الأرشيف

تجميد اموال الشعب السوري التى سرقها رامي مخلوف

اعلنت الخزانه الامريكيه انها فرضت عقوبات وتجميد للمتلكات العائده لرجل الاعمال السوري الذي يعمل كمدير لاعمال العائله المالكه في سوريه ، العائله المالكه للارض وما عليها ، والذي يدير عدد من الشركات العملاقه التي تبدأ من شركات التلفون الخليوي ولا تنتهي عند حد لان ليس لاحد في سوريا ان يضع حدا لامكانيتها واخطبوطها الذي يتدخل في كل صغيره وكبيره في الحياة الاقتصاديه السوريه لدرجة ان سوريا يمكن ان نسميها بسهوله فائقه (جمهورية الاسد ومخلوف المتحده) .

هذا التجميد مطلوب بشكل جدي ليس فقط من قبل الارداره الامريكيه وانما من جميع الدول العربيه والاسلاميه ، ولربما كان من احدى محاسن الاداره الامريكيه الحاليه لانه يحد ويعرقل اعمال النهب التي يقوم بها ذلك العملاق الاقتصادي القائم على اموال حرام تمت سرقتها من اموال الشعب السوري خلال عقود .

عائلة الاسد ومخلوف ليست من النوع الذي يمكن التحاور معهم او التفاوض او الاخد والرد ، انهم اشخاص متجبرون يحكمون سوريا من خلال القتل والسجن والتعذيب ويستنزفون خيراتها من خلال سيطرتهم على موارد الاقتصاد المنتجه وتحويلها الى ملكيات خاصة وحرمان الشعب منها مما يفاقم كل يوم الازمات المعاشيه ويدفع بالمزيد من الشباب للهجره خارج سوريا ليخدم النظام بشكلين اثنين : الاول انه يخلي الساحة للفاسدين من اعوان النظام الطائفي للتمادي في سياساتهم الاجراميه بحق سوريا ، والثاني انه بخروج الاف من الشباب فان ذلك يعطي المزيد من الامان للنظام لان الفئه المؤثره والفعاله من الشعب السوري تغادر الى المنافي بحثا عن لقمة العيش .

بغض النظر عن دوافع الادارة الامريكيه لهذا القرار فانه قرار صائب لانه يحرم احدى اهم ادوات بشار الاسد من المزيد من القدره على التحرك لنهب المزيد من اموال الشعب السوري ، واذا كان لمخلوف من ارصده او اصول تم تجميدها بعد هذا القرار فانها ستعود يوما ما ملكا للشعب السوري الذي حرم منها لعقود بسبب استحواذ شركة الاسد ومخلوف عليها بقوة الحديد والنار .

ان تمادي بشار ونظامه في تجاهل ارادة الشعب السوري وطموحه للتحرر من نير البعث والمخابرات والنظام القمعي ، وتجاهله لمعطيات الواقع التى تقول ان العالم كله يتحول نحو المزيد من احترام حقوق البشر في الحياة الكريمه ، والتخلي عن اساليب البطش والقمع التى كانت تسود قبل عقود ، واصرار بشار ونظامه على النظام الخشبي الذي صار مهزلة ومثار السخريه ، كل ذلك قدم المبرر للامريكي وربما بعده الفرنسي والروسي ليتدخل في الشان الداخلي السوري ويتخذ مثل تلك القرارات لانه ببساطه راى ان بشار ومن معه من ال مخلوف لا يستحوا ولا يحسوا بتلك الامال والتطلعات للشعب السوري ، ولا يخجلوا من تصرفاتهم القبيحه التى صارت مثار تندر وسخرية لمن حولهم من امم وشعوب .

هل يعتقد مثلا بشار ومن معه من ال مخلوف ان العالم مازال يعيش ايام الثمانينات عندما دمروا مدينة كامله وقتلوا الاف من اهلها دون ان يعرف بهم احد ، وخاصة بعد ان تحول العالم الى قرية صغيره مترابطه ومتواصله فيما بينها لدرجة ان اعتقال اي معارض سوري فان العالم كله يعرف بذلك خلال ساعه او ساعتين ، وان اخبار اعتقال المعارضين ومنعهم من السفر والتضييق عليهم صار يجلب المسبة والعار لبشار الذي قدم نفسه على انه مختلف عن نظام ابيه الذي اشتهر في العالم باسره بالبطش والشده والترويع ، ولكن سرعان ما عرف الجميع القاصي والداني انه لا فرق ابدا بين بشار وابيه وان الشوكه لا تخلف ورده وانما شوكة ابشع منها واشد قساوه .

علي الاحمد

الزعبي، كنعان ، مغنيه وضياع المصداقيه

جاء اغتيال عماد مغنيه في قلب العاصمة السوريه دمشق على شكل مفاجاة كبيره من العيار الثقيل ليخلط الاوراق ويبعثرها وليثير اكثر من سؤال عن حقيقة هذا الحادث الذي وقع في مكان من العالم كل شيء متوفر فيه الا المصداقيه والنزاهه والحقيقه .

ومن المعروف على نطاق واسع حاليا ان حوادث قتل الشخصيات الكبيره في دمشق اصبح اشبه ما يكون باللغز او الفزوره ابتداء من قتل رئيس الوزراء الاسبق محمود الزعبي مرورا بنحر غازي كنعان في مكتبه وشقيقه على سكة احد القطارات ، وانتهاء بقتل عماد مغنيه الذي يفترض انه فضلا عن حساسية ما يحيط به من اجراءات امنيه ، انه في كنف وحماية ورعاية حلفائه الذين خلقوا حزب الله وكبروه وامدوه بكل شيء ليصير حقيقة واقعة على الارض تفرض قرارها ورايها بقوة السلاح السوري والمال الايراني . انه في الحضن الدافئ لنظام بشار الذي يرفع لواء التشيع ويحمي الشيعه ويربط مصيره بايران ، لذلك يفترض انه في اقصى درجات الحمايه والرعايه ، لذلك اذا صح انه اغتيل فان اغتياله يرسل اشارات استفهام اكثر بكثير من تلك التى رافقت نحر كنعان والزعبي .

وللتذكير فقط فان نظام بشار الاسد لا يصدق في اي شيء يقوله بخصوص المنحورين لانها في الغالب عملية تصفية حسابات ، لان النظام اصلا قام على نظرية – اقتل عدوك – او من يشكل خطرا عليك ، ولقائل ان يقول ان عماد مغنيه ليس عدو ولكنه من اقرب الحلفاء وربما اكثرهم اخلاصا ولكن اذا كان في قتله مصلحة بعيده لبشار ونظامه فانه فورا يتحول الى شهيد سقط في سبيل خدمة المحور الايراني السوري –حزب الله الذي اصبح الان معروفا للجميع . وربما كانت تلك المصلحه انه على اطلاع او تكليف بملف السيارات المفخخه ، او انه سيكون مطلوبا للمحكمه المكلفه باغتيال الحريري ، او ان طبخة ما يطبخها النظام السوري على الساحه اللبنانيه ، ستظهر قريبا على الساحه ، ولكن بالتاكيد الذي لا يقبل الشك ان ما يقوله النظام السوري في تلك الاغتيالات ابعد ما يكون عن الصدق .

ان نظام بشار الاسد يفتقد الى ادنى درجات المصداقيه لانه ببساطه يقوم باي شيء يبقيه على راس السلطه ، باي شيء مهما كان قذرا او مخالفا للقوانين والاخلاق ، ان حياة اي شخص مهما كان مهما لا تساوي شيء اذا كان قتلها يخدم ولو بشكل بعيد استمرار وديمومة وبقاء بشار الاسد على الكرسي المبني من جماجم الاف السوريون ، وفي مقال سابق قلت انه لو قال احد مسؤولي ان اللبن ابيض فعلينا الا نصدقه حتى نتاكد ، واذا قال احدهم ان الشمس تشرق من الشرق ، علينا ان ندقق في قولهم لانه لا يصدقون في اي شيء مهما كان بسيطا ، وان الكذب هو سياستهم ، والنفاق والدجل والمراوغه اسلوبهم في ادارة الحياة .

ان قتل مغنيه في قلب دمشق وهو من هو في حزب الله لا يمكن ان يصدقه احد انه من فعل اسرائيل ، لسبب بسيط هو ان نظام بشار قال ان اسرائيل وراء ذلك الاغتيال ، لذلك علينا ان نفترض فورا ان كل شيء ممكن في ذلك الا ان اسرائيل فعلا وراءه ، لان الاصل فيما يقوله النظام السوري هو الكذب وليس الصدق ، ولربما كان من اغتيل هو ليس عماد نفسه وانما غيره ، ولربما ادخلوه في غيبة مثل غيبة الامام عندهم ، او ان عماد مغنيه سيظهر يوما على انه الامام الغائب عند الشيعه ، او يصبحوا امامين او ثلاثه غائبين : موسى الصدر وعماد مغنيه والامام الاول الغائب ، اليس كل شيء معقول وممكن عند هؤلاء ؟

علي الاحمد

دمشق الاسيره عاصمة لثقافة الموت

تحتفل سوريه تحت النظام القمعي لبشار الاسد ، تحتفل بانها عاصمة الثقافه العربيه ، ثقافة ماذا ؟ واي ثقافة تلك التى انتجها بشار ونظامه الذي ورثه عن ابيه بقوة السجون التعذيب ، هل هي ثقافة سجن تدمر الصحراوي او ثقافة الجلادين والسياط التى تمثل العلامة المسجله عالميا باسم ذلك النظام البشع ، ام ثقافة اللصوصيه ونهب الثروات والخيرات ، ام ثقافة الفساد العام المستشري كالسرطان في كل مرفق من مرافق الدوله والنظام ، ام ثقافة رامي مخلوف المليونير المفوض يتتشغيل اموال عائلة الاسد المسروقه من عرق وجهد المواطن السوري الحزين .

اي ثقافة تلك التى تترعرع وتنمو في سوريه وتتهيأ لها كل الفرص ، ثقافة الحجب والالغاء والكبت والمنع لاي شكل من اشكال المعارضه ، ثقافة الحزب القائد للدوله والمجتمع التى يحكم من خلالها البعثيون تحت ظل طائفية مقيته ، يحكمون انفاس الشعب السوري ، الثقافه التى تمنع المعارضين من السفر وتزج بهم في غياهب السجون ؟

اي ثقافة تلك في سوريه اليوم ، ثقافة النوادي الليليه المحيطه بدمشق التى تنشر الفاحشة والرذيله وتسهل للشباب الشذوذ في جو اصبح من الصعب جدا على طبقة كبيره من الشباب الاقدام على الزواج العفيف الشريف بسبب ضيق الحال الذي صار يزيد كل يوم وتزداد الطبقة التى تكتوي بناره .

اي ثقافة تلك ، ثقافة نشر التشيع في سوريه لتغيير عقيدة ومذهب الناس تحت سيف الترغيب والترهيب واغراء الذهب الايراني الذي يشتري ضغاف النفوس لغييير طبيعة الشعب السوري المعروف بانه من اهل السنه والجماعه .

اي ثقافة تلك ، هل هي ثقافة النظام الذي يقوم حكمه بشكل اساسي على المخابرات المتعددة الوظائف والمهام ابتداء من كتم الانفاس الى التعذيب في السجون ولكن ليس لها اي علاقة بالعدو ومقارعته او التصدي له ، وتنحصر كل اولوياتها في مواجة الشعب وقتله ؟

هل هناك اي عاقل يصدق ان في سوريه تحت حكم ال الاسد شيء يمت للثقافه باي علاقه ؟ لان الثقافة في ابسط اشكالها هي سمو في الاخلاق واحترام لادمية البشر واعطائهم ابسط حقوقهم في العيش الكريم بلا خوف ولا تهديد ولا رعب ، وهي في ابسط تعريفاتها اعتراف متبادل بين البشر بحقهم في الحياة والتفكير والاعتقاد ورسم تفاصيل حياتهم كما يشتهون لا كما يريد لهم حاكم مستبد او طاغية مجرم ، وهي شكل راق من اشكال التواصل والاحترام بين الامم وتبادل سلمي للمعرفه وتلاقح بين الحضارات ، ينتج عنه سلم ورخاء ونمو وازدهار على عكس ما هو قائم في سوريه من من انسداد تام في الافق وهروب للطاقات وتشتيت لخيرات البلاد ، الثقافه عطاء وتفاهم وتصالح وليست ترويع وتخويف ورعب ، الثقافة علم وادب وحرية وليست جهل وتجهيل وسجون ، الثقافة انعتاق من اسر القيود واطلاق للفكر والعقل لكي يبدع ويبتكر ، الثقافه تنوير وليست ظلام ، الثقافه دمشق وليس حكامها الاغبياء .

تستحق دمشق اكثر من ان تكون عاصمة للثقافه ، تستحق ان تكون عاصمة للعلم والفن والاخلاق ، ولكن ليس بهذه الظروف التى تعيشها الان حيث الظلم والبطش يسودان في ربوعها الغناء ، تستحق اكثر من ذلك بكثير ولكن عندما تكون حرة متحررة من طغاتها الجاثمين على صدرها والكاتمين لانفاس ابنائها وبناتها الاشراف الذين يتالمون لما يمر بهم من حيف وظلم لا يستطيعون رده عنهم بسبب قسوة النظام الحاكم في دمشق العروبه والاسلام .

علي الاحمد

ابطال غزه

ان ما شهده العالم في الايام الماضيه من كسر الحصار الظالم المفروض من بني قينقاع على غزه البطله الباسله ، انه الصوره الحقيقه الخاليه من اي رتوش او تصنع لما يمكن ان يقوم به اي شعب حر منفلت من قيود الدكتاتوريه والحكم الفردي التى تحيط به من كل جانب من الدول المحيطه .

انها انتفاضة الابطال الرافضين للذل والرافضين للاخضاع والتركيع من خلال البطون ، انها ثورة الشعب المقتنع تماما بما اقدم عليه حين انتخب حماس لتقوده في النضال حتى التحرير والنصر ، والذي دفع ويدفع وسيدفع الضريبه كامله لاختياره الحر الاصيل ، انهم ابناء غزه يعطوننا جميعا الدروس في الصبر والثبات والمصابره بالرغم من كل القتل والجوع والخوف المحيط بهم ليقولوا لنا : انظروا ماذا يمكن للحر ان يفعل ، انظروا الينا نحن الحفاة الجياع والمحاصرون ، نقف شامخين ونتحدى اقوى قوة في الارض ثم ننتصر عليها ، انظروا الينا وتعلموا كيف يتصرف الاحرار وكيف يختارون مصيرهم ومستقبلهم .

تماما كما كسر جداربرلين عام 1989 ليؤرخ لحقبة عالميه جديه ، نحن هنا في غرز نؤرخ بدمائنا حقبة جديده تبدأ من هدم جدار رفح الذي ظل يفصل بيننا وبين امتنا ، بيننا وبين عمقنا الاسلامي ، بيننا وبين شريان الحياة عند جيراننا في العريش وفي مصر ، ومنهم الى سائر الدول العربيه والاسلاميه ، نحن نكسر جدار الفصل والقهر والذل لنفتح العروق كي تجري الدماء فيها بعد ان اراد لها المجرمون اليهود ان تتقطع ، انهم يثارون لحصونهم التى هدمت في المدينه بعد اكثر من الف واربعمائة عام مستغلين ضعف ووهن وتفرق ابناء علي وعبيده وعمرو بن العاص الذين عصفت بهم الخلافات مما جعل حثالة الارض تتحكم في مصائرهم .

ان ما انجزه ابطال غزه في انتفاضة الحرب على الحصار والظلام والقهر ، تلك الانتفاضه التى حطمت الحد المصطنع كما هي كل الحدود التى تفصل بين الامة العربيه والاسلاميه ليتدفق سيل هادر من الابطال الغزاويين الى مدينة العريش للتسوق ولوصل صلة الارحام مع اقاربهم واخوتهم المصريين ، تماما كما يتمنى جميع العرب والمسلمين في زوال الحدود التى تقسم اوصال امتهم الى كيانات متناقضة متصارعة تفتك فيها انظمة القمع والفساد كما كان ملوك الطوائف في الاندلس قبل زوال ملكهم عن اسبانيه .

ان الشعب المتحرر من القمع والخوف وسلطان المخابرات يمكن ان يحقق المستحيلات ، هل كان يمكن لاهل غزه ان يحطموا ذلك الحد الزائف لو كان عباس هو من يحكمهم ؟ هل كان بامكانهم ذلك لو كان سيف دحلان وجلاديه فوق رؤوسهم ؟ بالتاكيد لا ولكنهم اليوم ياكلون من نفس رغيف الخبز التى ياكل منها رئيسهم ، ويحسون بنفس الخوف الذي يحس به قائدهم تحت قصف بني قينقاع ، ويدفنون في نفس اليوم شهيدهم وشهيد بن قائدهم بنفس الكفن الدامي ولا اسمنت لسقف القبر ، انهم جميعا في مركب واحد ، مركب المقاومة والجهاد والثبات الذي يحير الجميع واول من يحير هو عدوهم .

كم يمكن لامتنا كلها ان تحقق لو كانت حرة مثل اهل غزه ؟ وهل كان يمكن ان تقهرها امة بين الامم لو كانت بلا حدود ولا مخابرات ولا سجون ولا سلطان لدحلان وعباس والرجوب ؟ كم كانت ستكون امتنا مختلفه لو كانت تحمل عزة وعنفوان اهل غزه الجياع ، ولكنهم الاحرار ؟

كلهم كانوا يراهنون على ضعفهم وتخاذلهم ونبذهم لحماس ، ولكن الجميع خاب فالهم ، فلم ينفع ذلك الحصار القاسي والظالم في تغيير نواياهم او تغيير خياراتهم ، وظلوا اوفياء لتلك الخيارات لانهم ببساطه يعرفون جيدا من هم الاناس الذين اختاروهم ليكونوا قاده ، واليوم يعيد الدجالون حسابتهم لان كل ما رسموه لم يجد نفعا في اثارة اهل غزه ضد هنيه والزهار والرنتيسي واحمد ياسين وما خلفه من ارث جهادي قل نظيره في عالم اليوم وكل ذلك تحت الاحتلال والحصار وقصف الطائرات .

الدجالون اليوم مفلسون ، ما عساهم ان يفعلوا لشعب يدفع كل صباح ثمن استقلاله وحريته من دماء ابنائه ؟ ما عساهم ان يفعلوا مع شباب يرون في الموت اقرب طريق للخلود والفوز؟ ما عساهم ان يفعلوا بعد كل ما جربوه ولكنه فشل امام اصرار وعناد اولئك الابطال ؟

انها صرخة الحي
اة انطلقت من جدار رفح المهدوم بسواعد الابطال الغزاويين الذين رفضوا الظلم والهوان وانتصروا برغم كل ما حيك ضدهم من دسائس ومؤامرات ، وفتحوا فتحة كبيره لا يمكن اغلاقها بعد اليوم في جدار الصمت والتامر الذي ظل يحيط بهم ولا خوف عليهم بعد اليوم ، لا خوف عليهم لانهم نجحوا في الاختبار ، وعبروا بوابة الصمود والتضحيه واثبتوا ان امتنا لا تموت ، نعم انها تضعف ولكنها لا تلبث ان تنتتفض وتقف وتكسر كل الحدود ، وما جدار رفح الا اولها ، انه عهد الاسلام الحق القوي القادم رغم كل الحواجر المصطنعه الفولاذيه او الاسمنتيه او حواجز الكراهية والخوف التى زرعها اعداؤنا لتفصل بين اعضاء هذه الامه التى لا تموت ابدا حتى يرث الله الارض ومن عليها ، تحية لابطال غزه .

علي الاحمد

نفاق نظام بشار الاسد للمعارضه اللبنانيه

يتبجح اركان النظام السوري بانهم يحمون ويدافعون ويتبنون مواقف المعارضه اللبنانيه ويصفوها باوصاف القداسه والتبجيل ، ويبذلون اقصى الجهود لنصرتها في الجامعه العربيه ويقيمون التحالفات لتجسيد ذلك الدعم في اجراءات وقرارات ، ومن تلك الاوصاف : المعارضه الوطنيه ، الشريفه ، المقاومه ، التى ترفض الارتماء بحضن الاجنبي ….. وغير ذلك من قاموس النفاق السياسي لتبرير حقيقة ان تلك المعارضه انما هي مخلب من مخالب النظام السوري الذي لم يستوعب الى الان حقيقة كون ان نفوذه في لبنان نقلص كثيرا وصار قسم كبير من اللبنانيين ينظرون الى نظام بشار على انه الشر المحقق ، والعدو المتلبس بثوب الصديق ، وانه النظام الدكتاتوري المتربص بلبنان ليعيده الى الحظيره السوريه البعثيه البغيضه .

المعارضه اللبنانيه يحق لها حسب المفهوم السوري الحالي تحت حكم بشار الاسد ان تتمتع بكل الحقوق التى تكفلها الدساتير العصريه للمعارضات : حق التجمع والتظاهر وامتلاك اله اعلاميه عملاقه ، وان تشكل ما يشبه الدوله داخل الدوله ، وان تتلقى الدعم الكامل من الخارج ماليا واعلاميا ومعنويا ومشورات وتحالفات ، بينما نفس النظام ونفس الاشخاص لا يسمحون للمعارضه السوريه بالتفس ، ولا بتشكيل اي شكل من اشكال التظاهر او الاعتراض او انشاء بنيه لها بين الشعب ، يمنع اعضاؤها من السفر للخارج ويزج العديد منهم في السجون ، ويقدمون لمحاكمات فيها كل شيء الا الحق والعدل والانصاف .

المعارضه اللبنانيه يحق لها ان ترفض اي اجراء لا يحترم ماده في الدستور اللبناني تنص على العيش المشترك ، ويتنبنى ذلك بشار ومعاونيه في دفاعهم عن تلك المعارضه ويجادلون في ذلك الحق ، لكن المعارضه السوريه لا يحق اي شكل من اشكال العيش في وطنها وبين ابناء شعبها ومكانها الوحيد السجن او المنفى .

المعارضه اللبنانيه وبدعم كامل من بشار يحق لها ان تخيم في وسط بيروت لسنه كامله وتخرب مصالح الناس وتعرقل اعمالهم ، بينما تقوم المخابرات ا لسوريه بمنع ابسط اشكال التجمع لاي جهه من جهات المعارضه السوريه في دمشق او غيرها من المدن السوريه .

المعارضه اللبنانيه شريفه ووطنيه ومخلصه وولدت من ام واب شرعيين مائه بالمائه ولا ياتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها وتستحق الاحترام من بشار وازلامه ، زعيمها القائد الالهي الطاهر نصر الله يفوق كل القديسيين طهارة ونقاء وشرفا ، لن يجود التاريخ يوما بمثله ، ولد ثم عقمت النساء ان تلد مثيلا له ، ولكن المعارضه السوريه زنديقه لقيطه كافره بنت حرام ولدت من سفاح غير شرعي من ابوين مقطوعين من شجره لا يعرف احد اصلهما ، لذلك فان بشار يقتلها قبل تولد او يصير لها انصار واتباع ، ومن سابع المحرمات في عهده الحقير ان يكون في سوريه معارض ايا كان .

المعارضون اللبنانيون بدعم كامل من بشار يحق لهم ان يصدروا شهادات الشرف والكرامه والعزه ، وعندهم مؤهلات ليعرفوا كل شخص ويقيموه ويعرفوا بالضبط درجة نقائه او عمالته ، وبعضهم له الحق ان يخون من يشاء ويسفه من يشاء ويسب علنا وجهرا اكبر الرموز في لبنان الدينيه والوطنيه ، كل ذلك مسموح وحلال عليهم بدعم من سوريه ، اما المعارض السوري مهما كان فعليه ان يصمت صمت القبور والا يتفوه بكلمه اللهم الا اذا احب ان يشيد بانجازات بشار ونظامهم عندها يمكن له ان يتكلم ، اما ان يخوض في شان عام او قضيه تهم الوطن او المواطن عندها يا ويله ويا سواد ليله .

المسافه بين بيروت ودمشق ليست اكثر من ساعه بالسياره ، ولكن الفاصل بينهما يفوق السنوات الضوئيه في حجمه ، في بيروت كل شيء مسموح في عالم السياسه والاعلام والفن والاقتصاد ، وفي دمشق كل شيء مراقب ومحسوب ويخضع لرجال الامن الذين لا يعرفون قيمة لكرامةالانسان او حقوقه في الحياة العزيزه كما تتوفر للبناني المعارض او الموالي على حد سواء ، وكل ذلك بالرغم من ان لبنان لم يكد يتحرر من سيطرة تلك الاجهزه الامنيه نفسها ، ولكن شغف اللبنانيين للحريه جعلهم ينجزون في فترة قصيره كل ذلك الانجاز الهائل في مجال الحريات .

فرق هائل بين الحريه والدكتاتوريه ، دمشق

بين غوانتانامو- هم وغوانتانامو- نا

انطلقت اليوم عدة مظاهرات في عواصم العالم للتذكير بمأساة سجن غوانتانامو الامريكي الخاص في كوبا ، وكان مشهدا رائعا يمثل الشعور العام بين الشعوب التى توحدت على رفض الظلم الذي حاق بأولئك المعتقلين الذين تم سوقهم من افغانستان وباكستان واغلبهم تهمته الوحيده انه من اصل عربي . انه فعلا شعور نبيل نراه من اولئك المتظاهرين الذين تركوا اعمالهم واشغالهم ليرسلوا تلك الصرخه المدويه ضد التصرف الوحشي الامريكي .

واذا كان غوانتانامو الامريكي مرفوض عالميا ومدان وربما سيكون من اسؤأ علامات ادارة بوش للازمه بعد احداث ايلول المعروفه وما تلاها من تداعيات غيرت وجه العالم ، ولكن الا يحق لنا ان نتساءل غن غوانتانامو العربي وخاصة النسخه السوريه الاكثر قبحا وسوءا من كل النسخ العربيه الاخرى .

غونتانامو السوري ليس سجنا واحدا معروفا تزوره المنظمات الدوليه مثل الصليب الاحمر ، او منظمات حقوق الانسان ، انه عدد كبير من السجون لا يعرف اعداد من فيها ، ولا من مات فيها ، ولا ما يحدث فيها ، تبدأ بسجن تدمر الصحراوي سيئ الصيت ، الى سجن صيدنايا والمزه وفرع فلسطين وفرع القوات الجويه وسجن حلب المركزي وغيرها الكثير من تلك السجون الرهيبه التى لا يعرف التاريخ الحديث لها مثيلا لشدة التعذيب فيها وكثرة من قتل فيها .

سجناء غوانتانامو الامريكي امضوا الى الان حوالي ست سنين وتم اطلاق سراح الكثير منهم حتى الان ، وكثير منهم ارسل رسائل متعدده لاهله ، ويحظون بعناية صحية لا باس بها ، اما غوانتانامو سوريه حيث القتل والقمل والسل وشحة الظعام واللباس ، خرج الكثير من المعتقلين منه بعد 20 سنه بنفس الثوب الذي دخلوا فيه للسجن ، وقد امتلا بعشرات الرقع ، لم يحظو باي زيارة ولا مساعده من اهليهم ماليه او ملابس ، ولا دواء لامراض فتاكه حيث خرج الكثير منهم بعد ربع قرن وقد فتكت به الامراض العقليه والجسميه التى لا امل من شفائها ناهيك عن الجرح النفسي الغائر الذي لا يغلم مدى عمقه الا الله ، واكثر ما كنت اتعجب منه عندما كنت ارى لقطات للسجناء الفلسطينيين وهم يتابعون قناة الجزيره من داخل سجونهم في فلسطين وقلت في نفسي كم هو الفرق الشاسع بين السجين الفلسطيني عند اليهود بهذا الدلال ، وبين السجين السوري المقهور .

غوانتانامو السوري رهيب بكل ما تعنيه الكلمه ، قصص اغرب من الخيال حدثت فيه ، شهودها احياء يضرعون الى الله كل يوم ان ينتقم لهم عن كل دمعة او قطرة دم اراقوها من اجسامهم الطاهرة تحت سياط الاوغاد ، خرجوا منه مجردين من الحقوق المدنيه ، عائلاتهم فقيره او معدمه وكثير منهم لم يكن يعرف اهله هل هو حي او ميت بسبب طول المده ، ومنهم من تزوجت زوجته برجل اخر لظنها انه قد مات بالسجن من التعذيب او الامراض .

غوانتانامو السوري لا قيمة فيه للانسان ابدا ، واهون شيء فيه هو قتل انسانية البشر وتحويلهم الى مجرد اشباح ليس فيها احساس ، جلادوه غلاظ شداد يعصون الله في كل اوامره ويطيعون رؤساءهم المجرمين في كل شيء وهدفهم الاول قتل روح السجين واهانته واذلاله في جسمه وعرضه ونفسيته ، يشتمون الذات الالهيه دقيقه ، ويهددون السجين في عرضه واهل بيته .

غوانتانامو السوري ليس ست سنين ولا ستة عشر ولا سته وعشرين ، انه مفتوح على الزمن وقدرة السجين على الاحتمال ، منهم من امضى عشرين ومنهم خمسه وعشرين ، والكثير خرجوا منهم اموات ، وهناك من لم يحرج حيا ولا يعرف له قبر يبكيه اهله كل عيد ويتذكرونه ، انه سجن لا يلتزم بالزمن ولا بادوات الزمن ، حيث لا شمس في ردهاته ، ولا ظل ولا يعرف السجين الليل من النهار، الاوساخ والروائح الكريهة في كل مكان ، وامتهان كرامة الانسان يوميا في ذهابه الى دورات الخلاء ، او في تناوله القليل من الحساء ، ازدحام شديد في كل ارجائه بحيث يتناوب السجناء النوم والجلوس لعدم كفاية المكان لهم جميعا لينامو وقت النوم ويجلسوا وقت الجلوس .

غوانتانامو الامريكي ليس فيه محكمه ، والسوري فيه محكمة عسكرية مدتها خمس دقائق واحكامها مسبقة الاصدار ولا سبيل فيها للدفاع عن النفس ، ولكن الفرق بينهما ان السجان الامريكي غريب عن السجين ، بعيد عن ثقافته وطريقته في الحياة ومصنف على انه عدو ، ولكن السجان في غوانت
انامو السوري بن بلدك ، ومن لحمك ودمك ، وربما كان جارك وهناك قصة طريفه ان القاضي العسكري كان في احدى المرات من نفس بلد السجين الذي تتم محاكمته ، فتعرف القاضي على السجين وقال له الست فلان ؟ قال بلى انا بن بلدك وجارك ، قال القاضي الست الطبيب البيطري الذ قتل بقرتنا ؟ قال السجن الطبيب البيطري لم اقتلها ولكن حاولت ان انقذها ولكن حالتها كانت خطيره وماتت ، قال له القاضي انت محكوم اعدام ( كتاب شاهد ومشهود ) .

في غوانتانامو السوري ( تدمر ) ذهب طبيب طائفي حاقد الى حراس السجن من ابناء طائفته الحاكمه في سوريه فقط لينتقم من طبيب زميله فقط لانه فشل في كسب قلب فتاة زميلة لهما في كلية الطب ، فتزوجها السجين ، فما كان من الطائفي الحاقد الا ان تبعه الى السجن وطلب من الزبانيه ان يضاعفو له العذاب حتى يموت ، وفعلا صبوا عليه انواع العذاب حتى لاقى وجه ربه مظلوما اسيرا ليرضى حقد وغل ذلك العلج الذي رفضت زميلته ان تتزوجه فحقد على زوجها المسكين حتى قتله ( شاهد ومشهود ) .

في غوانتنامو السوري يقف السجان فوق سطح السجن حيث يرقد عشرات السجناء المظلومين ، وعندما يشعر انه بحاجة للتبول يقف مباشرة فوق الفتحه في سقف ردهة السجن ويتبول فوق السجناء .

في غوانتانامو السوري يجبر السجان اخوين شقيقين على ممارسة اللواط ببعضهما البعض امام والدهما السجين معهما . وفيه ايضا يجبر السجان الطائفي البغيض الحاقد ، يجبر احد السجناء على اكل فاره ميته قتلها السجناء بينما كانت تتبختر بينهم في المهجع ( شاهد ومشهود ) .

ان غوانتانامو الامريكي ليس اكثر من متنزه اذا ما قورن بنظيره السوري الذي كان وما زال اكبر انجازات البعثيين لسوريه خلال سني حكمهم غير الرشيد لسوريه الابيه .

ولكن مهما الظلم والبطش والتنكيل في السجون السوريه ، فلا بد له من نهاية لان الظلم لا يدوم ابدا ، تلك هي سنة الحياة في الكون ولن تتغير من اجل عيون الحاكمين في دمشق ، سيأتيهم يوم مهما بلغ الياس من السوريين ، عندها سيعرف العالم كله مدى البشاعة والقسوه التى ميزت حكمهم خلال العقود الاريعه الماضيه ، لن يكون بشار استثناءا عمن سبقه من طغاة وظالمين على مر العصور ، والايام هي الحكم .

علي الاحمد ِِ

كما وصلتني من معارض سوري أثق بروايته

اموات” اكتشف بعد عشرات السنين بانهم قابعون في السجون السورية

نشرت صحيفة الغد الأردنية الصادرة يوم السبت 9/12/2006 قصة الفلسطيني أحمد محمود الشايب.. المعروف أنه متوفى منذ أكثر من 37 عاماً.. وعُرف قبل أيام قليلة أنه نزيل أحد السجون السورية في مدينة اللاذقية.. وقد تجاوز عمره الثالثة والسبعين.

نحن السوريون اعتدنا على مثل هذه الأخبار.. فصفحة النظام السوري الذي أتى به حفنة من الضباط المغامرين فجر يوم الثامن من آذار 1963 مليئة بآلاف الحوادث المشابهة.. سواء كانت مع السوريين أو العرب.

وأنا شخصياً سمعت من رفيق سفر قصة شبيهة بمثل قصة الشايب.. وقد حدثت تلك القصة مع والده قبل عشر سنوات تقريباً.. ورفيق سفري كان أردنياً وروى لي ما حدث مع أبيه قائلاً:

درست في بغداد، وتخرجت من جامعتها حاملاً البكالوريوس.. وعدت إلى أهلي الذين فرحوا بعودتي فائزاً بالشهادة الجامعية.. وفي غمرة فرح الأهل بي.. أصرت أمي على زواجي لتكتمل الفرحة.. ولم أخيب رجاء أمي فقبلت حتى بمن اختارتها لي.

بعد فترة قليلة من زواجي أخبرنا وال
دي أنه ينوي السفر إلى دمشق.. لقضاء بعض الوقت للاستجمام كعادته في كل عام.. وكان في حينها قد تجاوز الستين من عمره.. ودّعنا الوالد الذي استقل سيارة أجرة ميمماً وجهه نحو دمشق
.

مضى على غياب الوالد نحو أسبوعين دون أن يتصل بنا على غير عادته.. فقررنا الاتصال بكل أرقام الهواتف التي نعرفها.. والتي من الممكن أن يكون قد زار بعض أصحابها للعلاقة الحميمية التي تربطه بهم.. ولكننا كنا نفاجأ في كل اتصال بجواب واحد: لم نلتقي معه أبداً ولم نره.

في اليوم التالي حزمت أمري وتوجهت إلى دمشق.. ورحت من ساعة وطئت قدماي المدينة أبحث عنه في الفنادق والمستشفيات ومراكز الأمن دون أن أجد له أي أثر، أو تَعرّفَ عليه أحد.

عدت إلى عمان حاملاً الخيبة والحزن والألم.. والتقيت مع الأهل وقصصت عليهم كل ما جرى معي.. فكان يوم حزن لف الأسرة والأقرباء والأصدقاء.

ومضت الأيام والشهور.. ونحن نرجو أن يطل علينا الوالد فجأة.. ولكن دون جدوى.. فقد فقدنا عميد أسرتنا والخيمة التي كنا نستظل بها.

وقررت العائلة احتساب أمره إلى الله وإعلان وفاته.. وأقمنا يوم عزاء.. وأجرينا عملية الوفاة رسمياً.. وتوزعنا ميراث الأب المفقود.