريه مزروعون في كل مكان : في الجيش والامن والاقتصاد والتعليم ولهم الافضليه في التوظيف وليس عليهم رقابة مشدده كما هي على الاخرين في امور الفساد والرشوه ، وهم مثل الاخطبوط او السرطان الذي ينهش في الجسد السوري فتكا ونهبا وفسادا ببساطه لانهم يعتبرونه ليس وطنهم ولانهم يعتبرون اهله اعداءهم وهذه فرصتهم للسرقه والنهب قبل ان تتغير الامور لغير صالحهم يوما ما .

انني هنا لاشكر القائمين على ذلك المسلسل اذا كانوا قد قاموا بتلك اللفته عن سابق قصد ، اما ان كانت عفويه وغير مقصوده فخير هي بلا شك .

لقد اساء المتنفذون في تلك الطائفه –وهم قله- الى الباقين الذين لا شك ان فيهم طيبون ومخلصون كما في كل الامم والشعوب سيؤون ، ولكن حجم الاهانة والقبح الذي جاء من اقلية منهم تتمثل في عائلة الاسد ومخلوف ومن لف لفهم ، حجم تلك الاساءه انتقل لياخذ شكل التعميم فبمجرد ان تعرف ان شخصا ما من تلك الطائفه فانه عليك ان تتوقع منه كل امر سيئ : ان يكون عنصرا امنيا ، او مخبرا لهم ، او من عائلة ضابط متنفذ يمكن ان يؤذيك ، ونادرا جدا ان تتوقع ان ياتي منه خير لك اذا لم تكن منهم .

انه بلاء عظيم ذلك الذي وقع على سوريه كلها من تسلط قسم قليل من تلك الطائفه على خيرات سوريه ، ولو عرفنا فقط ما يملكه احد اقارب الرئيس وهو رامي مخلوف من شركات ضخمه واستثمارات في الخليج وقطر ، ويبد انه لا يستثمر في اوربه مثل رفعت الاسد الذي يملك عقارات وشركات ايضا في اوربه مع ان من يعرفه يقول انه كان يستدين كفاية راتبه كل شهر قبل ان يصل اخوه المقبور حافظ الى السلطه .

في باب الحاره على الاقل لا نراهم يقرقرون ويبربرون بلهجتهم البغيضه التى صارت تمثل في سوريه شعارا للقهر والظلم والبطش واللصوصيه ، فبمجرد ان يتكلم احد ما بتلك اللهجه تعرف ان من وراءه الشؤم ، ربما كان السبب انه في الوقت الذي يصوره المسلسل كانوا ما يزالون مقبورين في جحورهم الجبليه مع ابقارهم متسربلين في ذلهم لانه ارتضوا ان يتبعوا عقيدة فاسدة يقول اهل العلم ان معتنقيها الى جهنم وبئس المصير .

علي الاحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *