الأرشيف

لا صوت فوق صوت الثورة
الثوره اليوم في سوريه واقع ملموس ينبض في كل أنحاء الوطن من شماله الى جنوبه ومن غربه الى شرقه ، ثورة حقيقية حرة مصبوغة بالدم ، تتدفق قوة وعنفوانا وحيوية . من درعا الباسله الى دوما البطله الى حمص بن الوليد ، قام الشعب السوري بعد طول صبر وانتظار ، قام ليحطم أغلاله ويصنع المستقبل المشرق لابنائه ، قام قومة رجل واحد يحرق صور الصنم وتماثيله وكل ما يرمز لحقبته الباطلة من رموز . إنتفضت المدن والقرى والحواضر لتسطر الثورة السورية الثانيه وكانت الرصاصة الاولى أيضا من أرض حوران أرض الشهداء والابطال.
بعد اليوم ما في خوف ، أحد شعارات الثوره إنطلقت بالامس من القامشلي والبوكمال وداريا وحرستا ومدن الساحل ، واحد واحد واحد : الشعب السوري واحد ، إسلام ومسيحيي كلنا وحده وطنيي ، شعارات ولا وأجمل ولا أروع ببساطتها وعفويتها وبعدها عن أي تنميق او تزيين ، تنطق بها حناجر عشرات ألوف من السوريين الذين يواجهون الدعاية الاعلامية الرسميه الهزيله ، ويواجهون الرصاص الحي والعصي الكهربائيه وقنابل الغاز ، ويواجهون الحقد من تلك الحكومه التى أذلتهم وقهرتهم طيلة عقود من حكم الحزب الواحد المتسلط على رقاب العباد والبلاد .
سوريه تسير نحو الفجر القادم الذي صار اليوم أقرب من كل يوم ، فجر جديد لابنائها وبناتها بلا خوف ولا قمع ولا نهب للخيرات والثروات ، فجر مشرق بعد عقود طويلة جثم فيها وخيّم النظام الشمولي على عقولهم وقلوبهم وصدورهم .
سوريه تتحرر وتفك قيدها بيدها ، بلا إستقواء ولا إستجلاب للأجنبي ، تنتظر دعم وتأييد أشقائها العرب والمسليمن لتتمكن في صياغة مستقبل آمن لابنائها .
سوريه الجديده : دولة حديثة مدينة تحترم القيم والاخلاق وتحض على إحترام معاني الحريه والكرامه والديموقراطيه والتبادل السلمي للسلطه ، لا إمتيازات فيها لمصاصي دماء الناس ، ولا أولويات فيها الا لخير ومصلحة جميع أبنائها من مختلف إنتماءاتهم الفكريه والسياسيه والمذهبيه .
سوريه الى المجد ، الى الخير ، الى رفع الظلم المقيت من على ظهور أبنائها ، سوريه تتحرر، الله اكبر اكبر.
علي الاحمد

سوريه تتنفس الحريه
أسبوعين كاملين مرّا على بدء الثورة السوريه المباركه الميمونه المخضبه بأذكى وأطهر الدماء . جنى فيها الشعب السوري لحد الان عشرات المفاخر والمزايا ، وتلطخت أيدي النظام وسمعته فيها بكل ما هو سيء ووقح وشرير ، إبتداء من الكذب الرخيص وتزييف الحقائق وإنتهاء بالقنص والقتل الغادر كعادة المجرمين الذين عرفناهم كما لم يعرفهم أحد في العالم مثلنا .
أسبوعان كاملان من المواجهات القوية والباسلة والشجاعة مع قوات الامن التى كان يفترض فيها أن تدافع عن المواطن على الحدود وفي الداخل ليعيش في أمان ، لكنها تحولت الى جحافل من الاوباش والانذال والشبيحة وغير هم ممن عرفناهم في الثورات العربيه المنتصره واتخذوا أسماء مختلفه مثل البلطجيه والزعران وغيرها من أسماء السوء ، يركبون سيارات الدفع الرباعي والهمر التى تربوا عليها في عز أباءهم من ضباط الامن والجيش الطائفي ليتم إعدادهم لهذا اليوم وللايام الباقيه ليقتلوا الناس بلا تمييز ولا رحمه فقط لانهم إندفعوا الى الشوارع بقلوب مؤمنه وعقول واعيه ، وربما بجيوب فارغه الا من دريهمات يكسبونها كل يوم لسد رمق عائلاتهم .
معركة غير متكافئة أبدا بين نظام وحشي قمعي يسخّر ثلاث أرباع الميزانيه للامن والجيش وقوات الشرطه ، وبين مواطنين يحملون لافتات تدعو للحريه وهتافات عفويه : خاين يلي بيضرب شعبو .
ثورة سورية عارمه سحبت ألق الثورات الاخرى ورصعته بدماء أبنائها ، ففي حوران الباسله لقّن أهالي درعا والصنمين وإنخل وباقي القرى ، لقنوا الطغاة درسا في الشجاعة والاقدام والاباء وضمخت دماءهم الارض الطهور لتكون درعا أول مدينة ترمي تمثال الصنم البعثي وترفع علم الحرية الاحمر المضرج بالدماء . وقد قلت يوما ، وكلا مي موثق ، قلت للخائن فاروق الشرع إن هذا النظام هو عدو لك ولشعبك ولاهلك فمن المعيب لك أن تقبل به وأن تعمل في ظله .
وقامت اللاذقية قومة رجل واحد ، وبان هناك العوار الطائفي على حقيقته ، فمن جهة الشعب يصلي السنه وراء إمام علوي كما نقل الكثيرون ، ومن جهة أبناء الضباط والقاده الكبار الذين يعرفون بالشبيحه الذين هم فوق القانون وفوق الاخلاق وفوق القيم ، يختبؤون فوق الابنية العاليه ويصوبون أسلحتهم الى الصياد والفلاح والعامل اللاذقاني ليردوه صريعا مضرجا بدمائه ، ويدفع أبناء المدينة أغلى ما لديهم من دماء على مذبح الحريه الذي يستقبل كل يوم عشرات السوريين من مختلف المحافظات .
حماه وحمص الباسله ودمر وريف دمشق ومناطق عده من دمشق ، كلها تنتفض في وجه الجلادين المجرمين ، مئات يساقون للسجون كل يوم وقليل جدا من يفرج عنهم بعد تعذيب وإهانات لا تحتملها الجبال .
تصمت حلب الشهباء خلال الاسبوعين الماضيين ولا يعرف أحد سر صمتها ، تصمت وتحرج أهلها بصمتها ، ولكن الامل ما يزال يحدو الكثيرين لكي تكون ضربتها القاضية والقاصمة لظهر النظام المجنون . أما الاخوة الاكراد فلم يقدموا كل ما لديهم وهو كثير ، وينتظر الجميع منهم وقفتهم المشرفه تجاه أبناء المحافظات الاخرى التى تدفع الدم كل يوم ثمنا للخلاص .
سوريه على فوهة بركان يغلي ، سوريه تتنفس الحريه لاول مره في تاريخها الحديث منذ مجيئ البعثيين ، يقول احد شهداء درعا وهو يلفظ انفاسه الاخيره : لقد عشت أربع ايام قبل موتي أحسست فيها بطعم الحريه الحق .
سوريه تتحرر بدماء أبنائها ، يبصق في وجه بشار كما بصقت سيدة دمشقية عليه وهو يغادر مجلس اللاشعب ، سوريه تجدد دماءها التى تيبست في العروق ، سوريه تتحرك نحو الشمس وهي تشرق بلا خوف ولا قمع . سوريه تتحرر .
الله اكبر ..الله اكبر … الله اكبر

ما حصل في اليومين الماضيين في دمشق وغيرها من المدن السوريه إنما كان أول إرهاصات وحراك للجسم السوري المثقل بآلام عشرات السنين من الظلم والقتل والخوف وحكم الامن والبوليس . بداية تململ لجسد مخدّر منوّم مكبل بألف قيد ، يحاول أن يفك أول عقدة من تعقيدات الحبال التى نسجها الجلاد حول رقبته ورجليه ويديه ومعصميه ولسانه وحتى عينيه .
بدأ الان يبصر ويرى ما حوله : ثورات هنا وهناك وهيجان شعبي في كل مكان ، الشعوب تأخذ حريتها من جلاديها . بينما يصر الجزار القاتل الممسك بقوة بتلابيب الشعب السوري ، يصر على مواقفه ولا يتراجع قيد أنمله ، ينشر قواته وأزلامه وعيونه في كل مكان ليسجل أي حركة أو سكنة يقوم بها الفقراء والمحرومون وأبناء المعتقلين وحرائر الشام ، أنهى كل واجباته على الجبهه مع العدو ، وصار له هم آخر لا علاقة له بالجبهه ولا بالعدو ، فهي هادئة مسترخيه ووجّه كل قوته وجيشه ورجال أمنه الى حلب وحمص وحماه ، طبعا لا خوف ولا وجل من القرداحه ولا من جبال العلويين لانه المأمن الاخير له والملاذ الاخير له اذا ما ضاقت الضائقه به .
الشعب بدأ يدرك ما عليه فعله في ظل تلك الاجواء الملتهبه واعيا كل الوعي طبيعة النظام وطبيعة المرحله وماذا يعني لشخص مثل بشار الاسد أو ماهر الاسد أو آصف شوكت أن يفلت النظام من يده ويتحوّل الى الشعب المسكين المعذب كل تلك السنين .
أول الارهاصات لتلك الثورة القادمه المباركه هي ما حصل من كتابة شعارات في الليل على جدارن العديد من المدن السوريه تعارض النظام وتحث على التحرك ، ثم ما تم تناقله عن إعتقال أطفال مدرسه في درعا بسبب مشاركتهم في تلك الكتابات .
مئات يتجمعون في دمشق أكثر من مره ، عائلات وأولاد المعتقلين يعتصمون أمام وزراة الداخليه ولكن اليد البشعه الغليظه لأنصار النظام تعتدي عليهم وتضربهم وتهين النساء الحرائر وتعتقلهن بشكل وحشي .
لا بأس أيها السوريون كلها بدأت كذلك بشكل تدريجي وخفيف ، في تونس ومصر وليبيا واليمن ، وكلها تحولت فيما بعد الى براكين تهز الارض تحت أقدام الطغاة المجرمين .
كلها بدأت بسيطه ثم تحولت الى سيل جارف يطرد الوسخ والقهر الذي خلفه بشار وأبوه من قبله طيلة كل تلك العقود ، كلها كانت مثل كرة الثلج التى تدحرجت وأطاحت بالرؤوس الكبيره ، أين هو الحبيب العدلي الوزير المصري القاتل ؟ وأين هو حزب بن علي الذي إنفرط عقده في لحظه كما تنفرط حبات المسبحه ، وأين هو مبارك وأولاده ؟ هل بشار المجرم أكرم عند الله تعالى من هؤلاء الذين سبقوه الى مزابل التاريخ ؟ لا والف الف لا .
لن تكون سوريه مختلفه عن مصر وتونس ربما الا من حيث موقف الطائفه التى ينتمي اليها الرئيس وما اذا كانت ستقف معه في وجه الشعب أم أنّها ستنحاز الى خيار الشعب وتتخلى عن السراق واللصوص الذين يستخدمونها كغطاء لكل مخازيهم ، وهنا يجدر الاهابه بأبناء الطائفه العلويه لتحسم موقفها وتختار بين النظام او الشعب الذي ملّ وسئم من تلك السياسات الفارغه على مدى نصف قرن .
موعدنا مع الحرية يقترب أيّها السوريون الابطال ، سنصنع الاستقلال الثاني قريبا إن شاء الله، ستحرر سوريه وأهلها من الظلم والقهر الى الابد ، لا مخلوف بعد التحرير ولا أجهزة الامن الظالمه ولا زوار الفجر المجرمون .
إنكم تستحقون هذا وأكثر أيها الشعب السوري الذي عاني وصبر ومضع العلقم قبل أن يصله هذا اليوم الاغر الذي صار قاب قوسين او أدنى.
إنه يومنا أيها السوريون ، وقد أوشكت أيام الظلم على الزوال .
دولة الباطل ساعه ودولة الحق الى قيام الساعه .
علي الاحمد

ميثاق شرف لاسقاط الطائفيه
تقدم أحد ناشطي المعارضه السوريه قبل أيام بورقه تحت عنوان ميثاق شرق ضد الطائفيه في سوريه ، وهي في المجمل كلام طيب وموزون ولا يجادل فيه أحد ، بالرغم من أنّ كاتبها –ياسين الحاج صالح – بإنتمائه اليساري العلماني يحارب أي نزوع للتدين أو حب الدين ، لذلك فان نكهة الورقه تنحو ذلك المنحى ، حيث يطالبنا بألا نحابي أصولنا الدينيه على حساب الانتماء الوطني ، وأنه لا يجوز لاحد أن يتم تعريفه على أساس موروثه الديني او الثقافي ، يعني يريد منا أن نكون أشخاص مجردين من التاريخ او الثقافه او أي شيء يمت للماضي بصله ، وأن نكون أشخاص جدد في الشكل والمضمون والتفكير مغسولين ومنفصلين عن أي شيء يربطنا في ذلك التاريخ . وفي هذا ما فيه من الانحراف والخلل وعدم الواقعيه لان البشر مرتبطين بماضيهم شاؤوا ام ابوا ، الا اذا كان هو شخصيا لا يشعر بأي صله له بماضيه اليساري الشيوعي فهذا امر اخر ، ولا يجوز له طلب الاخرين للاقتداء به لان ماضيه اليساري الشيوعي لا يشرف احد .
ولكن الاخطر في رأيي ان الورقه تفترض خطأ أن هناك مناخ طائفي يدعو له البعض أو يروج له البعض ولا تتطرف او تكشف أن الطائفيه هي أمر واقع مفروض بقوة السلاح وقوة الجيش ، ربما بسبب وجود السيد الحاج صالح في سوريه ، حيث ممنوع منعا باتا التطرق الى أمر من هذا النوع في أدبيات الطائفيين العلويين ، ولكون السيد الحاج صالح سجين سابق ، فربما كان لذلك تاثير على عقله الباطن ذو الاحساس العميق بالجرح والهزيمه التى لقّنها له ولجميع المساجين الجلاد الطائفي كنوع من تحطيم نفسيتهم وقهر معنوياتهم تمهيدا لاحتوائهم .
الحقيقه في رأيي ان المنطق الطائفي جاء أساسا من خلال إعتماد حافظ الاسد بشكل أساسي ورئيسي على أبناء طائفته في ترسيخ دعائم حكمه ؛ حيث تم تغلغلهم في الجيش والامن بأعداد كبيره بينما منع الاخرون من ذلك او تم فصلهم او تسريحهم بشكل غير قانوني مما مهد له للسيطره على كل مفاصل الحكم من خلال من إستقدمهم للخدمه في الجيش وتم ترقيتهم بسرعه ليشكلوا النواة التى حكمت وأحكمت السسيطره على البلد من خلال القوه .
كل ما جاء في الوثيقه المذكوره جيد وعقلاني ولكن الواقع يقول أن من يقبل به يجب ان يكون هو النظام القائم على الطائفيه والمتمثل في بشار الاسد ورؤساء أجهزة أمنه وضباط جيشه المنتمين الى نفس طائفته والذين يطبفون سياسات تمييزيه عنصريه تقوم على إعتقال وطرد كل من يخالفهم .
وقد تكلم أكثر من شخصيه سوريه عن تاريخ وصول الاسد للحكم على جثث زملائه ، بعد أن قتل من قتل ونفى من نفى منهم . ليوطد أركان حكمه القائم بشكل أساس على قوة الجيش والامن وما يحويانه من عناصر طائفيه مهمتها حماية النظام ضد الشعب .
إذا الخطأ في الورقه المذكوره هو إفتراضها أنّ واقعا طائفيا هو في طور النشوء والتكوين لذلك فإن كاتب الورقه يدعو الناس الى محاربته ومقاطعته ، وليس واقعا موجودا أصلا وقائما وله أركانه ودعائمه ونظامه الذي يحميه ويقويه ولا يقبل بالمساس به .
ان هذه الورقه تقدم خدمة مجانيه لاصحاب المشروع الطائفي القائم لانها تصور للناس أنهم ليسوا كذلك وأنّ هناك فئه او أناس ينشطون الان لإذكاء هذا النهج ، وهذا عين الخطأ لان النهج الطائفي أمر قائم ومطبق ولا يجادل فيه أحد .
لا أحد يحب للطائفيه أن تكبر وتنمو ، ولكن لا يجوز لأحد أن يعمّي أو يموّه او يزّيف الواقع : الطائفيه هي مشروع النظام وسياسته منذ عقود ، وأدوات تطبيقها هم الاجهزه الامنيه الطائفيه التى تتحكم في مفاصل الحياة ، وكل القائمين على المشروع من طائفة أقليه واحده معروفه للجميع ولا يشك بها احد .
