حملة بشار الاسد على النقاب
لا يجوز ابدا أن نستغرب الحملة الجديده التى طالت المنقبات في سوريه من حيث الفصل من العمل او النقل التعسفي الى مواقع لا تمت بصله الى عمل تلك الفئه من المجتمع ، او محاربتهن في كل شيء ،في لقمة عيشهن ، او وظائفهن او أي شيء غير ذلك ، لان الاصل في سياسات هذا النظام العنصري النصيري أنه نظام النكد والعنت والظلم على كل فئات المجتمع بلا إستثناء .
ومن من المجتمع السوري لم تطاله يد النقمة من هذا النظام ؟ هل هم العمال أم الفلاحون أم المثقفون أم التجار أم أصحاب الحرف الصغيره ؟ من سلم من بطش النظام وقمعه وإفقاره للبشر وإذلالهم في طوابير المازوت الشهيره ؟ حتى أطلق أحدهم على سوريه إسم جمهورية المازوت ساخرا ، أم أنّ علينا أن ننسى أو نتجاهل مغمضين الاعين عن العار والذل الذي وصل بنا الحال أن توزع الامم المتحده إعانات للسوريين في الجزيره المسحوقه تحت وطاة الجفاف ، أليس هؤلاء البعثيون والطائفيون هم من أفقرونا حتى صار قسم لا باس به من الشعب في عداد المتسولين على أبواب المنظمات الانسانيه والاغاثيه ، بعد أن سرق ونهب رامي مخلوف وغيره من أباطرة النظام خيرات الوطن وحولوا أهله الى جياع وعراة ومتسولين .
سوريه بلد الخير والعطاء والانتاج الزراعي والصناعي التى قال عنها يوما في الستينات وزير خارجية ماليزيا ، قال : أطمح ان أجعل بلادي مثل سوريه ، فأين هي ماليزيا اليوم وأين هي سوريه – المتسوله- على صناديق الاعانه الدوليه ، القابعه في ذيل الدول المتخلفه في كل النواحي ، والمتوسمه أبشع وسام في الفساد على مستوى أمم الارض كلها .
سوريه الدكتاتوريه الوراثيه النظام البوليسي الذي لا مثيل له في المنطقه من حيث إستخدام القوه ضد الشعب ومن حيث سحق اي حركه للتحرر من إثم البعثيين الذي أذل البلاد والعباد منذ ما يقرب من نصف قرن .
هل نستغرب اذا أن تتوجه تلك الحمله الى المنقبات السوريات ؟ هل هذه الحمله تشمل بثينه شعبان او اي من حرم كبار القتله والمجرمين في اجهزة الامن ؟ ام هي فقط ضد اخواتنا الطاهرات العفيفات من بنات السنه الطاهره ؟ ان من سن تلك القوانين يعرف انها لن تطال ايا من بناته او اخواته ، وانما هي موجه لبنات اعدائه – بنات الطائفه السنيه الطاهرات – ، ولن تنال ايا من السافرات الشائنات بنات السكر والنوادي الليليه .
انها حملة تشمل الجميع ، ولا يخلو مواطن واحد ولا شريحة واحده لم تتأثر بهذا النظام المسخ الذي أخرج سوريه عن إطارها العربي القومي الاسلامي وربطها بأيديولوجيات الفرس والشيعه وحرم أهلها من توجههم الطبيعي كونهم جزءا من أمة الاسلام السنّيه الشافعيه او الحنفيه ، ليوردهم موارد السوء والهلاك في تبني تلك النظريات العقديه الباطله .
ولكنها والله ما هي الا تخبطات السكران ، وتقلبات الاحمق ، وترنحات الواهن الساقط ، إنها ضربات عشوائيه تضرب هنا وتضرب هناك مشيرة الى خوائها وفشلها وتخبطها وتيهها في أتون الرذيله ، وكل يوم تتكشف عورات وسوءات لتلك الحثالة الحاكمة في دمشق ، بالامس إكتشفت مصانع لتحضير الحبوب السامه والمخدره يتم إنتاجها في حمص وتنقل الى دول الخليج مما سبب أزمة مخفية بين قطر وبين النظام السوري الوقح الذي لم يعد لدية أي محرمات وأي خطوط حمر في سبيل المزيد من الفساد والمزيد من المال الحرام بغض النظر عن مصدره وتمويله.
صبرا أخواتنا في سوريه ، كما صبرت اخواتكم وجداتكم على نزع الحجاب في الثمانينات من قبل مظليات المجرم رفعت الاسد ، صبرن صبر الجبال حتى زال رفعت وهوى الى مزابل التاريخ ولا يعرفه أحد الا باللعن والبعد في الدنيا قبل الاخره ، صبرا فإن فجر الحرية قادم لكنّ وللجميع ممن إكتوى بنار هذا النظام الحاقد ، صبرا أخوات الخنساء وصويحبات أسماء ، وبنات عائشه وحفيدات خديجه فان ليل لظلم لا بد له من فجر أبلج .
علي الاحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *