جسر الشغور … جسر الى الحريه
نقترب من نهاية الشهر الثالث من هذه الثوره العظيمه المباركه في أرض الشام …وتتوالى المواجهات بين الشعب الاعزل الا من إيمانه وعقيدته ، والنظام الطائفي المتغطرس المتكبر الاحمق الذي لا يفهم الا لغة القوة وبطش المتجبرين . نظام غبي أحمق ما زال يظن أنه يعيش في القرون الوسطى ويمارس سياسة الغاب في مجاهل إحدى الغابات الاستوائيه .
فبعد درعا وما حصل فيها من ترويع وإنتهاك للحرمات ، جاء دور الرستن وحمص وتلكلخ ، واليوم جسر الشغور والمعره وجبل الزاويه ، وكأن هذا البلد وأهله اإنما هم عبيد او رعاة في مزرعة هذا الحاكم الوغد وأخيه يسومهم سوء الخسف والعذاب .
قتل بلا تمييز ، وإرهاب للآمنين بلا شفقه ولا مراعاة لكهل أو لإمراة او حتى للمعاقين ، حرق للزروع وإبادة للحيوانات الاهليه وكأنه يريد ان يقول أنه يعادي كل شيء على تلك الارض حتى الزرع والدواب . لم تعرف سوريه بكل تاريخها غزاة ولا بغاة أشد من هؤلاء وأبشع ، ولا أقسى وأفظع ، وكأن قلوبهم قدّت من نار او من صخر او فولاذ .
وفوق كل هذا وذاك ، منع للاعلام العالمي والعربي من الوصول وتغطية ما يحصل ، والاصرار على ترديد الاكاذيب والقصص الخياليه التى يعجز عنها حتى مؤلفوا الروايات ، من إدعاء ان المتظاهرين مندسين او متطرفين ، الى القول بأنهم إنما خرجوا لشكر الله على نعمة المطر ، وآخر نكته كانت هي ان النازحين السوريين على الحدود إنما يقومون برحلة جماعيه لزيارة أقاربهم على الحدود التركيه .
لم يعد يمنعهم من ذلك خجل أو حياء ، ولا غرابة في ذلك لان من يتجرأ على قتل الناس بكل تلك البرودة واللامبالاة فإنه لن يتورع او يخجل من ترديد أكاذيب وقصص لا وجود لها في الواقع .
جسر الشغور ، تلك المدينة الوادعة الامنة على ضفاف العاصي ، تتلقى اليوم أشد الضربات قسوة على يد العلوج النصيريين الاوغاد ، بلا شعور بالرحمة على أطفالها ونسائها الذين هاموا على وجوههم ينشدون عطف وحنان جيرانهم الاتراك العثمانيين الذين فتحوا لهم بيوتهم وأرضهم ويقدمون العون والدواء لجرحاهم ومرضاهم .
جسر الشغور … جسر الى الحريه ، ومن جراح أبنائها سيصنع فجر جديد لسوريه الجديده الحره العاليه الشامخه الابيه .. سوريه الغد المشرق بلا خوف ولا قمع ولا أجهزة أمن ، سوريه لكل أبنائها وليس لفئة قليلة باغية مجرمة تهلك الحرث والنسل وتعيث في الارض فسادا .
علي الاحمد