وقد إندفع الكثير من الشباب لتأييد الورقه والتوقيع عليها بدون تدقيق للامر وتحديد من هي الجهه التى جاءت بالطائفيه وطبقتها وهي الان تراعاها وتحميها ، وهذا خطأ آخر .
علي الاحمد

لماذا يصر البعض على هداية بشار الاسد ؟
المرّة بعد المرّة يطالعنا كتاب سوريون معروفون بكتابات وآراء تحمل التودد وطلب الترحم من طاغية الشام على شكل تمنيات له بالهداية والتوبه وأنه لو فعل ذلك فسوف يدخل التاريخ من أوسع أبوابه . لماذا يصر هؤلاء على هذا النهج الذي يقابله الطاغيه بالنكران والتجاهل كما تجاهل كل شيء تم توجييه اليه وكأنه لايقرأ او لا يريد ان يقرأ ، ولا يسمع او أنه لا يريد أن يسمع ، مع أنّ أجهزة أمنه تسجل كل حركة وسكنه يقوم بها معارضوه .
آخر تلك النداءات والاستغاثات جاءت من الكاتب والمفكر السوري خالص الجلبي وقبله زهير سالم وغيرهم ، وكلها تحمل التوسل والتذلل وطلب الرحمه والهدايه ، وانه لو أعاد للسوريين بعض ما سلبه منهم من حقوق فإن التاريخ سيسجل له ذلك بحروف من نور ، وسيكون قمة في الاخلاق والادب والسمو …
لماذا يصر هؤلاء على أنّ طاغية وقاتل مثل بشار الاسد يستحق أن يسجله التاريخ ؟؟ وهل يقبل التاريخ أن يسجل لمثل هؤلاء الا الخزي والعار لانهم أصلا هم من أرادوا الخزي والعار من خلال ممارساتهم البغيضه بحق شعبهم ؟
ألم تتح له الفرصة بعد الفرصه لكي يقوم بذلك وأن يعيد للشعب ما سلبه من حقوق ولكنه لم يفعل وأصر على نهجه القمعي المتكبر ، يوم إستلام الحكم زورا وتوريثا من أبيه ، ويوم إجباره على الخروج مرغما من لبنان ، ويوم تجديد حكمه بإستفتاء مزور كاذب ؟ ألم يكن لديه فرص كثيره لو أراد التغيير والاصلاح ، ولكنه ظل وفيا لنظام أبيه ولرجال أبيه الجلادين وأصحاب السجون البشعه ؟ ألم يكن حتى قبل إندلاع الثورات يصرّ على نهج محاربة التدين وفصل المحجبات والضغط على المدراس الاسلاميه، وقمع كل المعارضين وحرمان الاكراد من حقوقهم ؟؟
لماذا يحرص خالص جلبي على بشار ومستقبله بينما هو لا يحرص على ذلك ويظل يسمع ويطيع رجال أمنه ويرفض كل الوسااطات مهما كبرت وعلى شأن أصحابها ويصرّ على رفض كل شيء ما عدا ما يمليه علي الحلف الصفوي الايراني الشيعي المدعوم من حزب الله ؟؟
إذا كان هو يريد ذلك النهج ويصرّ عليه ويعتمده ويطبقه حتى هذه الحظه دون أدنى تنازل او تهاون لحقوق الناس فلماذا يصرّ وجوه السنّه أنهم يريدون له الخير ويريدون له ان يدخل التاريخ من اوسع ابوابه ؟ أي تاريخ هذا يا زهير سالم ويا خالص جلبي ؟ الا تخافون الله وتتقوه وأنتم تترجون لقاتل مجرم أن يتحول الى بطل وأسطوره ؟ اليس عارا عليكم وعيبا ان تصرون على ذلك ؟
صاحب التيار الاصلاحي السوري كان هو الوحيد الذي ينقصنا حيث إنضم الى زمرة المنبطحين واللاعقين والمقبلين لاحذية الطغاة ، ففي كل يوم يستصرخ وينادي : يا سيادة الرئيس ، يا فخامة الرئيس يا يا … ولا أحد يرد عليه لا بخير ولا بشر ، ولا أحد يضعه في ميزان ولا مكيال ، اللهم الا الازدراء والتندر والضحك على لحيته ، أليس من العار ان يبقى هؤلاء على ذلك النهج ، ألم يحسوا باالعار بعد ؟؟ حتى وصلوا الى درجة تمني المجد الخلود لمن أهانهم وأذلهم وأحتقرهم كل تلك الفتره ، واذل شعبهم واهلهم وهجّرهم من ديارهم كل تلك العقود ؟؟
انا اتمنى ان يستطيل هذا المجرم في اجرامه وهذا الباغي في بغيه ، لكي يلقى مصير مبارك وبن علي والمجرم القذافي ، لان هذا هو ما ارتضاه لنفسه وما اصر عليه بكل عناد ، ولا يعرف اي شيء عن الحق او الخير او المجد .
وعلى هؤلاء الناعقين ان يستحوا ، وأن يخجلوا ، وأن يحترموا القلم الذي يستنجدون به المجرم الباغي ، عليهم ان يحفظوا ماء وجوههم ان كان بقي فيها شيء من ماء ، عليهم ان يحترموا انفسهم ويتوقفوا عن ذلك النهج البشع . دلّوني على ليبي واحد إنبطح بتلك الدرجه وتوسل للقذافي بتلك الطريقه ، دلّوني على معارض مصري واحد او تونسي رفع الاربعه ونام على أرجل قاتله لكي يعفو عنه ، دلّوني على معارض واحد أراد لابن علي المجد والخلود قبل ان تطرده ثورة التوانسه الابطال ، دلّوني على معارض مصري واحد تذلل لمبارك مثل ذلك التذلل الذي إشتهر به السوريون وفاقوا به الاخرين .
