الخلف غير الصالح

كتب احدهم –وهو بارز ومبرز في عدائه للدين – مقالا عنوانه السلف الصالح ، تناول فيه دروس الداعيه عمرو خالد ، ويبدو جليا مدى انزعاجه من الدور الرائد الذي يقوم به الاخ عمرو واخوانه ( الدعاة الجدد) الذين يمثلون بحق نقلة نوعية في الاعلام المعاصر لما ينشروه من تنوير وتثقيف لجماهير المسلمين من خلال الفضائيات التي غيرت حياة الناس وجعلت عمل الداعية الحقيقي اكثر سهولة وفائده لانه يدخل بسلاسه متناهيه الى كل بيت برغم انف كل طغاة العصر . وفي رايي ان ما كتبه هذا الكاتب هو احد الادله على نجاح الدعاة الجدد في احداث نقلة نوعية في اسلوب الدعوه الى الله ، لان هذا الكاتب وزمرته لا يحبون لاي جهد صالح ان ينجح وانما يدعون للفسوق والفجور وسوء الادب .

تدور فكرة المقال الاساسيه على نقطة واحده وهي : طالما ان سلفنا الصالح كان بتلك الدرجة من النقاء والصفاء والموده ، اذا من اين اتتنا كل الخلافات والاثام والفرق والمذاهب وما فيها من كراهية وبغضاء ؟ ويعتبر ذلك الكاتب ان السلف الصالح قد فشلوا في سن ورسم نظرية صحيحة صالحه للحكم ، وانهم أورثونا الفشل والبضاء والكراهيه ليصل الى نتيجه انهم لم يكونوا جميعا سلفا صالحا وان نسبة من الخطأ ربما اعترتهم .

والرد عليه بسيط وهو ان سلفنا الذي يتكلم عنهم كانوا فعلا صالحين ومن خير القرون التى جاءت على البشريه لانهم تربوا على يدي رسول الحق والعدل والخير ، ولكن ما حصل بعد ان انتشر الاسلام في جزيرة العرب وخارجها وظهر امره وصار من الصعب على اي عدو له ان يقاومه وجها لوجه ، عند ذلك لجأ الخاسرون والمنهزمون امام زحف الاسلام – اليهود والفرس – لجؤوا الى الدسيسة والمكر والخداع لمحاربة الاسلام من داخله بالتظاهر انهم صاروا مسلمين ، ولكن هدفهم الحقيقي هو انتاج الدسائس والمؤامرات والباسها لباس الخوف والحرص على الاسلام ، وهكذا بدأت حركات ضاله مثل الخوارج وغيرهم ، ركبت موجة حب ال بيت الرسول وادعت انها تطالب بالخلافة لهم ، ولكن الواقع والحق انهم لم يكونوا كذلك ابدا وانما كان غرضهم الكيد والمكر ضد الدين القويم الذي سيطر بسرعة قياسيه على اراض شاسعة واسعه ، ووصل( الاعراب البدو ) كما يحلو للكاتب القدير ان يسميهم ، وصلوا الى عرش كسرى وحطموه ، وفرقوا اليهود في اصقاع الارض .

وهذا شيء طبيعي لان اي نجاح لا بد ان يجد في طريقه بعض الاعداء الذين يكرهون النجاح ويعيشون على الفشل ويقتاتون عليه ، ويصعب عليهم التعاون مع الناجحين ، ولكن بفضل الله وتوفيقه فقد حفظ الاسلام واوصله الينا عبر الاجيال نقيا صافيا كما نزل لا تكدر صفوه الا بعض الكبوات او الهفوات التى لا بد للبشر ان يقعوا فيها ، لان العصمة من الخطأ والزلل لا تكون الا للانبياء ، وبعد سيدنا محمد انقطع الوحي الذي يقوم ويصحح مسيرة النبي .

ان ما يدعو اليه عمرو خالد وغيره من دعاة الاسلام الحقيقيين ، انما هو ذلك الدين الخالد الذي تكفل الله بحفظه وحفظ حملته الى يوم القيامه ( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ) ، وما يقوله ويكتبه ذلك الكاتب ، ما هو الا تخرصات والام يبثها ليعبر عن خيبة امله وخيبة ظنه ، لانه ومن وراءه كان يعتقد انهم فعلوا كل ما بوسعهم لقتل الفكر الاسلامي المتنور الرائد في سوريه بعد ان سجنوا دعاته واعدموهم في تدمر وحماه وغيرها من المدن السوريه ، وما هي سنين قليله حتى وجدوا ابناء واحفاد من قتلوهم يملؤون بقاع الارض نورا وهداية ونشرا للدين ، لذلك ادرك هذا الكاتب وبسرعة كبيره كم كان هو ومن وراءه اغبياء عندما ظنوا انهم بالقتل والسجون يمكنهم منع الاسلام من ان يقوم من جديد في سوريه العزيزه ، واسقط في ايديهم عندما رأوا ان الاسلام الذي اوصدوا الباب في وجهه في سوريه دخل من كل النوافذ ومن فتحات السقوف وتغلغل في كل شبر ليس فقط في سوريه وانما في المنطقة العربية والاسلامية كلها كانه الطوفان الذي لا يمنعه مانع من ان يسيطر ويكبر ويزداد .

ان حسرتهم كبيره وألمهم سيكون اكبر عندما تحين نهايتهم مثل كل الطغاة والجبارين والظالمين ، لقد بدأوا منذ الان يحسون بانهم انما كانوا يزرعون في البحر والان يحصدون الخيبة والعار وسوء العاقبه .

نعم ان البدو والاعراب الذين خرجوا من جزيرة العرب فتحوا الارض واقاموا العدل والخير ونشروا الاسلام الذي يدين به الملايين اليوم في الهند والصين وماليزيا واوربه ، ويزيد كل يوم وكل ليله ، واذ
ا كان ذلك لا يعجب كاتبنا الفطحل ولا يروق له ، فعليه ان ينزعج فعلا ، او ان يضرب راسه باي جدار يريد ، او ان يموت غيظا بسبب فشله وفشل من يدفعون راتبه ليحارب الاسلام والمسلمين ، وما عليه الا ان يختار بكل حريه وشفافيه .

علي الاحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *