مذكرات أيمن الشوربجي ..ومرحلة جديده من الصراع
دخلت مذكرات الشهيد أيمن الشوربجي مرحلة جديده ومهمه جدا في توصيفه لما حصل في مدينة دمشق في خريف عام 1980 بعد دخول أعداد كبيره من المجاهدين إليها وإستئجارهم أو شرائهم لعدد كبير من البيوت السكنيه بغية تحويلها الى قواعد للعمل المسلح ضد الحكم النصيري الغاشم ، وبهذا يكون الاخ الشهيد قد وضع يده على نقطه مهمه جدا وحساسه من مراحل العمل التى إتصفت بالدمويه والمواجهه الشرسه مع النظام ،وإتصفت أيضا بضعف او عدم التنسيق والتشاور مع أعضاء تنظيم الطليعه الموجودين أصلا على الارض والذين يعرفون دقائق وخفايا الحياة في دمشق .
وهنا لا بد من الاشاره الى تمتع هؤلاء القادمين الجدد الى دمشق من أبناء المحافظات الاخرى ، الاشاره الى تمتعهم بإمكانيات ماليه ولوجستيه لم تكن متوفره لغيرهم من أبناء تنظيم الطليعه الاصليين العاملين على الارض والذين يحسبون كل حركه لهم بميزان أشد دقة من ميزان الذهب لانهم يواجهون نظاما أمنيا مخابراتيا لا مثيل له من حيث البطش والقهر وتسخير كل إمكانيات البلد لحماية نفسه من الشعب ، وكذلك الاشاره الى طلب قيادة الاخوان في الخارج أن يقدّم أعضاء الطليعه في سوريه البيعة ويقبلون الانضواء تحت لواء الاخوان الاكبر والاعمّ ، ولكن تردد الطليعه في قبول ذلك كان بسبب وجود إنقسام بين طرفي حلب ودمشق من تنظيم الاخوان ، وكانت الحجه بأن لديهم اعضاء من كلا الطرفين فهم لا يقبلون بالانضواء تحت لواء الاخوان الا بعد أن تتم الوحده التامه بين شقي التنظيم الحلبي والدمشقي .
ومن خلال ما كتبه الاخ أيمن ، يتوضح لنا جانب من جوانب تلك المرحله المهمه من المواجهه ونتلمس شيئا من حقيقة ما حصل وما كان له الاثر في إحباط العمل لاسقاط النظام الذي كان يترنح تحت ضربات المجاهدين الذين حصلوا على تعاطف ودعم كبير من مختلف طبقات المجتمع .
هذا الاندفاع الكبير نحو دمشق بإعتبارها العاصمه ، وما يحصل فيها يكون له أثر أكبر مما يحصل في غيرها من المدن ، إندفاع غير محسوب بشكل جيد وتنقصه الخبره والدقه لان العاملين اصلا على الارض والذين ايديهم على النار كما يقال هم اكثر من يعرف خطورة التحرك الكبير غير المنظم وغير المدروس ، ولان هؤلاء العاملين على الارض ليسوا خاضعين تنظيميا لقيادة الاخوان في الخارج- الطليعه – فلا يجوز ان تتعاون معهم تلك القياده ولا ان تستفيد من خبراتهم او تاخذ بمشورتهم ، لانها اكبر بكثير من ان تقبل بمشورة اصحاب الخبره والكفاءة ان لم يكونوا تحت سيطرتها وإمرتها ، وليس مشكله لتلك القياده أن يزجّ بكل تلك الاعداد من الشباب المؤمنبن المخلصين ، ليس مشكله أن يزجّ بهم في أتون حرب غير محسوبة جيدا مع نظام دموي لا قيمة عنده لدماء الناس ، طالما ان هؤلاء الشباب مطيعين مخلصين يقدمون الولاء لتلك القياده التى ترفض قبول خبرات وحنكة المجاهدين من الطليعه فقط لانه غير مبايعين لها على الطاعه ، بمعنى أن كون الشخص له بيعه وولاء أهم بكثير من كونه خبير ومخلص وذكي وقادر على مواجهة النظام باقل الخسائر .
إنه درس كبير هذا الذي نتعلمه اليوم من مذكرات الشهيد ايمن الشوربجي ، درس تقول خلاصته أن إدعاء قيادات الاخوان بأنهم لم يكونوا يوما ما جزءا أساسيا من المعركه ، هذا الادعاء غير صحيح لانهم كانوا في مرحلة ما جزءا فاعلا وأساسيا مما حصل في سوريه من مواجهات ، وهذا ليس عيب ولا عار لان مواجهة نظام بمواصفات نظام حافظ وبشار الاسد ليس عيب ولا عار ، بل العيب والعار التنصل من مسؤولية المواجهه والقائها على أشخاص إما شهداء أو معتقلين . أن مشكلة قيادة الاخوان تلك التى تحدث عنها الشهيد ايمن هي انها كانت تقدم مصلحة التنظيم على مصلحة الوطن او الدين او مستقبل الاجيال ، فاذا كان شخصا ما مثل ايمن الشوربجي او عدنان عقله او حتى مروان حديد لا يخضع لقيادتهم وسيطرتهم فهم ليسوا على استعدادا للعمل معه او التعاون معه مهما كان مخلصا او امينا او ذا خبرة عاليه ، لان الاهم لديهم هو عقلية السيطره والهيمنه التى تقوم على قاعدة : اذا كنت لست معي فانت لست مخلص ولا حتى مؤمن ، وليس على قاعدة التعاون على البر والتقوى ورفض الاثم والطغيان ، وهذا ما رأيناه من نفس تلك القياده بعد اكثر من عشرين عاما من تلك الاحداث عندما رفضت التعاون والتعامل مع حركة العداله والبناء التى أسست ونشأت في لندن عام 2005. وهذا ما نريد الا نراه من القياده الجديده التى نشأت قبل شهرين بزعامة السيد رياض الشقفه ، والتى كان اول خطأ ملموس لها هي محاولة التهرب من مسؤولية تلك الاحداث من خلال مقابلة المراقب العام الجديد على قناة العربيه . ان الحق والعدل يقول ان مواجهة الطليعه للنظام التى تلاها انجرار التنظيم كله الى تلك المواجهه كان تطورا طبيعيا جدا ، ورد فعل اقل من عادي على هيمنة عصابة اقليّة من النصيريين على سوريه كلها وتحويلها فيما بعد الى محميّة شيعيّة فارسية يعيث فيها الايرانيون فسادا وقهرا واذلالا لشعبها .
الدرس الثاني هو ان اسباب ومبررات تلك المواجهه كانت صحيحه وسليمه جدا ، لان ما نراه اليوم من طغيان النصيريين وسيطرتهم على كل مفاصل الحياة في سوريه وتحكمهم بكل صغيرة وكبيره من الاقتصاد الى الجيش والامن ، وتحالفهم المشؤوم مع الفرس والشيعه اللبنانيين مما جعل سوريه تنحرف الى مسار وخط لا يقبل به اكثرية الشعب السوري المسلم السني ، كل ما نراه اليوم بعد اكثر من ثلاثين عاما على بدء تلك المواجهات يدلنا على صحة وصواب القرار ال
الأرشيف
ملاحظات حول لقاء الامانه العامه لاعلان دمشق في بلجيكا
عقد في العاصمه البلجيكيه بروكسيل يوم السبت والاحد 6-7 2011 لقاء الامانه العامه لقوى إعلان دمشق للتغيير الديموقراطي ، وقد توافد عدد كبير من الناشطين من المعارضه السوريه من أوربه وأمريكا وكندا من مختلف أطياف المعارضه والمستقلين الممثلين لفروع الاعلان في تلك الدول ، وعدد من الضيوف المدعوين .
وقد كانت فرصة سانحة لي لحضور هذا التجمع المختلف عرقيا وأيديولوجيا وثقافيا ، والذي يجمعه شيء واحد فقط هو كون الجميع من أصول سوريه ، وكونهم جميعا معارضين للنظام الحاكم ويعملون على تغييره بالطرق السلميه ، وقد شهدت ربما للمره الاولى في حياتي طريقة تفكير الكردي وهمومه وإختلافها عن طريقة تفكير العربي ، وكذلك طريقة تناول بن الريف للامور بشكل يختلف عن إبن المدينه ، في جو من التنوع الغريب والمثير للدهشه .
وقد كان عقد اللقاء بحد ذاته تحديا كبيرا ، إذ كيف يمكن تصوّر جلوس كل تلك الاطراف المختتلفه المتنوعه من شيوعيين ويساريين وإسلاميين وأكراد وآشوريين أو سريان ، كيف يمكن تصوّر أن يضمهم محفل واحد وتحت سقف واحد ويعملون بإتجاه تحقيق هدف واحد هو معارضة هذا النظام ومواجهته وتغييره .
وبإستثناء ترديدهم جميعا للنشيد الوطني السوري ووقوفهم دقيقة صمت على أرواح الشهداء السوريين الذين قتلهم النظام من جميع المدن والقرى ومن مختلف الاطياف الفكريه ، فإن الاختلاف والتنوع كان السمه الاوضح أثناء مناقشة مختلف المواضيع مما حمّل القائمين على إدارة اللقاء جهدا غير عادي للوصول به الى آخر محطة وإختتامه اعماله بشكل مقبول ، دون السقوط في فخ الفشل الذي كان يخطط له البعض على ما يبدو .
وبصراحة تامه ووضوح شديد ، لا بد من القول أن إدارة وتسيير أمور لقاء بهذا الحجم وبهذه المواصفات لم يكن أبدا أمرا سهلا وميسورا ، خاصة إذا علمنا أنّ روح التعدديه والقبول بالاخر وإحترام رأيه وموقفه ، كل هذا ليس من الامور المتأصله والمتجذره في العقليه والتفكير السوري او الشرقي بشكل عام ، لذلك فقد واجهت إدارة اللقاء المتمثله في الهيئه المنتخبه لادارة المجلس ، وأعضاء الامانه المنتهيه ، واجهوا صعوبات جمّه في تأليف وتنظيم هذا الخليط غيرالمتجانس من الناس ، وفي إرضاء من يزعل وتطييب خاطر من لا تعجبه نتيجة التصويت، او تخالف ما كان يأمله من توقعات لصالحه او لصالح حزبه ، وربما كان هذا هو أكثر الامراض إيلاما في تلك التجربة الفتيّه من تاريخ العمل السوري خارج حدود الوطن المحكوم بالنظام الدكتاتوري .
لذلك فقد كان من الطبيعي أن ترى إنسحاب البعض القليل ، بشكل معدّ مسبق أو أنه جاء كرد فعل على بعض المجريات التى لم تكن تروق لهذا البعض الذي فضّل ترك القاعه والانسحاب على مبدأ : إما أنا أو الخراب والفوضى لكل هذا الجهد الكبير .
في البدايه تم إنتخاب هيئة رئاسة المجلس ، حيث حصل السيد عبد الرزاق عيد على أعلى أصوات المشاركين مما فجّر وضعا قاسيا لان بعض من يعارضون وصوله الى ذلك المنصب يبدو أنهم يسيرون وفق تعليمات صارمه لجهة ما ، تعليمات تقول أنه لا يجوز أبدا أن يكون السيد عيد رئيسا للمجلس بسبب طروحاته المتحرره جدا والتى تصف الوضع الحالي في سوريه بكل ما فيه من قسوة ومراره ، وتشرح الطبيعه الطائفيه المحضه للنظام بلا رتوش أو تقية سياسيه أو خوف من أجهزة الامن السوريه .
ولكنّ حرص السيد عيد على الوفاء للاصوات الغالبيه التى إختارته للموقع ، وحرص الافراد الذين إنتخبوه على قيمة أصواتهم وأنهم ليسوا مجرد أحجار يتمّ تحريكها عن بعد من خلال إتصال هاتفي من هذا الجانب او ذاك ، كلّ ذلك أدى الى تفويت الفرصه على المحاوله اليائسه لتخريب أعمال المؤتمر وإفشاله ، حيث مضى المؤتمر الى نهايته وإنتخب أعضاء مجلس الامانه الدائم بشكل صحيح وشفاف وبعد مشاروات وتنسيق بين مختلف الكتل لايصال ممثليها الى الامانه العامه .
وقد بدا واضحا وجليا ان هناك تباين في وجهات النظر بين إدراة الاعلان في الداخل ، وإدارته في الخارج ، والحقيقه أنه لامر صعب ومهمة شبه عسيره أن تخلق هذا التوافق والتواؤم بين فئتين وفريقين كل يعيش ظروفا محتلفه ويتعايش مع واقع مختلف ويحكمه سقف مختلف ، فالاعلان في سوريه محكوم بظروف النظام والمخابرات والمزايدات الكاذبه التى يفرضها النظام على الناس والتى يعتبر من يخالفها من العصاة الذين يستوجب سجنهم ، والاعلان في الخارج يعيش حياة البحبوحة والحريه والقدره على التعبير تحت سقف مرتفع جدا لا يحتمله أعضاء الداخل ، وهذا ما يفسر التناقض الواقع بين إرادة الداخل وما يمكن أن يقبله ، وبين تصرفات الخارج ومن يمكن أن يحققه .
الخطوة الحاسمة الاولى إنتهت بنجاح ، لا أقول نجاحا باهرا مفعما بالامل ، ولكنه أيضا ليس فشلا كان يتمناه الكثيرون سواء المتربصون من أزلام النظام وأعوانه ، أو الشامتون ممن يريدون لهذا العمل أن يتفسخ . التحدي الان هو في إمكان القيام بالمزيد من الجهود لتحقيق الحد الادنى المطلوب من التنسيق بين تلك الفئات المتنوعه للوصول الى ما يشبه النواة الاولى لعمل سوري حقيقي متناغم تغلب فيه المصلحة العامه للبلد على النظرة الحزبية الضيقة للافراد ، وهذا ما ستثبته الايام لنعرف مدى قدرتنا كسوريين نعيش في الخارج بلا خوف ولا سجون ولا فقر ، كيف يمكننا أن نخطو الخطوة الاولى في وجه ذلك النظام الاثم ، أم اننا سنقف مجددا عاجزين حتى عن خطو تلك الخطوه.
علي الاحمد
مجددا نتحدث عن مذكرات الشهيد ايمن شوربجي
على نحو غير متوقع ، أثار نشر موقع سوريون نت للوثيقه التاريخيه التى كتبها الاخ الشهيد أيمن شوربجي ، أثار ذلك النشر سيلا من التعليقات وردود الفعل سواء على صفحات الموقع او خارجه ، وقد كان من تلك التعليقات ما هو سخيف ورديئ يدل على مستوى كاتبه ، ومنها ما هو مفيد وجدّي يحاول الافادة من الموضوع لاخذ العبرة والعظة والدرس مما حصل في سوريه في تلك الفتره .
ومع الاحترام الكامل لوجهات النظر وللاشخاص الذين تمنّوا على موقعنا الا يستمر في نشر تلك المذكرات ، فقد رأت إدارة الموقع أن تتابع نشر تلك الحلقات التى إحتوت العديد من المعلومات والمواقف التى يجهلها الكثيرون ومنهم من هم من جيلنا حيث عاصرنا تلك الاحداث ووعينا جزءا منها كل في منطقته االتى نشأ فيها .
الان وبعد عشر حلقات من تلك المذكرات ، فقد إنتهى الاخ أيمن من عرض مقدمات
وبدايات الصراع المرير بين شريحه كبيره من الشعب السوري وبين النظام الجاثم على صدورنا منذ إنقلاب حافظ اسد عام 1970 الذي كان إمتدادا وتتويجا لما سبقه من إنقلابات كرّست وفرضت وصول الطائفه النصيريه الى الحكم عن طريق المكيده والغدر واستعمال السلاح الوطني –الجيش- في وجه الخصوم من أبناء الوطن والجبن والتخاذل أمام العدو المتربص .
الان تتضح الصورة في أذهاننا نحن الذين اكتوينا بنار تلك الاحداث ، ويمر أمام أعيننا شريط طويل ومفصل ومليئ بالاهات والدماء والشلاء ، إبتداء من وصول حافظ أسد الى سدة الحكم ممثلا للطائفه العلويه التى كانت قد فرضت نفسها على الجيش السوري خلال من التآمر على الضباط السنّه الاحرار المخلصين وإستطاعت بشتى السبل ان تطردهم من المواقع الحساسه ليتسنّى لها السيطرة الكامله على مفاصل الوطن والاقتصاد من خلال القوة والقهر وليس من خلال الانتخابات والشرعية الدستوريه والوطنيه .
تمرّ سنين بعد ذلك في أوائل السبعينات وبعد حرب تشرين عندما يتعرف الضابط السوري السنّي على مدى جبن وخوف الضابط العلوي أثناء تلك الحرب ، ويتعرّف على الموقع المتقدم والمتميز الذي إحتله بن الجبل –العلوي- الامّي المتخلف الفاقد للدين والعروبه والغيره على وطنه ، والذي صار يمتلك الحظوة والميزات على رفاقه من أبناء السنّه ، وتتكرس ممارسات القمع والوحشيه ضد مؤسسات البلد الوطنيه كالنقابات والجمعيات وتتغوّل أجهزة الامن وتكبر بسرعة خياليه لتؤمّن الحماية للقادة القرداحيين الجدد الذين شعروا أنهم أخذوا غيلة وغدرا شيئا ليس من حقهم ، ويتعرّف أصحاب وحملة الدين من المشايخ على خطورة أن يصل مثل هؤلاء الى مقاليد الامور وما يمكن أن يجرّوه على البلد من كوارث ومصائب لانهم ببساطه أناس لا دين لهم ولا خلق ولا ضمير ، يعيشون النفي في جبال مقفرة بسبب عدائهم وإنسلاخهم عن عقيدة أهل البلد والاغلبية الساحقة من سكانه من اهل السنّه .
الشعب السوري واع وفهيم ويعرف ما معنى أن يصل علوي لا يصلي ولا يصوم ولا يحج ولا يعرف نواقض الوضوء ولا أحكام الغسل والطهاره ،ولا يعرف عدد ركعات السنّة او الفرض في اليوم الواحد ، أن يصل مثل هذا الضابط الى مرتبة رئيس يأمر وينهى ويحكم الوطن من خلال عقيدة فاسدة منحرفه ، فهذا أمر ليس فقط خطير وفظيع وإنما كارثة كبرى تحل فوق رؤوس العباد .
تحرّكت هذه الفئة من الشباب المخلصين في محاولة منها لوقف هذا الطغيان والمدّ الطائفي الذي باغت البلاد على حين غفلة من أهلها ، وربما كان عقوبة ربانية ليجازيهم ربنا على غفلتهم وإغماض أعينهم على تسلل الطائفيين الى الجيش ، فتصدّت تلك الفئة القليلة من الشباب المؤمن لقوة الامن والمخابرات التابعة لابشع نظام حكم عرفته سوريه والمنطقه منذ عقود ، وناجزته وآلمته وجعلته يعرف من هو الشعب السوري وكم هو مستواه في الفهم ورفض الظالمين والمنحرفين والفاسقين ان يصلوا الى مرتبة حكم هذه البلاد الطاهره التى فتحها أجدادنا العظام صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم اللذين يرقدون في ربوعها شهودا على ما حققوه من رفعة ومجد لها .
شرب المجرم حافظ الاسد من الكأس المترعة المرّه التى يستحقها ، ووصلت الشظايا الى قدمه وساقه من شاب نشم من حراسه ، ولكن إرادة الله شاءت الا يقتل في ذلك اليوم ، فجاء الرد في اليوم الثاني من شقيقه المجرم الاثم على شكل مجزرة سجن تدمر الصحراوي ، وهكذا كانت حربا سجالا لعدة سنوات ، إستعمل فيها النظام أخس أسلحته وأقذرها على الاطلاق : السجن والقتل والاعدامات لالوف الشرفاء وقصف المدن وتمشيطها وأخذ الاطفال رهائن عن آبائهم وسجن النساء الحرائر ، ولم يصل أبدا الى ما وصل اليه حافظ أسد من الاجرام أي جبار قبله ولا بعده من عصر هولاكو والتتار الى عصر شارون وصبرا وشاتيلا وقانا اللواتي لا يمثلن الا نقطة من بحر حافظ أسد الدموي .
مات الدكتاتور ولم يسقط وخلّف الحكم وراثة لابنه الطويل بعد ان اخذ الله أمانه الابن الاكبر قتلا في أحد شوارع دمشق الاسيره ، وكان يعدّه على عينه ليرثه في الحكم ، ولكن وفاته عجلت بقدوم هذا الاهوج ليستمر حكم تلك العائلة الباغية الى أمد يعلمه الله تعالى .
لم نرفع الراية ولم نسلّم الوطن لقمة سائغة للمجرمين ، أسقيناهم من كأس الموت التى سقوا منها مئات الالوف من البشر في سوريه ومحيطها ، ولم تشأ إرادة الله بعد ان يسقط هذا السرطان الخبيث المعشعش في أحشاء سوريه الحبيبه ، وما زال يهلك الحرث والنسل ويفرّخ كل يوم الاف المفسدين في الارض ، ولكن نهاية الظلم معروفه وعاقبته وخيمه ، هل سي
مذكرات الايمن الشربجي ودور خدام في القبض على المجاهدين
جاء في الحلقه العاشره من مذكرات الشهيد أيمن شربجي والتى تحدث فيها بشكل مفصل عن بدايات العمل المسلح في سوريه أواسط السبعينات ضد تسلط وسيطرة النصيريين على مقدرات الوطن وما شكّله ذلك من تهديد لامن وسلامة سوريه كلها ، وهو ما نراه اليوم حقيقة مائلة بعد أن إستطاع النظام المجرم بآلته الاستخباريه والعسكريه أن يوقف الى حين المد الاسلامي الهادر في هذه البقعة المباركة من بلاد الشام . جاء في هذا الحلقه كلام عن دور السيد عبد الحليم خدام النائب السابق لرئيس الجمهوريه وهو الرئيس الحالي لجبهة الخلاص المعارضه في الخارج ، ومختصر ما جاء عن هذا الامر أنّ السيد خدام قد سافر الى الاردن في أواخر عام 1978 وطلب من القيادة الاردنيه تسليم بعض المطلوبين السوريين الذين التجؤوا الى الاردن وقدّم أعظم التطمينات بأن أحدا لن يمسهم بسوء وأنه بعد تحقيقات بسيطه معهم سيعطون الخيار للبقاء في سوريه او العوده ، وطبعا من المعروف أنّ ليس لاحد في نظام البعث عهد ولا وعد ، ولاذمة لهم ولا شرف ولا كرامه فقد نكثوا بعهدهم وأذاقوا المعتقلين القادمين من الاردن أبشع انواع العذاب لإنتزاع المعلومات منهم .
وهنا لا بد من القول من هذا المنبر الحر للسيد خدام : هل صحيح ما ورد في هذه الشهاده ؟ واذا كان صحيحا أليس من واجبك الاعتذار الى عائلات هؤلاء الشهداء وأسرهم بعد ان إخترت طريق المعارضه للنظام المجرم والتوقف عن المسير في ركبه الهالك ؟ أليس من حقنا عليك أن نسمع كلمة عن هؤلاء وغيرهم من آلاف الضحايا الذين سقطوا في سوريه خلال فترة وجودك في السلطه مع المجرم الكبير حافظ الاسد ؟ أليس من حق سوريه عليك أن تسمع منك كلمة تعبر فيها عن الاسف والندم لعائلات آلاف الضحايا من كل المدن والقرى السوريه والذين كان لك دور ما فيما لاقوه وعانوه من فقد الاهل والاحباب ؟
لا ينكر أحد منا عليك صواب موقفك وتخليك عن النظام المجرم وإنحيازك الى جانب المعارضه الشريفه الوطنيه المخلصه ، ولكن ذلك التاريخ الاسود الطويل مع حافظ أسد يحتاج منك الى وقفة صادقة مع النفس والضمير تقول فيها كلمة للتاريخ والاجيال القادمه حول ما حصل في سوريه من مجازر يشيب لها الولدان من نظام كنت أنت محسوبا عليه في يوم من الايام .
إنه لمنتهى الشجاعه أن يقف الرجل – من أمثالك- وقفة الحق والصدق ويقول للناس أنه كان على خطأ في فترة ما من عمره وأنه أدرك الصواب وإنحاز إليه وأنه يأسف على ما بدر منه من مواقف كان لها أكبر الاثر في جر سوريه الى هذا المصير المشؤوم الذي وصلت اليه .
إنها أمانة في عنقك يا سيد خدام ، والاعمار بيد الله ، إكتب للحق والتاريخ وقل في ذلك المجرم الذي عرفته ما ينبغي أن يقال فيه من رجل مثلك عرف الحق ولو بشكل متأخر . إنها مسؤوليتك وشهادتك أمام الله والتاريخ والاجيال أن تقول كلمة الحق ولو كانت مرّة أو قاسيه ، لانه في النهايه لا بد من قولها .
علي الاحمد
صحيفة الاهرام المصريه الرسميه تنتقد بشار الصفوي
ربما كانت المره الاولى التى نشعر فيها كسوريين مسحوقين ومهجرين ومنفيين ، لاول مره نشعر ان إخواننا العرب بدؤوا يفهمون حقيقة معاناة المواطن السوري المقهور منذ اكثر من اربعين عاما تحت النعل الطائفي البعثي للنظام العلوي في سوريه . فقد نشرت صحيفة الاهرام المصريه الرسميه مقالا لرئيس تحريرها أسامه سرايا تحدث فيه بصراحة ووضوح تامين يدلان عن عميق فهم وتشخيص للحالة السوريه التى إنقادت فيها الدولة كلها الى منزلق طائفي خطير بدأت معالمه تتكشف للبعيد والقريب ولكن قلة فقط هي التى صارت تتكلم عن هذا الوضع السوري الخطير بصراحة تامه كما فعلت الاهرام المصريه .
عبارات وكلمات لم نسمعها قط قبل اليوم من كاتب عربي مرموق في صحيفة واسعة الانتشار ، يتحدث فيها عن مواضيع حساسة جدا مثل التناقض التام بين مصالح العرب ومصلحة ايران التى يسّوق بشار الاسد لها عربيا بعد زيارة احمدي نجاد الى لبنان ، ومثل التفريق التام بين موقف تركيه من منطقتنا وقضاياها وموقف ايران ، حيث قال السيد اسامه اننا نقرّ ونقبل بالدور التركي الذي لا يمثل اي خطر علينا وعلى مصالحنا بعكس الدور الايراني تماما .
انها أول مرّه يقف فيها كاتب عربي ليعبر عن حقيقة الماساة الطائفيه التى تعصر القلب والعقل والوجدان السوري ، وأول مره يجد فيها النظام السوري ورئيسه طويل القامه قليل العقل ، يجد فيها نفسه ينكشف ويتعرى أمام الاخرين بعد ان حرص كل الحرص على تغليف سياساته العنصريه بشتى الاساليب والوسائل ليظهر امام الاخرين بغير وجهه الحقيقي الطائفي البغيض .
اكثر من اربعة عقود من الصبر والقهر والامل إنتظرها الشعب السوري ليحسّ اخوانه العرب بما حلّ به من ضيم وهوان ، وخاصة القريبون منه مثل مصر والاردن والسعوديه ، إنتظروا النصرة والعون في وجه النصيريين الطائفيين ، ويبدو ان الوقت قد حان الان ليقف العرب من اخوتهم المضطهدين المحرومين في سوريه في وجه نظام بشار العنصري .
انه لموقف مشرف تشكر عليه الحكومة المصريه ، تلك المقاطعه الكامله للنظام السوري ، وتلك المعامله المهينه التى يستحقها ممثلوه من جانب الاشقاء المصريين .
اننا نتطلع الى مواقف مشابهه وجريئه من كل الدول العربيه تجاه ما يعانيه السوريون من قهر وحرمان على ايدي الصفويين في نظام بشار الاسد ، واول شيء هو المسارعه في دعم وإيواء العديد من عائلات المعارضين السوريين المنفيين من قبل النظام السوري الذي يحاربهم في وثيقة السفر وعقد الزواج وبيان الولاده .
ونتطلع ايضا الى دور سعودي وأردني رائد في هذا المجال لان نظام بشار ومواقفه خاصة من موضوع لبنان والمحكمه الدوليه صار معروفا للجميع ومدانا من كافة الاطراف ما عدا الحلف الشيطاني الايراني وحزب الله .
علي الاحمد
على هامش مذكرات الشهيد أيمن شوربجي
بعد أكثر من ثلاثين عاما على وقوع أحداث الاغتيالات والمواجهه المسلحه بين تنظيم الشيخ مروان حديد رحمه الله المسمى الطليعه المقاتله للاخوان المسلمين في سوريه وبين النظام النصيري الحاقد المجرم بقيادة حافظ أسد ، نقرأ اليوم رواية صحيحة وموثقه كتبها الشهيد أيمن الشوربجي قبل وفاته عام 1987 على أرجح الروايات ، شرح وفصّل فيها دقائق ومجريات الامور التى سبقت ومهّدت لتلك الاحداث الكبيره والمواجهه التاريخيه بين النظام السوري وشريحه كبيره جدا من أبناء سوريه من أهل السنّه والجماعه اللذين كانوا وما زالوا يحسون الظلم والتهميش والتمييز العنصري الطائفي البغيض منذ وصول حافظ أسد الى سدة الحكم إثر إنقلاب عسكري عاما 1970.
وهنا لا بد من القول أنّ للتاريخ والمؤرخين الحق الكامل في أن يقولوا كلمتهم ، فقد وقعت الاحداث وإنتهت وسقط الاف الشهداء والمفقودين الذين غيبتهم زنازين السجون الرهيبه التى زج فيها المجرم حافظ أسد خيرة أبناء سوريه وبناتها ليلاقوا مصيرهم في مجازر لم تشهد الانسانية مثيلا لها ، كما حصل في مجزرة سجن تدمر الشهيره عام 1980.
وبغض النظر عما اذا كانت النظريه او الجدليه القائله بأن تنظيم الطليعه إختار ذلك النهج بعيدا عن رأي الاخوان الذين يفضلون العمل السلمي والذين كان لهم مشاركات في برلمانات سوريه كلها في الخمسينات وأوائل الستينات قبل أن يصل – طاعون – البعث الى السلطه ، بغضّ النظر عن صحة تلك الجدليه أو عدم صحتها ، فإنه يحق لنا اليوم بعد أكثر من ثلاثين عاما أن نفكر ونسأل هل كانت تلك المواجهه صحيحه أم خاطئه ؟؟؟
في رأيي البسيط أنها كانت صحيحه مائه بالمائه لماذا ؟ لأن ما نراه اليوم من تغوّل النظام المجرم وبطشه وجبروته على الناس وتخاذله وجبنه أمام العدو ، وما جرّ اليه البلاد الى تحالف آثم مع الصفويين الفرس لتغيير النسيج الاجتماعي والديني للبلد ، وما مارسه في لبنان من قتل ونهب منظم وتصفيات لكل من يخالفه ، وما فعله مع النظام العراقي السابق حيث وقف الى جانب إيران الفارسيه التى تستبيح كل شيء اليوم في العراق ،بينما كان النظام السابق بكل ما فيه من أخطاء ، كان يمثل سدا منيعا في وجه إيران وأطماعها الصفراء ، كل هذا الحصاد المرّ الذي رأيناه ونراه كل يوم من عهد حافظ الاسد الى توريث ابنائه للارض والوطن بكل ما فيهما من بشر ودواب وثروات ، بحيث أصبحت سوريه كلها لا تعدو أن تكون مزرعة صغيرة لمالك إقطاعي واحد هو عائلة الاسد ومخلوف ، وليمت الناس جوعا وفقرا فليس هناك أي مشكله طالما أن تلك العائله ومن يلوذ بها في خير وأمان .
كان الشيء الطبيعي جدا والمنطقي جدا أن يكون بين أبناء الشعب السوري ألف أيمن شربجي وألف مروان حديد وألف حسني عابوا والف عدنان عقله ، وملايين من الثائرين الذين لا يقبلون الدنية في دينهم والذين ترخص الارواح عندهم في سبيل الله والدين والاخلاق والقيم التى ورثوها عن آبائهم وأجدادهم ودينهم ، كان الشيئ المنطقي جدا أن تنطلق تلك المواجهه لان أولئك الابطال عرفوا تماما أي درب وأي مصير يقودنا اليه المجرم الهالك حافظ اسد ، والشيء غير الطبيعي وغير المنطقي أن يستلم المجرم حافظ وأبناءه هذا البلد لقمة سائغه من غير أن تطلق طلقة واحده على رؤوسهم العفنه .
لذلك فلن نقول عنهم الا أنهم الابطال الذين روّوا أرض سوريه الكريمه بدمائهم الغاليه ، ولن نقول عنهم الا ما قال الشاعر :
أولئك أجدادي فجئني بمثلهم اذا جمعتنا يا جرير المجامع
سنظل نفتخر بما فعلوه ضد المجرمين النصيريين العلويين ، سنظل نوافق على كل ما فعلوه في هؤلاء الذين أوصلونا الى مانحن فيه من ذل وهوان وفقر وخوف وجوع ومرض : سوريه الدولة الغنيه ، البلد الزراعي والصناعي المتنوع الموارد ، يتحوّل الى دولة متسولين ، من جهه ومنتجي مخدرات من جهه أخرى ، يتحوّل الى إمبراطورية رامي مخلوف بينما يئن الناس من الجوع والفقر في المدن العشوائيه المحيطه بدمشق التى تلاحقها جرافات الزرافه بشار الاسد ، سوريه الخيرات والبركات والشعب المكتفي ذاتيا تتحول الى بلاد متخلفه تسبقها كل دول العالم في كل المجالات ، اللهم الا في الفساد والرقص والنوادي والليليه والخمارات فهي سبّاقة ومتقدمة على الجميع ، سوريه البلد النفطي والزراعي أكثر من نصف أهلها تحت خط الفقر بينما يمتع عدد قليل من كلاب السلطة الباغيه بكل خيراتها وثرواتها .
ألا بوركت أيديكم أيها الابطال يا من سقيتم العلوج النصيريين من تلك الكؤوس المترعه، كؤوس الموت الزؤام جزاء على ما فعلوه ببلادنا ، ألا بوركت تلك الامهات اللواتي أنجبنكم ، ألا بورك هذا الشعب الذي ما فتئ يمدّ السجون البعثيه بالاف والاف من المناضلين الاحرار من أمثال الشيخ الحقوقي الهصور هيثم المالح ، وتللك الصبية اليافعه التى دوّخت كلاب النظام بقلمها الغضّ الطري ، ألا بوركت أمة الاسلام السنّي التى وقفت للقرامطه وتصدّت لكل شذاذ الافاق الذين جاءوا على مرّ التاريخ ثم ذهبوا وإندثروا وبقيت الامة نقيّة تقيّة مسلمة أبية لا يضرّها من خالفها الى أن يرث الله الارض ومن عليها .
علي الاحمد
ماذا لو كان عمال المنجم التشيلي سوريون ؟؟؟
في رأيي ان هذا السؤال فيه خطا تركيبي وبنيوي من الاصل لان سوريه في ظل النظام البعثي الحالي لا يمكن أن تكون بلد مناجم فحم ولا فضه ولا ألماس ، ربما تكون مناجم مخبرين وفاسدين ومفسدين ولصوص ، أمّا أن يفكر النظام بطريقة إنشاء بنية تحتية تدوم للأجيال القادمه فربما كان هذا آخر شيئ يفكر فيه بشار وأعوانه لان نظرتهم للبلد لا تعدو أن تكون نظرة عصابة سطت على فريسه لمدة من الوقت محدوده فهمها الاول والاخير هو أن تنهب من تلك الفريسة ما تستطيع نهبه .
ولكن لو تجاوزنا ذلك وتخيلنا أنّ منجما للفحم في الرقه او الحسكه يعمل فيه عمال بسطاء من الريف السنّي السوري وليس بينهم من أبناء طائفة النظام المدللين ، لو تخيلنا ذلك وقد حصل لهم ذلك الحادث المرعب الذي المّ بالعمال في تشيلي فكيف سيكون تعامل نظام البعث المهترئ معهم ؟؟؟
هل كنا سنجد تلك الاستجابه السريعه والدؤوبه والمتواصله للدوله التشيليه والتى تكللت بإنقاذهم بعد حوالي سبعين يوما من العمل المضني ليلا ونهارا حتى أمكن لهم حفر ذلك النفق والوصول اليهم ؟ أشكّ في تماما أن يحصل مثل هذا من نظام مهمل فاسد مثل نظام بشار الاسد . لو حصل ذلك في سوريه فإن أقصى ما يمكن للنظام فعله هو أن يطلب من الشيخ المفتي أحمد حسون أن يتفضل بالقدوم الى مكان الحادث ويصلي عليهم صلاة الغائب ويدعو لهم بالمغفره ويسجل الحادث قضاء وقدر والاعمار بيد الله ، وعند البعثيين أعداد كبيره وهائله من القوى البشريه القادره على ملئ الفراغ .
والا فهل لدولة فاسدة من أعلى رأسها الى أخمص قدمها أن تفكر في إنشاء بنية تحتية أو مناجم وأن تهتم بحياة الناس والبسطاء منهم ومن هم ليسوا من الحاشية المقربين ؟
هل لدولة قمعية بوليسيه لا نظام محاسبه فيها ولا رقابة فعليه على ممارسة سلطتها التنفيذيه ، هل لمثل تلك الدوله أن تهتم بحياة الناس وأن تستقيل حكومتها عندما تقصر في إنقاذ حياة فرد أو مجموعه تعرضت للخطر ؟ ألم يجعل الرئيس التشيلي من تلك الحادثه مجالا ومضمارا للمنافسه وتسجيل النقاط ليثبت للناس انه أهل للثقه وأهل للامانه ؟
متى تصبح سوريه من ذلك النوع من الدول التى تكون قيمة الانسان هي العليا وليست قيمة الطائفه المنحرفه أو العائله المالكه أو المجموعه التى سرقت البلاد والعباد من خلال إنقلاب عسكري موشح بالدماء والاشلاء ؟ متى نصبح مثل بقية أمم الارض لنا كرامه ولنا وطن نعتز به ولنا حقوق نستميت في الدفاع عنها ؟ متى تصبح سوريه في عداد دول مثل زمبابوي ونيكاراغوا والفلبيين وتشليلي والسنغال ونيجيريا ؟ طبعا لا نريد أن نكابر ونقول مثل دول أخرى أكثر حضارة وتقدما وإحتراما لمواطنيها .
علي الاحمد
جرافات بشار الاسد في دمشق وجرافات اليهود في فلسطين
نقلت الاخبار اليوم قيام جرافات تابعه لاحدى البلديات القريبه من دمشق بجرف وتهديم بيوت مواطنين معدمين بحجة أنّ بيوتهم مخالفه ، بينما ترتفع عمارات وإستثمارات رامي مخلوف وغيره من أباطرة النظام البعثي الطائفي وتتمدد في كل مكان ، ويكون نصيب هؤلاء البسطاء الفقراء الضعفاء الجرافه وهدم تلك البيوت البسيطه المتواضعه التى تستر عوزهم وفقرهم وعائلاتهم .
هذه هي دولة البعث الطائفيه لمن لا يعرف حقيقتها ، سرقة ونهب منظم لاموال الشعب والامه ، وإستقواء على الضعفاء المساكين المعدمين الذين يتخذون مساكن أقرب ما تكون الى مدن الصفيح ، ألجأهم اليها الفقر والحرمان بعد أن تصحرت أراضيهم وهلكت مواشيهم بسبب إهمال وتخلي الدولة عنهم .
دولة تقتل الفقير وتنعم على اللص وترفع درجاته ، تكافئ المجرم وتتغول على البسطاء ، دولة ظالمة قمعية لا مثيل لها في المنطقه اللهم الا اليهود في فلسطين .
وفوق هذا وذاك فلن تجد في هؤلاء الفقراء والبسطاء من هو من طائفة المجرم بشار ، فهم إما أكراد سوريون نزحوا من منطقة الجزيره التى تصحرت بعد أن كانت سلة غذاء لسوريه كلها ، أو أنهم من أبناء السنّه المساكين االذين أصابتهم الايام بقسوتها وتحوّلوا الى عاطلين عن العمل .
سوريه البلد الزراعي الصناعي الذي يملك قدرات هائله في كل النواحي البشريه والكوادر والطاقات ، والذي ينتج النفط والغاز ، ويملك إكتفاء ذاتي في الحبوب والفواكه ، البلد الذي يملك شعبا منتجا عاملا أكثر أبنائه من الشباب ، يتحوّل عدد كبير من أبنائه الى فقراء معوزين تتجرأ عليهم جرافات البعثيين تماما كما تتعامل جرافات اليهود على إخواننا في فلسطين .
لو كان في سوريه نظام وطني يحرص على مصلحة أبنائه لما وجدت فيه فقير أبدا ، لان ما تملكه سوريه من موارد وخيرات كفيلة بأن يعيش الجميع في خير وبحبوحه ، ولكن النهب المنظم والسرقه المقوننه لأملاك الدوله جعل منها دولة متخلفة قمعية يأكل القوي فيها الضعيف وتعشعش فيها مافيات المخدرات والفساد ويدير كبار ضباط الجيش والمتنفذين ، يديرون مواخير الرذيله والنوادي الليليه التى تخرج الفاسدين وتحمي المفسدين .
هذه هي سوريه لمن لا يعرفها ، وكل من يقول غير ذلك فهو إمّا جاهل أو منافق يعمل في كنف النظام من حيث يعلم أو لا يعلم .علي الاحمد
هذه هي دولة الشيعه … فما انتم فاعلون ؟؟؟
بزيارة أحمدي نجاد الى دولة حزب الله الشيعيه ، ترتسم معالم الصوره أكثر فأكثر الهلال الشيعي … او الدولة الفاطميه الجديده ، أو دولة القرامطه الجدد … أو دولة الخرافات والجهل والتخلف .. دولة نصر الله وبشار النصيري الحاقد … دولة سب وقذف ولعن صحابة الرسول …. أي إسم تختاره من تلك الاسماء يصح على الدولة التى تترعرع وتنشأ في أرض الشام المباركه وعلى أنقاض مسجد بني أميه في دمشق ، النازفه … الباكيه … الحزينه ….
دولة الفسق والظلم والطغيان … دولة القهر وإغتيال الكرامات وإهانة المقدسات ..دولة ماهر الاسد وناصيف وخلوف وبختيار وياسر الحبيب …الملعون الذي إفترى الاثم على أمنا عائشه …هذه هي الدولة التى تكبر أمام أعينكم يا بني الاسلام والعروبه والنخوه والشرف ….. إنها دولة زواج المتعه وأشباه الرجال الذين لا يعرف أحد من هم آباءهم لكثرة الذين واقعوا أمهاتهم …..دولة رجالها ضاعت أنسابهم فلا تعرف هل هم أولاد عبيد أم أولاد أسياد … هذه هي دولة بشار ونصر الله والمالكي وأحمدي نجاد…دولة كتائب الغدر …ودولة صولاغ وسجون وزارة الداخلية العراقيه ….. التى أتت إليكم بحقد مئات السنين وظلم مئات السنين وإفتراء مئات السنين .. أتتكم تحمل ثارات كربلاء وصفين والجمل لتوقع القتل وسفك الدماء من جديد في أمة محمد عليه الصلاة والسلام …. جاءتكم تحمل الموت الزؤام .. وتحمل الدم …وتحمل الحقد وتعتاش عليه ….وعلى الخرافة والجهل واللطم وشق الصدور …. والحج والطواف بكربلاء بدلا من مكه … والنجف وقم بدلا من المدينه هذه دولة القرامطه إستقبلوها بما شئتم وكيف شئتم …وبالطريقة التى تستحقها ….دولة قرمط والخوارج وكل الساقطين على مر التاريخ … وكل اللقطاء والمجذومين وكل ميتة ومتردية ونطيحة وما أكل الذئب وما ذبح على النصب ….وكل الاشرار على مر التاريخ … إستقبلوها كما شئتم وبما شئتم فهي قادمة إليكم بكل ما في الكون من لؤم وقتل وبشاعه …. إستقبلوها وكونوا الرجال الرجال في وجهها …. لتدفعوها ألف سنة أخرى … ألف سنه إدفعوا أذاها عن أبنائنا وأجيالنا …. إدفعوها عنّا والله معنا ولن يكون ولم يكون يوما مع الدجالين والكذابين والمشعوذين … لم ولن يكون يوما مع اللصوص والقتلة والمجرمين … لم ولن يكون الا مع الحق الساطع الامع المضيئ .. .مع أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وأبي عبيده وشرحبيل ومعاذ وكل هؤلاء الاعلام الذين أضاؤوا عتمة التاريخ ورفعوا رايات الحق والفضيله والخير … لن لكون أبدا مع نجاد وبشار وهؤلاء الحثاله … ابدا …ابدا … لم ولن يكون ربنا الا مع الحق والصدق والخير …. وسيعلم االذين ظلموا اي منقلب ينقلبون ….علي الاحمد
متى يقف السوريون مع أنفسهم … ومتى يعرف أهل السنّة عدوهم
طلعت علينا بالامس جريدة الشرق الاوسط السعوديه بصورة غلاف ريئسيه إلتقطها مصورها من مدينة طرابلس اللبنانيه كتب عليها بالخط العريض : أحمدي نجاد … لا اهلا بك ولا مرحبا ، وهي صورة يعبر فيها أهل طرابلس اللبنانيين السنّه عما يختلج في نفوسهم من رفض مباشر لزيارة زعيم نظام الملالي الايراني لبلدهم وما ينطوي عليها من تدخل سافر في شؤونهم ومن دعم غير محدود للأقلية الشيعية التى تعيث فسادا وتخريبا وتدميرا للنسيج الاجتماعي في لبنان بدعم من النظام السوري .
والسؤال هنا متى يستطيع السوريون بمختلف شرائحهم أن يعبروا عما في نفوسهم من رفض لسياسات النظام التى ربطت مصيرهم بمصير نظام ملالي إيران ورأس حربته حزب الله الشيعي ، ومتى يعرف أهل السنّه في سوريه أين مصلحتهم ومتى يستطيعون الفكاك من قيود النظام التى تقيدهم وتربك تحركهم .
متى يعي شخص مثل فاروق الشرع مثلا أنه من العار عليه أن يقف مع بشار ضد أبناء وطنه ويسومهم سوء العذاب في السجون والمنافي ؟ ومتى يعرف شخص مثل مصطفى طلاس أنّ النظام إنما هو عدوه الاول وخصمه وسارق اللقمة من أفواه الجياع ومنفّذ مخططات الاعداء في سوريه ؟
متى يعرف أشخاص مثل البوطي ومحمد حبش وصلاح كفتارو وغيرهم أن موقفهم مسجل عليهم وأنه من العار عليهم أن يؤمنوا الغطاء الكاذب من أهل السنه للنظام الاجرامي للطائفيين ؟
متى يعرف أشخاص مثل وزير الاوقاف محمد عبد الستار السيد أنه يدعم مجرما متمرسا في القتل المنظم ونهب خيرات الوطن بشكل منظم ؟
متى يصبح مفتى سوريه أحمد حسون بوعي وفهم وإدراك مفتي شمال لبنان محمد علي الجوزو ؟
متى يصبخ مشايخ سوريه كلهم من السنّه بدرجة وعي ونضج مفتي لبنان السيد محمد قباني ؟ ومتى يصبح قادة سوريه السياسيين بوعي وفهم قادة لبنان من مجموعة 14 اذار الذين وقفوا كالجبل في وجه النظام السوري الباغي ؟
متى يتحول شعب سوريه السنّي المظلوم والمهضوم حقه مثل سنّة لبنان يحاربون التمدد الشيعي بقوس واحده ويقفون في الانتخابات صفا واحدا مع حلفائهم من مختلف الطوائف لوقف الزحف والطغيان الشيعي الاسود ؟
إنها صرخة في آذان كل أولئك السوريين أن يتخلوا عن نظام بشار الاسد ، النظام الطائفي العلوي الذي يجير الوطن كله وخيراته لخدمة المشروع الصفوي الايراني المتغّول والمتمدد فوق أراضينا .
هل نحلم يوما ببرلمان سوري مثل البرلمان الكويتي فيه من الشفافية وروح المسؤوليه يقف صفا متراصا ويسحب الجنسية من رجل فاجر شيعي يسب أمّ المؤمنين عائشه ؟
هل نحلم يوما يقناة للسنّه مثل قناة تلفزيون المستقبل تعبر عن توجه أهل السنه في سوريه ؟
هل نحلم بوطن لا سلطة فيه للطائفيين العلويين من أمثال مخلوف وخلوف وناصيف وغيرهما من الحاقدين النصيريين الذين يعتبروننا أعداءهم التاريخيين ؟
نعم يحق لنا أن بحلم بذلك ، يحق لنا أن نطالب بذلك وأن نعمل من أجل ذلك .
علي الاحمد