والله لنسجلنّ كل ذلك عليهم ثم لنبصقنّ في وجوههم عندما يندحر هذا المجرم ، وهي ليست مسالة سنين ، بل أيام او أسابيع ، والله لنبصقنّ في وجوه كل من تخاذل وتذلل الى كلب القرادحه ، والله لنحاسبنكم على هذا الخزي الذي تجلبوه لنا كل يوم.
خالص جلبي وزهير سالم ومحمود الخلف : كل كلامكم مسجل وأنتم تترجون لهذا الكلب المجد والسؤدد من خلال مكرمات تافهه تطالبون بها وهي حق وليست منحه ، لو حصل وفعلها فلن يكون له فضل في ذلك ،لو رفع قانون الطوارئ فليس منة منه ، ولو أخرج السجناء فليس فضلا منه ، ولو وزع بعض المال على الفقراء فليس من جيب حافظ ولا من خزانة ناعسه عليها لعنة الله ، لا فضل له في شيء من ذلك ، ولو حصل أنه أصرّ ورفض كما هو الان ، ثم رماه الشعب السوري الى مزابل التاريخ كما رمت الشعوب الاخرى حكامها وليس الشعب السوري بأقل ولا أصغير ولا أهون ، لو حصل فسوف نعدّكم من كلاب بشار ومن ناعقيه إن لم تتوقفوا عن هذا الخزي والعار الذي يلحق بكل اهل السنّه ، إستحوا على لحاكم وعلى شواربكم ، إستحوا واحترموا عقول الناس وكفى تمنيات للمجرم بحسن العاقبه ، دعوه يكمل ما بدأه لكي يلقى ما يستحقه من عقاب ، والله إنّ كل ما تقولونه مسجل عليكم وسوف تحاسبون عليه ، أنتم تخذلون الناس ، أنتم تثبطون الناس ، الشباب تتحرق وتمتاز غيظا وأنتم تتنمنون لكلب القرادحه الخير والسداد وحسن العاقبه ، لا وفقكم الله ولا بارك بكم ولا هداكم للخير اذا بقيتم على نهجكم المتخاذل هذا.
الا هل بلغ
ت ، اللهم فاشهد
علي الاحمد

فعلا سوريه الله حاميها .. ولكن ممن ؟؟؟
ما يحصل في العالم العربي من ثورات له فعل الزلزال الحقيقي ، بحيث أصبح الوضع لا يمكن التبؤ به أبدا من حيث سرعة التحولات التى تعمّ عددا كبيرا من الدول العربيه حتى الخليجيه منها ، وما رافق ذلك من تجرؤ الكثير ممن كانوا يخشون او يخافون الاعتراض على الحاكم او مجرد مخالفة ما يرغب به . وقد سارع الكثير من الزعماء الى التقرب الى شعوبهم من خلال هبات ومنح وعطاءات ، وتغيير في القوانين او إقالة للوزارات، وفي سوريه سالت القطاره التى يتكرم من خلالها بشار على شعبه المسكين فاعطى بعض الفقراء مبالغ زهيده ذرا للرماد في العيون .
وفي سوريه أيضا يسود الترقب والحذر ، وقد حصلت أكثر من حادثه تدل على أجواء التوتر والتحفز من قبل الناس ، حيث كادت حالة إحتكاك بين مواطن سوري في دمشق وشرطي مرور أن تؤدي الى ثورة ، مما دفع وزير الداخليه للنزول لمكان الحادث في سابقة غير معروفه في سوريه حيث يتكبر الوزراء ويترفعون عن معالجة قضايا الناس والامر متروك عادة للشرطه ومن ورائها الامن وعصاه الغليظه المسلطه على رقاب البشر .
الثوره الليبيه في عزّ عنفوانها ، والقذافي يخرج دفعة واحده كل ما يكنزه من جنون أعمى في وجه شعب مسالم ثار في وجهه ، وردة الفعل الدوليه بدأت تتبلور وخاصة في مجال حقوق الانسان وما يرتكبه هناك من مجازر جماعيه تذكر بممارسات حافظ أسد وجيشه في الثمانينات حيث إستباح المدن وأعمل فيها قتلا وتدميرا دون أن يعرف أحد ما يقوم به .
إن دماء الليبيين الغزيرة التى تسيل في كل مكان ، تؤسس لمرتكزات ومبادئ جديده كل الجدّه ربما يكون فيها الخير والبركه للسوريين وربما تكون عاصما لدمائهم مما يمكن أن يقوم به القاصر بشار الاسد في المستقبل القريب لو حصل في سوريه ما هو متوقع على نطاق واسع أن يبدأ في اي لحظه .
إن عبارة ( خاين يلي بيضرب شعبو ) التى رددها السوريون أمام السفاره الليبيه في دمشق لم تأت من عبث وإنما هي مقصودة لتنبيه الاجهزه الامنيه أنه لا يجوز ولا يحق لهم التورط وقمع الشعب لانه ثبت من خلال الثورة المصريه والتونسيه أن أي شهيد يسقط إنما يكون نارا وشنارا على النظام وتكون جنازته بمثابة خزي وعار وتصب المزيد من الوقود على نار الثوره وخاصة في بدايتها .
سوريه فعلا ربنا حاميها ، ولكن ممن ؟؟ من تلك العصابه المجرمه التى تتربص بها سوءا وغدرا ، ولكن رحمةالله ولطفه أخر في إنطلاق السوريين للشوارع لكي يستفيدوا من تجارب الاخرين ولكي تكون الدماء الزكيه التى تسيل كل يوم في ليبيا بمثابة عاصم وواق للسوريين من حمق وغباء أجهزة الامن للرئيس السوري . سوريه الله حاميها نعم ، ولكن يحميها من أكابر مجرميها الذين يتحكمون بالارض وما عليها ظلما وجورا .
سوريه الله حاميها على طول الخط لانها تستحق ذلك لانها أرض الشام المباركه ، وجوار بيت المقدس وفيها قبور الصحابه الكرام الذين ملؤوا الارض خيرا وعدلا وكرامه .
علي الاحمد

شباب اللاعنف – خالص جلبي
كتب الاخ خالص جلبي مقالا تحدث فيه عن سوريه اليوم وما يحيط بها من براكين سياسيه تطيح بالرؤوس الكبيره وتزلزل العروش التى تكلست من جراء العقود الطويله في الحكم والتي خلّفت القهر والقمع والفقر وكتمت عقول وقلوب الناس لسنين طويله . ولكون الاخ خالص طبيب مختص وخبير في الطب فقد عرّج على الطب ليبين كيف أنّ المريض عندما يصل الى المشفى وفيه عدد من الامراض يتم تحديد المرض الاخطر المهدد للحياة ويصار الى علاجه لإنقاذ حياة المريض قبل التحول إلى المرض غير المهدد للحياة .
ولا شك طبعا في صحة ووجاهة ما جاء به الدكتور خالص وخاصة في مجال فقه الاولويات وتقديم الاهم على المهم والممكن على غير الممكن ، وأنّ السياسه هي فن الممكن . كل هذا صحيح ، ولكن النقطه مثار الخلاف والجدال هي هل من المجدي او المفيد كل تلك الحجج والطرق والاساليب لمثل النظام السوري ؟ وهل يمكن ان ترفع الورده في وجهه ، وان تدير له الخد الايمن اذا ضربك على الخذ الايسر ؟ وهل نوعية النظام السوري من تلك النوعيه التى تقبل تلك المفاهيم وتدركها وتحترمها وتضعها في حساباتها ؟؟
يقول الدكتور خالص كمثال فقط “أن الحل ليس بتخفيض سعر المازوت بل رحيل الجبت والطاغوت
الوقت الآن يا شباب اللاعنف ليس وقت الكلام بل العمل والإنجاز
لقد كان لكم عبرة في تونس ومصر وليبيا
وهي عبرة للطرفين الشعوب والحكومات
الشعوب أن تتحرر والحكومات أن تتعظ من الدروس” تنتهى كلامه
والتعليق : الدكتور خالص ألم تر كيف قدم التونسيون والمصريون مئات بل والاف الضحايا قبل أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه ؟ هل تتوقع أن يكتفي بشار لو حصل في سوريه ما حصل هناك بما إكتفى به بن علي أو مبارك من قتل وتدمير ؟؟ وأن يرحل دون أن يقسّم البلد ويستقل في الساحل السوري مستغلا ما أقامه هناك من بنية تحتيه جاهزة لاقامة دولتهم التى كانوا يطالبون بها من أيام الفرنسيين ؟؟ هل تظنّ أنّهم الان سيسلمون تلك الدجاجه التى تبيض لهم كل يوم أحمال من الذهب ويسلموها (لأعدائهم) التاريخيين من أبناء السنه ؟؟
السيد الدكتور : هؤلاء قوم يختلفون تماما عن تونس وعن مصر ، هناك المجتمع كله من شريحة واحده لا عداء تاريخي ولا حقد موروث بينهم ، عندنا في سوريه ينتظر العلويون هذه الايام والشهور التى وصلوا بها للحكم ، ينتظرونها من أكثر من ألف عام ، أمضوها أذلاء محتقرين مهانين لانهم يخالفون أهل سوريه في الملّه والعقيده ، ولن يتركوا لي ولك ذلك الحلم الذي عمره ألف عام من أجل مظاهره هنا أو مظاهرة هناك مهما كلفهم ذلك من قتل وتدمير . هل حصل يا أستاذ في مصر أو تونس أو ليبيا او الجزائر أن قام النظام بهدم مدينة كامله فوق رؤوس أصحابها كما حصل في حماه ؟؟ هل حصل أن شرّد نظام حكم عربي أو إسلامي مهما بلغ في الهمجية والعدوان ،أن شرّد عشرات آلاف لعقود طويله من ديارهم فقط لانهم لا يقبلون به ؟؟ كل الانظمة العربيه لها من يخالفها ويناصبها العداء ولكنهم يسوا مطرودين ولا محرومين من جواز السفر ولا مضيق على اهاليهم ، لماذا تختلف سوريه عن الجميع في ذلك الكم الهائل من الحقد من النظام على من يخالفه ؟؟ هل يحمل أحد من القاده العرب والمسلمون شيئا مما يحمله علينا العلويون من حقد وغل ؟؟أم انك تريد ان تجرّب ما جرّبه من قبلك المرحوم الشيخ أبي غده وتغزو النظام في عقر داره كما فعل ؟ وهل تعرف ماذا كانت النتيجه ؟ أم انك تظن انّ بشار يختلف عن أبيه ؟؟؟ كل هذا اوهام يا دكتور ، ومن جرب المجرب فان عقله …..
ألم تر أيها السيّد الدكتور لماذا يصرّ السوريون على الصمت والسكوت لحد الان وكل ما حصل لا يعدو أن يكون إرهاصات صغيره جدا لما نأمل أن يكون في المستقبل ، ولكن لا شك ان هناك كما هائلا من الالم والصبر وضبط النفس والتحكم بالاعصاب يشتعل في قلوب وعقول السوريين لانهم يعرفون اكثر مما نعرف عن طبيعة النظام الذي يسومهم سوء العذاب .
أثناء الحرب الامريكيه لاخراج القوات العراقيه من الكويت ، وحين تراجع الجيش العراقي الى العمق تاركا مواقعه في الكويت ، إنتفض الشيعة في الجنوب وطعنوا الجيش العراقي في الظهر ، عندها قام الجيش العراقي بردة فعل بعد أن أخذ ضوءا أخضر للقضاء على التمرد ، ولقنّهم درسا قويا . وهذا الامر بالذات جعلهم أثناء الغزو الاخير للعراق يصبرون أكثر من 20 يوم بينما تتقدم القوات الامريكيه وحلفاؤها ، وهم ساكتون صابرون يضغطون على أعصابهم لانهم تعلموا من الدرس الاول الا مجال للمغامره من نظام يده على الزناد ولا يهمه إن قتل ألف او عشرة الاف لان الفرق بين الرقمين صفر واحد .
الشعب السوري اليوم يشبه تماما حالة الشيعه العراقيين بعد دخول الجيش الامريكي من البصره الى الناصريه والكوت ، حيث بقوا محافظين على هدوئهم حتى دخلت الدبابات الى مشارف بغداد وسقط آخر لواء للحرس الجمهوري ، عندها أعلنوا أنّ حلمهم الذي صبروا عليه سنينا طويله قد حان ، وأنه لم يعد هناك خوف من الانتفاض والفرح لسقوط غريمهم ، السوريون كذلك يحلمون بذلك اليوم الذي ينفضون فيه كل غبار سنين القهر والاسى ، ولكن لا أحد يغامر بالرقص او الفرح لان ذلك يمكن أن يكلفه عمره وحياته مقابل لاشيء .
إسمح لي أيها الدكتور أن اقول لك انك تبالغ في الفرح قبل وقته ، وتبالغ في حسن النيه في غير مكانها ، وتخاطب الشباب بلغة غير مقبولة في بلدنا ، لان بشار ليس غاندي ، ولان آصف شوكت ليس الأم تيريزا ، ولان ماهر الاسد ليس بن علي ولا حتى عمر سليمان ، كل هؤلاء الذين رأيناهم حتى الان اقل سو

القذافي ومحمد سعيد الصحاف
يشبه القذافي كثيرا في تمسكه بالحكم هذه الايام ، يشبه كثيرا وزير الاعلام العراقي السابق في عهد صدام حسين إبان الغزو الامريكي للعراق ، فقد قال البعض إنّ ذلك الوزير قاتل أكثر من كل مقاتلي العراق من خلال الاعلام وتعامله مع مئات الاعلاميين من كل مكان من العالم . فقد كان ذا إصرار كبير وعناد لا مثيل له أنّ الوضع ما يزال تحت سيطرة قواته الى آخر لحظه ، إلى الساعه التى وصلت فيها الدبابات الأمريكيه الغازيه الى وسط بغداد وصار ممكنا رؤيتها من نوافذ وزارة الاعلام حيث كان يعقد الصحاف مؤتمراته الصحفيه . عندها قال له أحد الصحفيين أنظر من النافذه لترى الدبابات على جسر الجمهوريه . وهو ما يزال يعاند ويكابر الى آخر لحظه .
هذا هو وجه التشابه بينهما : العناد والمكابره ، مع الفارق الكبير طبعا حيث كان الصحاف يعاند غزوا أمريكيا عالميا بينما يعاند القذافي شعبا فقيرا مسكينا مرعوبا وخائفا .
نفس الموقف مر به الرئيس التونسي السابق بن علي ، وكذلك المصري مبارك ، كلهم تشبثوا حتى آخر لحظه ودافعوا عن مكاسبهم التى أخذوها من خلال القتل والبطش ورهن البلاد والعباد عبيدا أمام مؤسساتهم القمعيه .
القذافي في آخر أيامه ، يدافع عن كل شبر وعن كل ساحه لا يلبث أن يخسرها واحدة بعد الاخرى ، وينتظر إلى أن يصل أحد الثوار الى حيث يسكن ويتخلص منه والى الابد .
إنه عصر العزه والفخر والكرامه للأمة التى أهينت على مدى عقود طويله من طغاتها ، كلهم يشبهون بعضهم البعض فقط تتغير أسماء العائلات : الطربلسي في تونس ومبارك في مصر وعائلة ، الاسد ومخلوف في سوريه ، وكذلك عائلة القذافي ، التى بدأ الكشف عن أرقام فلكيه لسرقاتها من خيرات الشعب الليبي الذي يعيش حالة مزرية من الفقر والبطاله بينما يتصرف هو وأبناؤه ومنتفعيهم بميلايين لا حصر لها ولاعدد .
وصدق الشاعر حيث يقول : تموت الأسد في الغابات جوعا ولحم الضأن يرمي للكلاب
وذو جهل ينام على حرير وذو فضل ينام على التراب
شخص تافه مثل القذافي تقذف به الايام ليتحكم بثروة تكفي العالم العربي كله ، بينما هو يلهو بها ويعبث بها ويسخرها لملذاته ولابنائه ، ويحرم الملايين من أبناء شعبه من خيراتها .
الحمد لله أن أبقانا لنرى هذه الايام التى تدوس فيها الشعوب العربيه بأحذيتها رؤوس طغاتها ، وتثور في كل مكان وتنفجر غضبا وحنقا على جلاديها .
كل العرب في ثورة متواصله ، ثورة للحريه ولإحترام الانسان ، ثورة على الجهل والفقر والتخلف ، ثورة تعيد للإنسان العربي حقه في أرضه وفي خيراته المنهوبه .
اليمن ، الاردن ، مصر ، تونس ، الجزائر …. وسوريه بالانتظار على الدرب الذي أضاءته الثورة التونسيه المباركه ، ثورة بائع الخضار الفقير .
علي الاحمد

إعلان إستقاله من إعلان دمشق للتغيير الديموقراطي
السلام عليكم
تقدمت بتاريخ 17-01 برساله الى قيادة إعلان دمشق في الخارج أطلب فيها الموافقه على إستقالتي او إنسحابي من جميع هئيات الاعلان في الخارج إذا كان ما أكتبه يشكل أي إحراج للاعلان او خروج عن مبادئه المعروفه والمعلنه . وقد تلقيت هذا اليوم رد من الاعلان بقبول تلك الرساله لذلك فإني أعلن للجميع أنه من اليوم لا علاقة لي بإعلان دمشق مع التمني لهم بالتوفيق والسداد .
وقد شرحت لهم في الرساله أنني مقتنع تماما بما أقوم به ، وان تلك الطائفه التى تحكم في سوريه إرتكبت من المجازر ما عجز عنه اليهود في فلسطين وأنه لا بد من كشفهم وتعريتهم وتبيين فسادهم وزورهم ، بلا تمويه ولا تورية ، وان ما أكتبه لا يمثل إلّاشخصي ونفسي وليس له علاقه بالإعلان من قريب او بعيد . وأنّه لا يجوز التلطف معهم او المداهنه بحجة أنهم يملكون القوة والسلطه والمال ، ولو كان هذا سببا لمجاملتهم والتلطف معهم فليس من بأس من التلطف والمجامله لليهود لانهم أيضا يملكون القوه والمال والسلطه .
أتمنى للإعلان التوفيق في نشاطه وجهده نحو سوريه وطنا لجميع أبنائها وليس لطائفة واحده منبوذه مارقه تختلف عن عقيدة الاغلبيه العظمى وتدين بالولاء لقوى خارجيه بعيده عن مصالح سوريه ومستقبلها ، وأشكرهم على الوقت الذي أمضيته معهم . والسلام
علي الاحمد

كرة الثلج تكبر … الحرية تتقدم
تونس … مصر ليبيا العراق اليمن …الاردن الجزائر …. ثورات وهيجان وغليان وإنتفاضات لا تكاد تبدأ حتى تنحسر عن نصر وأي نصر . أشعلها البوعزيزي بجسده النحيل فكان للنار في جسمه تأثير القوة النوويه التى تقلب كل شيء رأسا على عقب .
تونس ..أصبحت حره بلا خوف ولا إعتقال تعسفي .. مصر بلا مبارك ولا أحمد عز ولا الفقي ولا العدلي ولا أحد من رموز الطغاة الكبار والصغار . اليمن …مرجل يغلي ولا رؤوس تطيح بعد ..ليبيا الثورة على المجنون تتقدم وتحرر بعضا من أجزاء الوطن … البحرين ….. تختتلف الحكايه بدخول العنصر الطائفي الشيعي على الخط وتتحول المظاهرات الى لطميات شيعيه تطالب بالثار للحسين ولكربلاء وصفين والجمل …
سوريه تبدأ اول أحاسيس الثوره من الحريقه ..أحد الاسواق الشاميه المزدهره بعد إعتقال شاب من قبل الشرطه يؤدي الى بلبله كبيره لا تنتهي الّا بتدخل وزير الداخليه في حالة غير مسبوقه من إحساس السوريين بسوريتهم المسلوبه منهم والمسروقه من قبل عصابات النظام .. تنطلف ألآف الحناجر : الشعب السوري ما بينذل .. حراميه حراميه …عربيه عربيه …وهكذا . إحساس جديد وغريب ثوري يشعر به السوريون لأول مره ، يقول لهم إن بإمكانهم فرض ما يريدون وأن الخوف الابدي الذي يعيشونه ربما يكون له نهايه . إحساس مفعم بالامل بأنه يمكن لهم أن يتجمعوا ويقولوا ما يريدون قوله رغم أنف الشرطه والامن والخوف .
وزير الداخليه يقول لهم : هذه مظاهره ، يرد الجمع وما زال كابوس الأمن يخيم على مخيلته : لا ليست مظاهره ويسود هرج ومرج بين الجموع .
كلمة مظاهره تقطع نياط القلب بالنسبه للمجرمين في النظام لانها اليوم أشد الاسلحة فتكا وأكثرها تأثيرا على الناس بعد ثورة الاتصالات والقدره اللامتناهيه للناس على نقل الخبر والمعلومه رغم كل أنظمة الحجب التى تفنن فيها ممثلو النظام .
يردد أحدهم شعارات البعث الخائب : بالروح بالدم … لا يتجاوب معه الا قلة ربما لا تبلغ عشرة أشخاص .
روح جديده تتفجر في كل مكان ، تكسر كل قوالب القمع والخوف السائده
روح مليئة بالامل .. روح الثوره على الطغيان تكتسح العالم العربي ولا تكاد تستثني أحد .. ولكن هناك فاصل زمني يحتاجه كل بلد بسبب الخصوصيه التى يتميز بها كل بلد عن الاخر .
إنها كرة الثلج البوعزيزيه تكبر وتكبر وتطيح برأس جديد كل شهر .
القمة القادمه ستكون فعلا فمة تعارف بين القادة الجدد الاحرار غير المورثين وغير القمعيين وغير اللصوص .
تحية الى البوعزيزي في قبره ، لقد كان قدرا ربانيا ليفتح عصر تحير أمة محمد من طغاتها .
علي الاحمد