اليوم في تونس وغدا في دمشق … حيا على الثوره
ربما يكتب لتونس ، هذا البلد الصغير ، أن يكون الصاعق الذي يفجّر الثوره في أوساط الشعوب العربيه التى تئن تحت سياط حكامها الطغاة . تونس تحت قيادة هذا الرجل المسمى زين العابدين بن علي ، وهو ليس بالزين ولا بالعابد ولا بن علي ، هذا الرجل الظالم المفتري الذي يحارب الفضيله وينشر القهر والظلم ويستعد لتوريث الحكم ، أوصل بلاده الى مرحلة من التفجّر دفعت بالشباب العاطل الى الشوارع ليكون – ربما – أول شعب عربي يدشّن قطار التغيير من خلال القوى الشعبيه .
تونس وسوريه من أسوأ البلدان العربيه وربما في العالم كله من حيث القمع وحكم البوليس ، الفرق الوحيد أنّ التونسيين ليس لديهم طائفيين كما هو الوضع في سوريه ، التوانسه كلهم مسلمون وكلهم على مذهب الامام مالك ، ومع ذلك فقد وصل الى حكمهم رجل متجبر طاغيه أذاقهم الذل والهوان ومنع النساء من العمل او التوظيف اذا كنّ يرتدين الحجاب ، بل وحتى من دخول المستشفى وهو الامر الذي لم يصل اليه بعد نظام بشار في دمشق الذي طرد مئات المعلمات المنقبات من العمل والتدريس . ولكن ما لا يتصف به نظام تونس – رغم التشابه الكبير بين النظاميين – هو انه لا طائفيين حاقدين في صفوفه .
التونسيين محظوظون أكثر ، اذا ليس لديهم إرث دموي كما هو الحال في سوريه ، حيث لا تدمر ولا حماه ولا الاف المفقودين ، لذلك فان المواطن منهم يمكن ان ينزل الى الشارع وليس في عقليته ومخيلته ذلك الارث من القمع والقتل الذي حصل في سوريه . لذلك يمكن أن ترى العفويه التى إنطلقت بها الاحداث إثر محاولة شاب حرق نفسه بسبب إعتداء الشرطه عليه وهو يبيع بعض حاجياته .
تونس تثور اليوم في وجه الطغيان فهل يمكن أن نتوقع أن يثور الشعب السوري يوما في وجه جلاديه ؟ الجواب بالتاكيد نعم لانه الشعب نفسه الذي طرد الفرنسيين ، ولانه نفس الشعب الذي ثار في حماه وحلب وجسر الشغور ، وهو نفس الشعب الذي صمد في وجه رشاشات رفعت الاسد في سجن تدمر . وهو نفس الشعب الذي أنجب هيثم المالح وطل الملوحي وغيرهما من الصامدين في صيدنايا وعدرا .
اليوم تونس وغدا دمشق … علينا أن نتفاءل لان الشعب الحي لا بد من أن يثأر من لصوصه وجلاديه .
علي الاحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *