مقال للاخ ابراهيم المنجد

هذا مقال كتبه الاخ ابراهيم المنجد المقيم في بريطانيه ويعلق فيه على ما جاء في مقابلة قناة العربيه وقد نشرته بدون اي تصرف وهو يعبر فيه عن رايه هو مع الاحترام للجميع
علي الاحمد

في الحياة الداخلية لجماعة الاخوان المسلمين

ضمن نتائج وإفرازات التشرد التي عصفت بمن بقي حياً من جماعة الإخوان المسلمين في سورية، كانت الإختلافات والتباينات بين قيادة هذه الجماعة وعناصرها تجاوزت في كثير من الاحيان الإتهامات المتبادلة بالتقصير والإهمال وأحياناً بالتواطؤ...مما أدى إلى زيادة تشتيت من بقي من كوادرها في القارات كافة...!!؟؟

ومن هذه الإفرازات "التهم المتبادلة" تلك التي عبر عنها الأخ علي الأحمد عندما كتب ونشر معاناته ومجادلاته مع من يفترض أنهم قيادة الجماعة والقائمين على تمكينها وتقديم كل عون ودعم لعناصرها وضحاياها...!!؟؟ والمتتبع لكل ما أورده الأحمد على صفحات الجرائد والمواقع يلحظ نمطاً جديدًا على ما يعرف النقد من الداخل "داخل الصف" يصل إلى حد التطاول على مقام المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين ، والذي يمثل بالنسبة لبقية الأحزاب والقوى السياسية ما يمكن أن يسمى الأمين العام للحزب، أو رئيس التنظيم...ورغم شحة المعلومات المتداولة عن العلاقات الداخلية لجماعة الإخوان المسلمين في سورية بإعتباره تنظيم سري " باطني" إلا أن المهتمين بالموضوع السوري يعنيهم هذا السجال الدائر بين المنشقين والتسلطين في الجماعة.

وليس صعباً على المتابع أن يتأكد من صحة كل إتهام ساقه الأحمد لقيادة الجماعة الحالية وخاصة المتعلق بالممارسات التسلطية والإهمال والتهميش واللامبالاة بكوادر ومشاكل الجماعة والإتكال على المحسوبية والشللية في إدارة شؤون هذه الجماعة ...ولعل وصفه لجماعة الإخوان المسلمين في سورية بأنها مزرعة البيانوني كما أن سورية مزرعة الأسد هو صحيح إلى حد بعيد جدًا ورغم إعتراضي على هذا الوصف لأن الجماعة أكبر وأجل قدرًا من نسيتها إلى البيانوني وكذلك سورية الأرض والإنسان والحضارة هي أعز وأكرم من نسبتها إلى حاكم أو رئيس أو أمير...!!؟؟

ولا يخفي الإخوان أو مخالفيهم الدهشة من الروح الإنقلابية التي نضحت بها عبارات الأحمد ...فلماذا الآن أيها الأخ علي الأحمد؟؟؟علي الأحمد وطيلة عشرين عاماً تقريباً بقي العنصر المنضبط والمطيع لقيادته "أولي الامر" لا يرى إلا كل خير في طاعتهم خاصة وهو مع شلة من أصدقائه كانوا محل رعاية وعناية القيادة الإخوانية ينهلون من كل التسهيلات والإمتيازات والمخصصات التي أنهالت على جماعة الاخوان المسلمين في الدول المضيفة فهناك القبول في الجامعات ومتابعة الدراسة العليا والعمل وتأمين البيت والأثاث وطبعاً الزوجة ومصروفات الزواج والاسرة لاحقاً كل ذلك كان متوفراً لهؤلاء بشكل متميز عن بقية العناصر وذلك بفضل أحد أعضاء القيادة المتنفذة ...!!فما عدا مما بدا أيها الأخ أبا حسين؟؟

والذي يمكن الإطمئنان إليه من تفسيرٍ وتبريرٍ لتوقيت ومكان هجومه المشروع والصادق هو أنه أصبح حرًا بعد خروجه من قبضة الإخوان في الدول المضيفة فهو لم يعد بحاجة لتأمين القبول الجامعي في بغداد ولا الدعم المعيشي والتسهيلات في عمان وصنعاء، أنه الآن في بلد الحرية وقلعة الديموقراطية لندن... فهنا هبت عليه نسمات الحرية والأمن وهو يمتع ناظريه بصفحة الماء على نهر التايمز المهيب بجوار ساعة بيك بين وروعة التناسق المعماري لمبنى البرلمان البريطاني...!!؟؟ فأخذ يطالب بحقوقه المسلوبة وأصبح يطالب بنسبة أكبر من كعكة الإخوان المسلمين السوريين ...ولعله فوجيء بأن "الوصاية" على جماعة الإخوان المسلمين في سورية قد آلت إلى السيد البيانوني كما انتهت سورية إلى السيد الأسد لكن بدون حركة تصحيحية...!!فكانت الطائفية والشللية والمحسوبية التي عانت وتعاني منها جماعة الإخوان هي إمتداد ممسوخ ومشوه لتسلط الحكم السوري مع الفارق الذي لا يخفى على أحد علماً أن القيادتين تدعيان حرصهما على الجماعة والوطن والإخوان والجماهير وكلاهما يتبجح بالمصطلحات المفرغة من كل مضمون عن الحرية والمواطنة والشفافية.

إبراهيم المنجد
سوري مقيم في لندن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *