إرفق بنا يا شيخ أحمد نوفل
للاسف فان بعض إخوتنا الفلسطينيين يقيسون كل شيء في الكون بمقياس ما يفيدهم وما يقدم لهم العون في قضيتهم العادله في فلسطين . ومع كل تعاطفنا ومؤازرتنا لهم في تلك القضيه التى هي محور المحاور ، ولكن ليعذرنا إخوتنا الفلسطينيين في بعض القضايا التي يخالفون فيها المنطق والعقل وحتى الاخلاق في تعاطيهم مع ما يخالف مصالحهم الانيه المحدوده .
ومن أهم تلك المواقف غير الصحيحه أبدا ما يعتبرونه صمود وممانعه وتضحيه من نظام بشار المجرم ، حيث يصلون في تمجيده الى درجات غير مقبولة أبدا بحجة أنه يقدم لهم العون والدعم – الكاذب – من خلال إيواء بعض قياداتهم وتسهيل تحركهم ، أو إرسال بعض شحنات الطحين والمواد الانسانيه الى غزه المحاصره .
إن هذا الدعم هو واجب وليس منحه او منّه من أي نظام عربي للاخوه الفلسطينيين ، فإذا قام به البعض مثل الاردن او دول الخليج او الجزائر والمغرب فهو إنما يقوم بأبسط حق وواجب عليه تجاه الفلسطينيين ، وإذا قصّر به كما كان دور الخبيث مبارك في الحصار فهو عار وإثم يلحق به الى يوم الدين .
الخلاف الاساسي بيننا كسوريين معادين لنظام بشار وبين الاخوه الفلسطينيين المتحمسين لمواقف النظام السوري ، الفرق هو في النظره والتقييم للنظام بالاساس ، ولدوره في دعم وتقوية حزب الله الشيعي في إطار الحلف الايراني ، في الوقت الذي يذبح فيه النظام ويعتقل ويعذب جميع أبناء السنه في سوريه من كافة الاتجاهات السياسيه أو الفكريه او العرقيه ويهجرهم في المنافي بينما يفتح أبواب سوريه على مصراعيها للتمدد الشيعي الايراني الصفوي .
هذا هو لبّ الخلاف بيننا وبينهم ، وما جاء في مقال السيد أحمد نوفل مؤخرا وقبله إسحق الفرحان وياسر زعاتره ، كله يصب في تلك الناحيه التى تبين بوضوح أنهم مغشوشين مخدوعين بأكياس الطحين والخيم التى يقدمها بشار للاخوه في غزه ، والتى هي حق وواجب وفرض عين ، بينما يقوي ويدعم حزب الله ضد أهل طرابلس وضد الحريري وغيره من زعماء أهل السنّه في سوريه ولبنان.
ما يقوم به بشار لأجل فلسطين هو خداع وكذب ، والدليل هو كل ما فعله في تفتيت الفصائل الفلسطينيه في دمشق ودعم الانشقاقات بينها ، وموقفه من عرفات ومن المخيمات إبان الازمه اللبنانيه ، ومواقفه المخزيه من نقل المعلومات للمخابرات العالميه إبان الغزو الامريكي للعراق ، والطبيعه المافياويه للنظام التى تجلت في حرب ليبيه ومشاركته في قتل المدينيين الليبيين من أجل حفنة من الدولارات القذافيه .
الاصل في الخلاف أنهم ينحازون الى نظام لا أخلاقي ولا وطني لانه فقط يقدم لهم بعض الدعم غير الاساسي بينما يحظى حزب الله وإيران بالولاء والتحالف من ذلك النظام المعادي لشعبه .
النظام سيزول والشعب السوري سيبقى ، وسيجد الاخوه الفلسطينيين أنفسهم أمام الشعب السوري الوطني المخلص الوفي الذي سيتناسى تلك المواقف التى نعرف أنها تصدر عن قلة خبره ومعرفه بطبيعة ذلك النظام ، ولكن ما نطلبه من قيادات الفلسطينيين مثل خالد مشعل وأحمد نوفل والفرحان أن يرافوا بقلوبنا ومشاعرنا والاّ يجرحونا في الوقت الذي يمدون فيه يد المودّه والحنوّ لهذا النظام الذي تقطر يده دما زكيا طاهرا يسيل في كل المدن والقرى السوريه اليوم .
إرفقوا بنا يا إخوتنا الفلسطينين ولا تفتحوا مجالا لان يحسبكم البعض طابورا خامسا للنظام مما سيوّلد الكره لكم بين السوريين كما حصل لاهل الكويت أثناء دخول صدام اليها وكيف تم تجيير مواقفكم لصالح صدام وخسرتم الى الابد الشفقه والتعاطف من أهل الكويت بسبب بعض المواقف غير المدروسه ، لاتجعلوا مصلحتكم تعلو على مصالح الامّة كلها ، نعترف بالحيف والظلم الذي يلحق بكم ولكن هذا لا يبرر أبدا لكم الوقوف مع الظالم ضد شعبه ، ومع المجرم القاتل السفاح الذي عجز اليهود عن مجاراته ومحاكاته في جرائمه .
علي الاحمد

تعليق واحد على

  1. nana.nana1990

    اما عن تمجيد نظام السيد الاسد فهو يستحق اكثر مما تستحق انت وما تجلس في احضانهم واما عن المعونات فهي افضل من السموم والاحقاد التي تبني عليها افكارك واما عن ابداة النظام وذهابه فؤكد لك بانها المقصد الاساسي لامثال واابشرك ببشرى عظيمة باننا سنقاتل حتى اخر قطرة الى جانب الدكتور بشار ولانك لم تسمع بجيش التحرير الفلسطيني الذي هو لا اكذب عليك واقول لك لتحرير فلسطين انما هو لتحرير سورية من امثالك ورد الجميل للقيادة القوية العربية الصامدة في وجه من يحتضنك واما عن وصفك بشار بالسفاح فمردود عليك لانك عندما تنظر الى نفسك النتنة من دالخا ستجد مليئة بالعفونة من الحقد والكراهية

    رد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *