لقاء بشار وعون : في السياسه لا اخلاق ولا مبادئ ولا ضمير
ان اقل ما يمكن ان يقال في لقاء بشار الاسد مع ميشيل عون قبل ايام انه لقاء يدل على ان السياسيين اليوم من امثال عون ، انما يعملون بدون اي وازع من خلق او مبدأ او ضمير يحكمهم وانما يتصرفون بدوافع من حقد ومرض وعداوات مع خصومهم مما يدفعهم الى حضن الخصم متناسين او متجاهلين ما فعله هذا الخصم بهم يوما من الايام .
ان هذا اللقاء انماهو دليل واضح على ان اليساسي –عون مثالا- عندما يتخلى عن منظومة القيم التى تحكم تصرفاته فانه يتحول الى شخص منفات من اي لاجم او رادع ينسق افعاله، وينطبق عليه مثل الحصان او الفرس التى لا لجام لها ولا مربط تلجأ اليه او ترتبط به فهي معرضة للخطف او الالتقاط من اي كان .
والا فما هو تفسير ذلك اللقاء الحميمي بين الد خصوم الامس ؟ هل تغير بشار ونظامه قيد شعره من عشرين عاما الى اليوم حتى يتقلب عون تلك الانتلابه الفولوكلوريه البهلوانيه ويستقبل في دمشق استقبال الفاتحين؟ ام هل تغير عون الاورانجي الديموقراطي جدا المرهف الاحساس باي تصرف دكتاتوري ، واصبح دكتاتور يكشر عن انيابه ويفترس كل من يفق في طريقه كما يفعل بشار ؟ من منهما الذي تغير وسلخ جلده حتى يتمكن من الالتقاء بمن هو نقيضه في كل شيء ؟
الحق ان اي منهما لالم يتغير ، فعون ما زال هو عون الذي يعيش في لبنان حيث حرية الصحافه والاعلام المفتوح والانتخابات التنافسيه ، وبشار هو هو الدكتاتور القمعي السفاح ابن ابيه ، ولكن الذي تغير هو نفسية عون التى انسلخت من واقعها ومحيطها لتندمج كليا في الحلف الايراني الشيعي فقط من اجل مكاسب انتخابيه لا غير يعول عليها عون ليصل الى حلمه الازلي في رئاسة لبنان ، لذلك فهو مستعد في سبيل ذلك ان يتحالف مع القرده والشياطين واللصوص والمجرمين والقتله ولو هناك في المنطقه من هو اوسخ من بشار يمكن ان ينفعه لمد عون يده اليه وصافحه في سبيل عشره او عشرين صوتا انتخابيا .
انه فعلا لقاء الاضداد ، ولكن عون قبل ان يتنازل عن كل شيء من كرامته وشرفه ورجولته ليضع يده في تلك اليد الاثمه التى اذاقت لبنان واللبنانيين المر والهوان ، ليثبت كما قلت ان السياسي المنفلت من الاخلاق والقيم يمكن ان يفعل اي شيء نعم اي شيء ، وكما قيل سابقا ان تعش رجبا ترى عجبا وما علينا الا الانتظار والصبر .
علي الاحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *