أمة تهون … وترضى بالهوان
إن ما وصل إليه أمر أمتنا من ذل وهوان وإستكانة لا يمكن تخيله وتصور حدوده . تكالبت علينا أمم الارض كما قال الرسول الكريم أننا سنكون يوما في مرحلة الغثاء كثغاء السيل وهو القش الذي يطفو على ظهر السيل . غزتنا الامم الاوربيه وحتلت أرضينا في بداية القرن الماضي ثم رحلت بعد أن إطمئنت أنها تركت وراءها من ينفذ سياساتها ويعمل حارسا أمينا على مصالحها . ثم جاء الغزو الصهيوني الى درة أرض الاسلام في فلسطين واقام كيانه خنجرا مسموما في قلب الامة .
ثم توالت هزائمنا وإنتكاساتنا الواحدة تلو الاخرى ، حيث قفزت الى هرم السلطة في سوريه طائفة حاقدة على الاسلام وأهله ، مدفوعة بحقد مئات السنين عندما انكشف زيفهم وباطلهم للمسلمين فحاربوهم وطردوهم الى اعالي الجبال وقال بن تيمية قولته الشهيره التى جعلت منه عدوهم الاول الى ان يشاء الله : قال انهم اكفر من اليهود ، وصلت تلك الطائفه الى زمام السلطه وراحت تمارس ابشع مخطط تصفية وتقتيل وتقطيع في أوصال هذا الوطن الذي هو في مكان القلب من الامة وقضاياها ، فحولته الى بلد مسخ تابع للفرس يدور في فلكهم وينشر الرذيلة ويمنع الفضيله .
القسوة والبطش وإنتهاك الحرمات الذي قامت به تلك الطائفه شجعت وأعطت الفرصه لكل من يريد أن ينال من عزيمة وعقيدة وشخصية هذه الامه وكرامتها ، فهانت تلك الامة على الجميع ولم يعد لها من منعة او هيبة ، وتداعى عليها جميع الاكلة من كل الملل والنحل .
شخص تافة لا يساوي درهم في أحسن أسواق الارض ، يصل به الصلف والكبر أن يكتب كلاما يسخر فيه من جباراالسموات والارض ويقول ان الاسلام يحتاج الى تصحيح ، وهو لا يعرف من احكام الاسلام شيئا ، ولا يعرف نواقض الوضوء وهو ملحد خارج من الدين ومن بعده الخلق ، لان من يسيئ الى عقيدة أمة كاملة لا يعرف شيئا عن الحق ولا يعرف ما يعني كلامه وما يمكن أن يسببه له من إشكالات في الدنيا ومن عقاب يوم الاخره .
ويستمر الصمت والسكوت ولا نرى من يرفع عقيرته ليقول : هذا كفر لا نرضى به . فمن قائل يقول أنه تافه لا يستحق الرد ومن قائل أنه يريد الشهره بأي ثمن حتى لو كان عن طريق مس المحرمات ، والنتيجة أنه سادر في غيّه ، ماض في طريقه لانه لا احد يمكن ان يخاف منه .
هذا هو حالنا ، تكالبت علينا الامم ، ثم تطاول علينا أحط الخلق وأكثرهم سفها ، من نصيريين ، ثم تجرأ علينا من هو أحط من ذلك من أمثال بن الحاج صالح أشعث الشعر من غير سفر ربما لانه لا يملك من الوقت ما يسمح له للنظر في المرآه ليرى كيف هو وجهه النحس .
علي الاحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *