علماء الشام …وفتوى التولي عن الزحف

علماء الشام .. وحكم التولي عن الزحف

أصدر الشيخ عبد المنعم مصطفى حليمه وهو من علماء سوريه العاملين ، الملقب بابي بصير الطرطوسي ، اصدر فتوى شرعيه تتعلق بحكم من لا يشارك بفعاليات الثوره السوريه ، وبين وفصّل في الحكم الشرعي  قائلا :

( الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد .. يجب على كل مسلم ـ سواء كان سوري أو غير سوري، وسواء كان في الداخل أم في الخارج ـ أن ينصر الشعب السوري المسلم، وثورته الشامية المباركة بقدر استطاعته، فمن كان يستطيع أن ينصر الثورة بنفسه، لا يُجزئه نصرتها بالمال، ومن كان يستطيع أن ينصرها بالمال لا يُجزئه نصرتها باللسان، ومن كان يستطيع أن ينصرها بنفسه، وماله، ولسانه .. لا يُجزئه لو نصرها بواحدة من أنواع النصرة تلك، وذلك لقوله تعالى:[ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ]التغابن:16. ولقوله تعالى:[ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ ]الأنفال:60. وفي الحديث، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:” إذا أمرتكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم ” متفق عليه. فالواجب بذل المستطاع، الذي يستغرق ويشمل كامل الجهد والقدرة .. وما وراء الاستطاعة .. وبذل المقدور عليه .. لا يُسأل عنه المرء، ولا يُحاسب عليه، لقوله تعالى:[ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ]البقرة:) ) 286.

هنا لا بد من القول أن السوريين القاعدين عن نصرة الثوره في سوريه وخاصة في مدينة حلب نظرا لاهميتها وكبر حجمها وتأثيرها الاقتصادي والجغرافي على النظام ، لبعدها عن العاصمة وقربها من الحدود مما يسهل على أهلها – لو ارادوا – أنّ يحرروها ويجعلوا منها قاعدة لتحرير سوريه كلها ، ولو كان موقف أهل حلب مشابها لموقف أهل إدلب وحماه وحمص لكان وجه سوريه الان مختلف وليس كما هو الان ، لذلك فإن أكثر ما ينطبق هذا الحكم الشرعي على أهل مدينة حلب بسبب المميزات التى تنفرد بها عن غيرها .

إن علماء الشام  وعلماء الاخوان المسلمين مدعويين اليوم لقول كلمة الحق والصدع بها : إنّ أهل حلب وكل من يقف موقفهم من المدن الاخرى  ينطبق عليهم حكم الفرار من الزحف بلا شك ولا ريب ، وهم يخذلون الثورة ويمكّنون العدو الاثم من المزيد من القتل وسفك الدماء بموقفهم هذا الذي يوفر للنظام حرية الحركه في المدن الاخرى لان حلب الكبيرة القوية الحدودية  نائمه ولا يعنيها أمر الثورة من قريب او بعيد .

علماء الامة مسؤلون الان أن يبّنوا لاهل حلب خطورة موقفهم وأنهم أقرب الى صف النظام منهم الى صف الشعب ، وان هذا الموقف محسوب عليهم ومسجل عليهم ولا يمحوه او يزيله الا موقف بطولي مشرف يطرد النظام وممثليه وأعوانه من تلك المدينة الكبيره المترامية الاطراف ، ويحطم كل ما تبقى من رموزه وتماثيله وأصنامه .

وإذا رضي علماء الشام بالسكوت وعدم الصدع باالحق وعدم تبيين هذا للناس فتلك ، مجاراة أو محاباة لبعض زعماء حلب الذين يتربعون في مناصب او مواقع قياديه في المعارضه فهذا سيكون  الطامة الكبرى والمصيبة التى لا دواء لها .

أمّا في المعارضة فيجب أن يكون شيء أسمه المدن الثائرة ، ويجب أن يعرف أبناء حلب أنهم ليسوا منها ، ولا يحق لهم بناء على ذلك الا يتبوؤوا أي منصب قيادي مهم لانهم محسوبون على مدينة غير ثائره بل مدينه متخاذله تتفرج على دمائنا وأعراضنا وهي تزهق كل يوم .

لو نظرت الى المجلس الوطني مثلا  لرأيته مملوء عن آخره بأبناء حلب في مختلف المواقع ، هذا لا يجوز أن نقبل به إذا إستمر الوضع على ما هو عليه ، بل يجب أن يخجل أبناء حلب ويقفوا في الظل ويعملوا جهدهم على تحفيز وتنشيط أهليهم على الالتحاق الفعلي بالثوره والا فلن نقبل بهم أبدا زعماء وقادة علينا مهما بلغ حجم خدمتهم للثوره في الفنادق والشقق المفروشه والطائرات لتى لاتهدأ وهي تنقلهم من مكان لاخر على حساب  الثوره المباركه .

العلماء مطلوب منهم أن يقوموا بدورهم والمعارضون عليهم الا يقبلوا بعد اليوم بأي زعيم من حلب يعطينا الاوامر او يصرف الفواتير او يتمتع بأي منصب قيادي بيننا .

وعاشت سوريه الباسله البطله التى تعلم الدنيا كيف تكون البطولة والعزة والكرامه ، بينما يتفرج اهل حلب عليها وهي تذبح من الوريد للوريد .

الله الكبر والنصر لسوريه المجاهده .

علي الاحمد

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *