الفرق بين إيران وإسرائيل في التعامل مع أهل السنّه
جاء في خبر يوم أمس نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط أن المخابرات الايرانيه منعت وبشتى السبل إنجاح مؤتمر سنوي تعقده جماعة أهل السنّه والجماعه في إيران وهي الممثل الرئيسي للاقليه السنّيه القاطنه في إيران والتى تعاني من معامله قاسيه وتمييزيه تماما كما تعاني الاكثريه السنيّه في سوريه من نفس الممارسات على يد النظام السوري المتحالف والمتضامن مع سياسات إيران التوسعيه في المنطقه على حساب أهل السنّه والجماعه .
وفي هذا الخبر ما فيه من الدلالات الكبيره ليس أقلها أن دعم إيران وسوريه لحماس إنما هو دعم كاذب وغير حقيقي ، إذ كيف تمنع إيران وسوريه أي نشاط أو حركة منظمه لتنظيم سنّي ، بينما تدعي كذبا وزورا دعمها لحماس ؟ كيف تخنق إيران أهل السنّه وهم بعشرات الملايين وتحاصرهم وتعدم نشطاءهم وتمنع أي نشاط علني لهم مثل هذا الاحتفال قبل يومين ، وفي نفس الوقت تتشدق بدعم حماس وتأييدها ؟ هل أهل السنه في ايران او سوريه يختلفون عن حماس في شيء ؟ إذا لماذا هذا التمييز في المواقف بين دعم حماس من خلال الطحين او الخيم او الاسعافات الاوليه ، وبين قتل المسلمين السنه في الاهواز او في حماه وحلب . اليس هذا هو الدجل بعينه ؟ اليس من الاجدر بالنظام السوري والايراني ان يتوقفا عن تلك الممارسات ضد السنه قبل ان يجودا على حماس ببضعة ملايين من الدولارات او ببضعة شاحنات من الدقيق والمساعدات ؟
في غزه وفي فلسطين المحتله عام 48 يعمل السنه بشكل علني حيث لا وجود للشيعة هناك ، ويتعاملون مع قوانين الاحتلال الجائره ، ولكن التضييق عليهم او على نشاطاتهم يمكن فهمه لانه ياتي من طرف العدو الغاصب المحتل ، ومع ذلك وفي تلك الظروف فقد عاشت حماس وكبرت وصارت أمرا واقعا ملئ السمع والبصر ، في حين أن سنّة إيران وسوريه ما زالوا يعانون الامرين من ذلكم النظامين البشعين الموغلين في الحقد والكراهيه ضد أبناء أبي عبيده وخالد ومعاويه بن أبي سفيان ، حقد لا تشفيه القرون ولا تخفف منه الايام …..اليست دولة اليهود أكثر شفقة ورحمة من إيران وسوريه على ابناء السنّه الفلسطينيين ؟؟؟؟
والا كيف نفسّر هذا التناقض الغريب ؟ الاخوان السوريين يعانون من القتل والتشرد والسجون وقائمة المختفين منهم ومن أنصارهم بعشرات الاف ، بينما يتحرك الشيخ رائد صلاح مثلا في فلسطين المحتله وخارجها بحريه أكثر بكثير من حرية مشايخ السنّه في إيران وسوريه ، وتفتح كل الابواب والسبل لملالي الشيعه في لبنان والخليج لينسقوا كل نشاطاتهم المشبوهه في حين تمارس كل أنواع القيود والمضايقات على علماء ومفكري السنّه في سوريه وإيران .
إسرائيل تعتبر من هذا المنظور أكثر مرونة وأكثر حرية مع من تعتبرهم أعداءها الالداء ، إذا ما قارنّا ممارساتها ضد حماس مع ممارسات بشار الاسد ضد السوريين السنّه ، وممارسات نظام الملالي في إيران ضد الايرانيين السنّه .
علي الاحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *